نقلت صحيفة "
إسرائيل اليوم" عن من وصفت بمصدر أوروبي مشارك في المحادثات مع
إيران بشأن برنامجها
النووي قوله إن في بالإمكان "إنهاء المحادثات في عشر دقائق"، موضحا ذلك بالقول إنه "لم يسبق أبدا أن كنا قريبين بهذا القدر من الاتفاق"، فيما لا تخفي جميع الأطراف (إيران، روسيا، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي) رغبتها في التوصل إلى"اتفاق مرحلي" لمدة ستة أشهر. لكن الصحيفة الإسرائيلية لا تستبعد احتمال أن يخرّب "الوفد الفرنسي الحفلة".
ولا يستبعد المصدر الأوروبي أن تكون إيران هي من يؤخر الاتفاق، لسبب بسيط، هو سعيها لأن توضح للعالم "بأنها قدمت من ناحيتها تنازلا كبيرا، فيما الحقيقة أنها "تنتصر في كل الجبهات؛ ترفع العقوبات، وينظر إليها كدولة معتدلة، وتُبقي لنفسها القدرة على أن تطور في المستقبل القنبلة النووية".
وما يؤكد هذا البعد تلك التصريحات التي أطلقها خامنئي اليوم أمام 50 ألفا من قوات "البسيج"، إن كان على صعيد الملف النووي والخطوط الحمراء (حق إيران في امتلاك الطاقة النووية)، أم على صعيد الكيان الإسرائيلي الذي قال إنه "إلى زوال"، فيما يعلم الجميع أن روحاني لا يتحرك في الملف النووي دون إذن المرشد الذي يتحكم بملف السياسة الخارجية.
يُشار إلى أن
المفاوضات بشأن النووي الإيراني ستبدأ اليوم بين كاترين آشتون، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وبين وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، ثم تبدا المفاوضات بين الوفود بعد ذلك.
وبحسب صحيفة " إسرائيل اليوم"، فإن العناصر الثلاثة التي أصرَّ عليها الفرنسيون قد أصبحت تحكم الموقف العام للقوى العظمى، وهي أن تتخلى إيران عن اليورانيوم المخصّب إلى مستوى 20 في المئة، ولديها منه (185 كغم)؛ أن توقف بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك، والذي يسمح لها بالوصول الى قنبلة نووية عبر مسار البلوتونيوم مثلما فعلت كوريا الشمالية وباكستان؛ وأخيرا، فتح مواقعها النووية أمام الرقابة الدولية.
أما المقابل، فسيجري تخفيض العقوبات على المعاملات المالية الإيرانية، وستطرح كل العقوبات على طاولة المباحثات بعد نهاية الأشهر الستة، عند البحث في الاتفاق النهائي، مع الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستوىً منخفض، وهو ما يرفضه الكيان الإسرائيلي.
بانتظار ما ستنجلي عن جولة المفاوضات الجديدة، يرى مراقبون أن الموقف يبدو أقرب إلى التفاؤل، سواءً انتهت هذه الجولة باتفاق، أم استغرق الأمر جولة أخرى جديدة، ويشيرون في هذا الصدد إلى ميل الولايات المتحدة إلى إنجازه رغم الصخب الإسرائيلي، والذي يصفونه بأنه محض مزايدة لانتزاع مزيد من التنازلات، ولا يعكس معارضة جادّة للاتفاق.