الاحتلال يرضخ لإرادة الأسرى بإنهاء عزل "حامد"

أكدت مصادر موثوقة إنهاء مصلحة السجون الإسرائيلية لعملية العزل الانفرادي للأسير القسامي إبراهيم حامد.

وقال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد خفش لـ"عربي21" إن السجان الإسرائيلي رضخ لمطالب الأسرى وقرر إنهاء عزل الأسير إبراهيم حامد.

وكان أكثر من 100 أسير فلسطيني لدى إسرائيل، الأحد، بدؤوا إضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع الأسير إبراهيم حامد، والذي رفضت مصلحة السجون الإسرائيلية إخراجه من العزل الانفرادي حسب الاتفاق المبرم مع قيادة الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية.

وقالت أم علي زوجة الأسير إبراهيم حامد إن زوجها كان من المفترض أن يخرج من العزل الانفرادي، الخميس الماضي، ولكن سلطات السجون الإسرائيلية رفضت إخراجه من العزل حسب الاتفاق بين قيادة الحركة الأسيرة ومصلحة السجون الإسرائيلية.

وأضافت لـ"عربي21" أن "الهيئة القيادية للحركة الأسيرة تواصلت مع إبراهيم الأربعاء الماضي، واطمأنوا عليه، وتشاوروا معه على التصعيد في حال رفضت سلطات السجون إخراجه".

وأدانت حامد الدور السلبي للصليب الأحمر في عدم الوفاء بواجبه تجاه الأسرى وزيارتهم، وأن كل الذي يفعله هو نقل الرسائل التي  تتأخر ما بين 4-6 أشهر؛ ومن الممكن أن تستمر لسنة كما حصل معها.

وأشارت إلى أنها اعتصمت مع أهالي الأسرى الأردنيين أمام الصليب الأحمر في  العاصمة الأردنية عمان، من أجل أن ينقلوا بعض الملابس له، ولكن الصليب الأحمر رفض هذا الأمر.

وتابعت أن الحكومة الأردنية رفعت يدها عن قضية إبراهيم باعتباره فلسطينيا ولا يحمل الجنسية الأردنية، مع العلم أنني أردنية.

وأكدت حامد أنّها حاولت أن تلتقي بالمسؤولين في السفارة الفلسطينية ولكنهم أبلغوها أنها أردنية ولا يمكن أن يساعدوها بشيء.

ووجهت حامد رسالة للشعوب العربية والإسلامية أشارت فيها إلى أن الأسرى في السجون الإسرائيلية هم من قاموا بواجب الدفاع عن مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ملك الأمة جميعها، ولذلك هم أسرى الأمة بأسرها، ويجب أن تقوم الأمة بالقيام بواجبها تجاههم ورفع الظلم عنهم، ومساندة قضيتهم العادلة.

وتابعت أن الأسير عندما يخوض إضرابه عن الطعام، سيكون على حساب صحته وعافيته، والإضراب ليس بالأمر السهل، وهو آخر ما يلجأ إليه الأسير، عبر معركة الأمعاء الخاوية.

واستغربت حامد ضعف التعاطي الإعلامي مع قضيتهم وشدّدت على أنّه لا بد من إبداء اهتمام أكبر بالأسرى.

من جانبه أكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد خفش أن إبراهيم دخل في الإضراب المفتوح عن الطعام، الأحد.

وقال لـ"عربي21" "إن بداية الإضراب ستكون مقتصرة على 100 أسير من الحركة الأسيرة، من مختلف السجون الإسرائيلية، ثم يزداد العدد باضطراد".

وأكد على أن الأسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات سيدخلان أيضا في الإضراب المفتوح عن الطعام.

ومن المقرر أن يخوض الإضراب مئات الأسرى، وسيمتد ليشمل عددا أكبر من الأسرى، خاصة في ظل تعنت إدارة السجون بمواصلة عزل الأسير حامد، علما أنها تعهدت بوقف العزل، إضافة إلى إخلالها بالاتفاقية التي وقعت عام 2012 والتي تقضي بوقف سياسة العزل الانفرادي.

وعلى هامش الإضراب سيكون للأسرى عدة مطالب قبل وقف إضرابهم، ومنها تحسين الوضع الصحي للأسرى، والسماح بالزيارات لأهالي قطاع غزة، والمطالبة بتركيب هواتف عمومية داخل السجون.

من جانبه أكد وزير الأسرى والمحررين عطا الله أبو السبح بغزة، أن قرار الاحتلال استمرار عزل الأسير إبراهيم حامد في عزل "أوهليكدار" مرفوض بشكل كامل، معتبرا ذلك تصعيدا خطيرا من شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً.
 
وقال أبو السبح إن الحركة الأسيرة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه التنصُّل من اتفاق إنهاء عزل الأسير حامد، وتجاه هذه السياسة المجحفة التي يتعرض لها الأسرى بشكل عام.

وبيَّن الوزير أنّ إدارة السجون دائماً تتنصل من كل الاتفاقات التي تمت مع الحركة الأسيرة، وتمارس سياسة النقل الجماعي والفردي من وقت لآخر بحق الأسرى، لخلق حالة من عدم الاستقرار وعدم الشعور بالأمان.

يذكر أن الأسير حامد معتقل بتاريخ 22/5/2006 ومحكوم بالسجن 54 مؤبداً وهو أحد أعضاء الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وصاحب ثاني أعلى محكومية في التاريخ، وقد قامت إدارة السجن بنقله من سجن "نفحة" إلى عزل "أوهليكدار" بتاريخ 9/1/2014 وتم الاتفاق مع الحركة الأسيرة على استمرار عزله لمدة ثلاثة شهور فقط.