رجّح مستشرق "إسرائيلي" أن تكون التهديدات المتكررة التي يطلقها قادة الانقلاب في مصر ضد حركة حماس تهدف بالأساس إلى مغازلة الأمريكيين.
وقال رؤفين بيركو،الذي تولى في الماضي مناصب في شعبة الاستخبارات العسكرية أن
السيسي يحاول من خلال هذه التهديدات لفت نظر الأمريكيين إلى أنه يجدر بهم الاستثمار في دعم حكمه بسبب دوره في محاربة الحركات "الإرهابية".
وفي مقال نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة "إسرائيل اليوم" أمس الأربعاء، أشار بيركو إلى أن هناك أطرافاً داخل سلطة الانقلاب ترى أنه بدون تضييق الخناق على حركة حماس فلن يتم القضاء على جماعة الإخوان المسلمين.
ولم يستبعد بيركو أن تهاجم سلطة الانقلاب قطاع
غزة، مشيراً إلى أن المخابرات المصرية ستعمل على توظيف الحصار المتواصل على القطاع إلى جانب تشجيع الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكم حركة حماس.
وأضاف "من الصعب أن يتخيل المرء دخول المصريين قطاع غزة بدون تنسيق مع إسرائيل من أجل ضمان إعادة السلطة الفلسطينية إليها".
ونوه بيركو إلى أن استعادة السلطة قطاع غزة قد تحسن مكانتها القانونية عبر توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونوّه بيركو مستدركاً إلى أنه في حال نجاح مثل هذا المخطط، فلن يؤدي إلى تحسين الأوضاع الأمنية في إسرائيل، على اعتبار أن حركة حماس ستبقى محتفظة بكامل قوتها، ما يعني قدرتها على مواصلة تنفيذ عمليات ضد "إسرائيل".
من ناحية أخرى ذكرت الإذاعة العبرية صباح الخميس أن أحد أهم الأسباب التي دفعت مجلس الشيوخ الأمريكي للموافقة على تقديم مبلغ مليار ونصف دولار لمصر؛ هو الحرص على مصير اتفاقية "كامب ديفيد".
ونوهت الإذاعة إلى أن كلاً من السفير "الإسرائيلي" في واشنطن رون ديمريل ورئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين لعبا دوراً مركزياً في إقناع قادة الكونغرس باستئناف الدعم الأمريكي لمصر.
وأشارت الإذاعة إلى أن كلاً من ديمريل وكوهين اجتمعا كثيراً بأعضاء مجلس الشيوخ الذين أظهروا في البداية معارضة شديدة لاستئناف
المساعدات لمصر على اعتبار أن استئنافها يعد تجاوزاً للقانون الأمريكي، الذي يحظر تقديم العون لسلطة انقلبت على حكومة منتخبة ديموقراطياً.
واستدركت الإذاعة أنه لولا التدخل الكبير والعميق الذي أبداه قادة المنظمات اليهودية لما تمكنت إسرائيل من إقناع قادة الكونغرس باستئناف الدعم لحكومة الانقلاب.
وأوضحت الإذاعة أن "إسرائيل" استعانت بنتائج أبحاث أعدها قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ودلت على المخاطر الكبيرة الناجمة عن عودة جماعة الإخوان المسلمين للحكم.
وذكرت الإذاعة أن جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا أمام قادة الكونغرس قد أكدوا على أن مستقبل اتفاقية كامب ديفيد سيكون في خطر شديد في حال لم يُدعم حكم العسكر.
ويذكر أن صحيفة "معاريف " قد كشفت بتاريخ 19-7-2013 النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طلب من السفراء الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم شرح موقف "إسرائيل" المطالب بتقديم الدعم لسلطة الانقلاب.