هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كتاب عربي 21
الحاخام جو بايدن وإخوانه.. أين الدين وأين السياسة؟!
ألقت العلمانية الغربية ما فيها وتخلت!
فإزاء الخطاب الديني، والعنصري في الوقت ذاته، الذي أطلق من عواصم غربية عدة، تبدت عورات القوم للناظرين، وسقطت قبلة المستغربين العرب، الذين يروجون أن الفصل بين الدين والدولة من سنن الحياة الحديثة، وأن المثل الذي ينبغي الاحتذاء به، هو النموذج الغربي، الذي قاد البلاد للنهضة، والحكم للاستقرار، من خلال عملية الفصل هذه، فإذا بالرسائل تأتي صادمة، فنحن أمام النموذج الأسوأ للخلط بين الدين والسياسة، فأين يذهبون؟!
عندما جاء الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الابن) إلى المنطقة محاربا، وجعل عنوان هذا الحضور "الحروب الصليبية"، فإن من اندفعوا يبررون بأنه خطأ في الترجمة في البداية، ثم إنها زلة لسان بعد أن تبين أن ترجمة ما قال صحيحة، وأن الرئيس عُرف بحصيلته المتواضعة من المفردات؛ هم أولو الأمر منا، بجانب المستغربين العرب، وقد وجدوا في هذا الخطاب كشفا للمستور، ولعبا على المكشوف، فاصطفوا خماصا وبطانا، يفسرون، ويؤولون، بدلا من التنديد بالشخص الذي خرج على قيم العلمانية، وبدلا من وضع النقاط فوق الحروف، بأن المستهدف من هذه الحملة هم من استهدفتهم الحروب الصليبية الأولى!
إن العلمانيين العرب، وهم في مجملهم من بقايا اليسار المهزوم، وقد غيّروا جلودهم ليس إلا، اصطفوا مع الغرب في البحث عن موضوع أكثر معقولية من الحرب على الرأسمالية، وقد التحقوا بها، ووجدوا مجالا لممارسة النضال المجاني، هو في هذه الحملة على حضور الدين في مجال السياسة، حتى أنهم بدوا كما لو كانوا يتحركون خوفا على الدولة المدنية من خطر الدولة الدينية التي يستهدف الرئيس المدني المنتخب في مصر إقامتها، وكأن مصر كانت دولة مدنية في عهد مبارك، وكأنها ستصبح دولة مدنية بانقلاب عسكري!
نخبة النضال الفاشل:
كنا في السابق نلتمس موقفا هنا وهناك، لإبعاد نخبة النضال الفاشل عن معارك طواحين الهواء، لتوفير الجهد في النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، مثل لفت الانتباه إلى تأجيل مراسم حلف اليمين الدستوري للرئيس الأمريكي المنتخب بايدن أمام الكونجرس، لأنه مكث في الكنيسة أكثر من الوقت المحدد في حضرة الأب الروحي له، دون أن يعتبر أحد أن في هذا إخلالا بقيم العلمانية، وانصرفت أبصارنا تلقاء هذا الرويبضة الذي أخذ على الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة، وجمع وطرح في تكلفة هذا من حراسات وخلافه، مع أنه أمر كان قائما في العهود السابقة، بما في ذلك عهد مبارك، دون اعتراض منه أو نقد، لكن هذا السلوك في حالة الرئيس المدني المنتخب يمهد به لإعلان الدولة الدينية.. وكما صمت في عهد مبارك، فقد صمت في عهد السيسي، صمته على ما فعله بايدن، ونفس الصمت التام على "المواقف الدينية" في الحرب على غزة، المنطلقة من بيوت الحكم في الخارج، ومن البيت الأبيض، إلى قصر الإليزيه؛ إلى قصر بيليفو في ألمانيا يا قلبي لا تحزن!
إن خطاب قصور الحكم هذه لا يمثل فقط خلطا بين الدين والسياسة، ولكنه يُعد تطويعا للدين لكي يكون مسوغا للقتل والترويع، واستهداف البشر والحجر، والمنازل والمستشفيات. فأمام مجزرة تقع في غزة على مرأى ومسمع من العالم، صوتا وصورة، نسمع لأسوأ استغلال للدين، باعتباره يمثل دافعا لهذا الإجرام، لكن غلمان المنطقة وضعوا أحذيتهم في أفواههم واستغشوا ثيابهم، ولم نسمع لأحد منهم ولو "أف" دفاعا عن العلمانية التي يتم طعنها بجميع تعريفاتها في موطن العفة، ولم يبق إلا أن يعلن القادة الغربيون "إنها الحملة الصليبية يا غبي"، فأين ذهب الله بعلمانيتهم؟!
لقد أعلن الرئيس الأمريكي بدون خجل أو وجل انحيازه للصهيونية بقوله: "ليس ضروريا أن تكون يهوديا حتى تصبح صهيونيا، فأنا صهيوني وهذه حقيقة لا أعتذر عنها"!
أما وزير خارجيته أنتوني بلينكن فقد أعلن من تل أبيب، أنه (هنا) ليس لكونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، ولكن بصفته يهوديا إلى جانب هذا!
وهذا رئيس مجلس النواب الأمريكي جونسون يعلن "بصفتنا مسيحيين نعتقد أن الكتاب المقدس يعلمنا بوضوح شديد أننا يجب أن نقف مع إسرائيل"!
هكذا بصفته مسيحيا، وليست لدينا دراية بكتابهم المقدس، لكنني قرأت في نهاية الثمانينيات كتابا أصدره القس الإنجيلي في مصر إكرام لمعي عن "المسيحية الصهيونية"، من خلاله يمكن أن نفهم هذا المذهب المسيحي، لكن بعيدا عن كون الكتاب المقدس مرجعيته، فلك أن تتخيل لو أن رئيسا عربيا قال بصفته مسلما، أو اعتمد القرآن الكريم مرجعية في خطابه، دعك من الرئيس السادات فقد كان حالة لا يقاس عليها، مع أنه صاحب مقولة "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة"!
وهذا الرئيس الفرنسي ماكرون يقيم في قصر الإليزيه حفلا لمناسبة دينية يهودية، ليسقط الحديث عن "قيم الجمهورية"، فقد حدث هذا في عقر دار الدولة المدنية الحديثة وعنوانها، وهناك يحاربون الحجاب باعتباره رمزا سياسيا كاشفا عن ديانة المحجبة بما لا يليق وهذه القيم!
أما المستشار الألماني فحدث ولا حرج، فقد ارتدى القلنسوة اليهودية الشهيرة ونصب احتفالا بعيد يهودي معلنا دعمه للجاليات اليهودية، بعد أن ذهب بعيدا في نصرته للإسرائيليين من منطلق كونهم يهودا!
كلهم شارلي إيبدو:
وهذا الجهر بالمعصية لقيم العلمانية، يذكرنا بيوم أن أشعرنا القوم في بلاد الغرب بأننا مذنبون وعلينا أن ننفر خفافا وثقالا لكي نعتذر عن خرق قيم الدولة الحديثة، وكان الرضوخ للأمر بتغيير الخطاب الإعلامي، وتغيير المناهج الدينية، فلا حديث عن الجهاد، ولا ذكر لتاريخ يترتب عليه الشعور بالفخر، والمعلن أن هذه المناهج أنتجت المتشددين المسلمين الذين هددوا الحضارة الغربية، وما تخفي صدورهم هو حتى لا يشعر المسلمون بأنهم مروا في تاريخهم بلحظة انتصار واحدة!
كان الحكام العرب يتحسسون لموضع بطحتهم، فيرضخون للأمر بتغيير المناهج الدراسية والخطاب الإعلامي، قبل إلغاء مادة الدين كلية في بعض الأقطار العربية، لأن ديننا أنتج "المجاهدين العرب"، دون أن تكون لديهم الشجاعة لإعلان أن واشنطن هي من رفعت راية الجهاد ضد الشيوعية في أفغانستان، لأن السوفييت يمثلون خطرا على مشروعهم هم، وليس مشروعنا نحن، فنحن بلا مشروع أصلا!
لكنه الشعور بالضعف والمهانة، الذي دفع من يذهبون إلى باريس محلقين ومقصرين للمشاركة في جنازة ضحايا عملية العنف ضد جريمة شارلي إيبدو بالتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد خرجت بما فعلت على قيم النقد البنّاء، وعلى أصول ممارسة مهنة الصحافة، وفرض علينا الهتاف: "كلنا شارلي إيبدو"، مع أنه لا يجوز لنا أن نكون بأي حال من الأحوال "شارلي إيبدو"، وإن كان هناك من مارس العنف والتفجير فينبغي أن يحاكم هو، ولا يكون مطلوبا من عامة المسلمين وخاصتهم أن يذهبوا إلى فرنسا يحملون أكفانهم على أيديهم، وهناك انتحب الرئيس الفلسطيني (أبو مازن) حتى اعتقدنا أن الضحايا من بقية أهله!
إن "شارلي إيبدو" عمل غير صالح، دينيا، ومهنيا، وأخلاقيا، وإذا كانت السيئة تعم، فقد كان على فرنسا أن تعتذر للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وابتذال نبيهم تم في صحيفة فرنسية، وما دامت فرنسا ليست معنية بذلك، فلسنا معنيين -كذلك- باعتذار كالذي قدمه القوم، وهم يرفعون شعار جريمة هو "كلنا شارلي إيبدو"، فالحقيقة لسنا كلنا "شارلي إيبدو"، ولا يمكن أن نكون، ومن الخيانة لله ورسوله ولمكارم الأخلاق أن نكون "شارلي إيبدو"!
لكنه الابتزاز من جانب القوم، والقدرة الخارقة على الخضوع لهم من جانب قومنا، وشعورنا بالدونية، ومن فجّروا ينتسبون للإسلام، فما هو القول الآن وقد تحول القادة في الغرب إلى حاخامات، بل إن من بين الحاخامات من يرفضون الصهيونية ويدينون جرائم إسرائيل، لكن الحاخام جو بايدن وإخوانه في البيت الأبيض، وخارجه مثل ماكرون (حاخام الإليزيه)، وشولتس (حاخام معبد بيليفو)، يدعمون القتلة ويقفون وراء القتل!
إن عواقب الخطاب الديني من حاخامات هذه القصور ستكون وخيمة!
twitter.com/selimazouz1
فإزاء الخطاب الديني، والعنصري في الوقت ذاته، الذي أطلق من عواصم غربية عدة، تبدت عورات القوم للناظرين، وسقطت قبلة المستغربين العرب، الذين يروجون أن الفصل بين الدين والدولة من سنن الحياة الحديثة، وأن المثل الذي ينبغي الاحتذاء به، هو النموذج الغربي، الذي قاد البلاد للنهضة، والحكم للاستقرار، من خلال عملية الفصل هذه، فإذا بالرسائل تأتي صادمة، فنحن أمام النموذج الأسوأ للخلط بين الدين والسياسة، فأين يذهبون؟!
عندما جاء الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الابن) إلى المنطقة محاربا، وجعل عنوان هذا الحضور "الحروب الصليبية"، فإن من اندفعوا يبررون بأنه خطأ في الترجمة في البداية، ثم إنها زلة لسان بعد أن تبين أن ترجمة ما قال صحيحة، وأن الرئيس عُرف بحصيلته المتواضعة من المفردات؛ هم أولو الأمر منا، بجانب المستغربين العرب، وقد وجدوا في هذا الخطاب كشفا للمستور، ولعبا على المكشوف، فاصطفوا خماصا وبطانا، يفسرون، ويؤولون، بدلا من التنديد بالشخص الذي خرج على قيم العلمانية، وبدلا من وضع النقاط فوق الحروف، بأن المستهدف من هذه الحملة هم من استهدفتهم الحروب الصليبية الأولى!
إن العلمانيين العرب، وهم في مجملهم من بقايا اليسار المهزوم، وقد غيّروا جلودهم ليس إلا، اصطفوا مع الغرب في البحث عن موضوع أكثر معقولية من الحرب على الرأسمالية، وقد التحقوا بها، ووجدوا مجالا لممارسة النضال المجاني، هو في هذه الحملة على حضور الدين في مجال السياسة، حتى أنهم بدوا كما لو كانوا يتحركون خوفا على الدولة المدنية من خطر الدولة الدينية التي يستهدف الرئيس المدني المنتخب في مصر إقامتها، وكأن مصر كانت دولة مدنية في عهد مبارك، وكأنها ستصبح دولة مدنية بانقلاب عسكري!
إن العلمانيين العرب، وهم في مجملهم من بقايا اليسار المهزوم، وقد غيّروا جلودهم ليس إلا، اصطفوا مع الغرب في البحث عن موضوع أكثر معقولية من الحرب على الرأسمالية، وقد التحقوا بها، ووجدوا مجالا لممارسة النضال المجاني، هو في هذه الحملة على حضور الدين في مجال السياسة، حتى أنهم بدوا كما لو كانوا يتحركون خوفا على الدولة المدنية من خطر الدولة الدينية التي يستهدف الرئيس المدني المنتخب في مصر إقامتها، وكأن مصر كانت دولة مدنية في عهد مبارك، وكأنها ستصبح دولة مدنية بانقلاب عسكري!
نخبة النضال الفاشل:
كنا في السابق نلتمس موقفا هنا وهناك، لإبعاد نخبة النضال الفاشل عن معارك طواحين الهواء، لتوفير الجهد في النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، مثل لفت الانتباه إلى تأجيل مراسم حلف اليمين الدستوري للرئيس الأمريكي المنتخب بايدن أمام الكونجرس، لأنه مكث في الكنيسة أكثر من الوقت المحدد في حضرة الأب الروحي له، دون أن يعتبر أحد أن في هذا إخلالا بقيم العلمانية، وانصرفت أبصارنا تلقاء هذا الرويبضة الذي أخذ على الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة، وجمع وطرح في تكلفة هذا من حراسات وخلافه، مع أنه أمر كان قائما في العهود السابقة، بما في ذلك عهد مبارك، دون اعتراض منه أو نقد، لكن هذا السلوك في حالة الرئيس المدني المنتخب يمهد به لإعلان الدولة الدينية.. وكما صمت في عهد مبارك، فقد صمت في عهد السيسي، صمته على ما فعله بايدن، ونفس الصمت التام على "المواقف الدينية" في الحرب على غزة، المنطلقة من بيوت الحكم في الخارج، ومن البيت الأبيض، إلى قصر الإليزيه؛ إلى قصر بيليفو في ألمانيا يا قلبي لا تحزن!
إن خطاب قصور الحكم هذه لا يمثل فقط خلطا بين الدين والسياسة، ولكنه يُعد تطويعا للدين لكي يكون مسوغا للقتل والترويع، واستهداف البشر والحجر، والمنازل والمستشفيات. فأمام مجزرة تقع في غزة على مرأى ومسمع من العالم، صوتا وصورة، نسمع لأسوأ استغلال للدين، باعتباره يمثل دافعا لهذا الإجرام، لكن غلمان المنطقة وضعوا أحذيتهم في أفواههم واستغشوا ثيابهم، ولم نسمع لأحد منهم ولو "أف" دفاعا عن العلمانية التي يتم طعنها بجميع تعريفاتها في موطن العفة، ولم يبق إلا أن يعلن القادة الغربيون "إنها الحملة الصليبية يا غبي"، فأين ذهب الله بعلمانيتهم؟!
خطاب قصور الحكم هذه لا يمثل فقط خلطا بين الدين والسياسة، ولكنه يُعد تطويعا للدين لكي يكون مسوغا للقتل والترويع، واستهداف البشر والحجر، والمنازل والمستشفيات. فأمام مجزرة تقع في غزة على مرأى ومسمع من العالم، صوتا وصورة، نسمع لأسوأ استغلال للدين، باعتباره يمثل دافعا لهذا الإجرام، لكن غلمان المنطقة وضعوا أحذيتهم في أفواههم واستغشوا ثيابهم، ولم نسمع لأحد منهم ولو "أف" دفاعا عن العلمانية التي يتم طعنها بجميع تعريفاتها في موطن العفة
لقد أعلن الرئيس الأمريكي بدون خجل أو وجل انحيازه للصهيونية بقوله: "ليس ضروريا أن تكون يهوديا حتى تصبح صهيونيا، فأنا صهيوني وهذه حقيقة لا أعتذر عنها"!
أما وزير خارجيته أنتوني بلينكن فقد أعلن من تل أبيب، أنه (هنا) ليس لكونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، ولكن بصفته يهوديا إلى جانب هذا!
وهذا رئيس مجلس النواب الأمريكي جونسون يعلن "بصفتنا مسيحيين نعتقد أن الكتاب المقدس يعلمنا بوضوح شديد أننا يجب أن نقف مع إسرائيل"!
هكذا بصفته مسيحيا، وليست لدينا دراية بكتابهم المقدس، لكنني قرأت في نهاية الثمانينيات كتابا أصدره القس الإنجيلي في مصر إكرام لمعي عن "المسيحية الصهيونية"، من خلاله يمكن أن نفهم هذا المذهب المسيحي، لكن بعيدا عن كون الكتاب المقدس مرجعيته، فلك أن تتخيل لو أن رئيسا عربيا قال بصفته مسلما، أو اعتمد القرآن الكريم مرجعية في خطابه، دعك من الرئيس السادات فقد كان حالة لا يقاس عليها، مع أنه صاحب مقولة "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة"!
وهذا الرئيس الفرنسي ماكرون يقيم في قصر الإليزيه حفلا لمناسبة دينية يهودية، ليسقط الحديث عن "قيم الجمهورية"، فقد حدث هذا في عقر دار الدولة المدنية الحديثة وعنوانها، وهناك يحاربون الحجاب باعتباره رمزا سياسيا كاشفا عن ديانة المحجبة بما لا يليق وهذه القيم!
أما المستشار الألماني فحدث ولا حرج، فقد ارتدى القلنسوة اليهودية الشهيرة ونصب احتفالا بعيد يهودي معلنا دعمه للجاليات اليهودية، بعد أن ذهب بعيدا في نصرته للإسرائيليين من منطلق كونهم يهودا!
كلهم شارلي إيبدو:
وهذا الجهر بالمعصية لقيم العلمانية، يذكرنا بيوم أن أشعرنا القوم في بلاد الغرب بأننا مذنبون وعلينا أن ننفر خفافا وثقالا لكي نعتذر عن خرق قيم الدولة الحديثة، وكان الرضوخ للأمر بتغيير الخطاب الإعلامي، وتغيير المناهج الدينية، فلا حديث عن الجهاد، ولا ذكر لتاريخ يترتب عليه الشعور بالفخر، والمعلن أن هذه المناهج أنتجت المتشددين المسلمين الذين هددوا الحضارة الغربية، وما تخفي صدورهم هو حتى لا يشعر المسلمون بأنهم مروا في تاريخهم بلحظة انتصار واحدة!
كان الحكام العرب يتحسسون لموضع بطحتهم، فيرضخون للأمر بتغيير المناهج الدراسية والخطاب الإعلامي، قبل إلغاء مادة الدين كلية في بعض الأقطار العربية، لأن ديننا أنتج "المجاهدين العرب"، دون أن تكون لديهم الشجاعة لإعلان أن واشنطن هي من رفعت راية الجهاد ضد الشيوعية في أفغانستان، لأن السوفييت يمثلون خطرا على مشروعهم هم، وليس مشروعنا نحن، فنحن بلا مشروع أصلا!
الابتزاز من جانب القوم، والقدرة الخارقة على الخضوع لهم من جانب قومنا، وشعورنا بالدونية، ومن فجّروا ينتسبون للإسلام، فما هو القول الآن وقد تحول القادة في الغرب إلى حاخامات، بل إن من بين الحاخامات من يرفضون الصهيونية ويدينون جرائم إسرائيل، لكن الحاخام جو بايدن وإخوانه في البيت الأبيض، وخارجه مثل ماكرون (حاخام الإليزيه)، وشولتس (حاخام معبد بيليفو)، يدعمون القتلة ويقفون وراء القتل
لكنه الشعور بالضعف والمهانة، الذي دفع من يذهبون إلى باريس محلقين ومقصرين للمشاركة في جنازة ضحايا عملية العنف ضد جريمة شارلي إيبدو بالتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد خرجت بما فعلت على قيم النقد البنّاء، وعلى أصول ممارسة مهنة الصحافة، وفرض علينا الهتاف: "كلنا شارلي إيبدو"، مع أنه لا يجوز لنا أن نكون بأي حال من الأحوال "شارلي إيبدو"، وإن كان هناك من مارس العنف والتفجير فينبغي أن يحاكم هو، ولا يكون مطلوبا من عامة المسلمين وخاصتهم أن يذهبوا إلى فرنسا يحملون أكفانهم على أيديهم، وهناك انتحب الرئيس الفلسطيني (أبو مازن) حتى اعتقدنا أن الضحايا من بقية أهله!
إن "شارلي إيبدو" عمل غير صالح، دينيا، ومهنيا، وأخلاقيا، وإذا كانت السيئة تعم، فقد كان على فرنسا أن تعتذر للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وابتذال نبيهم تم في صحيفة فرنسية، وما دامت فرنسا ليست معنية بذلك، فلسنا معنيين -كذلك- باعتذار كالذي قدمه القوم، وهم يرفعون شعار جريمة هو "كلنا شارلي إيبدو"، فالحقيقة لسنا كلنا "شارلي إيبدو"، ولا يمكن أن نكون، ومن الخيانة لله ورسوله ولمكارم الأخلاق أن نكون "شارلي إيبدو"!
لكنه الابتزاز من جانب القوم، والقدرة الخارقة على الخضوع لهم من جانب قومنا، وشعورنا بالدونية، ومن فجّروا ينتسبون للإسلام، فما هو القول الآن وقد تحول القادة في الغرب إلى حاخامات، بل إن من بين الحاخامات من يرفضون الصهيونية ويدينون جرائم إسرائيل، لكن الحاخام جو بايدن وإخوانه في البيت الأبيض، وخارجه مثل ماكرون (حاخام الإليزيه)، وشولتس (حاخام معبد بيليفو)، يدعمون القتلة ويقفون وراء القتل!
إن عواقب الخطاب الديني من حاخامات هذه القصور ستكون وخيمة!
twitter.com/selimazouz1
0
المزيد حول هذا الموضوع
اختراع الإرهاب: انهيار صناعة صهيونية في مواجهة المقاومة الفلسطينية
10-Dec-23 06:20 PM
حل الدولتين أم إبادة الشعب الفلسطيني؟!
21-Nov-23 12:47 PM
المزيد من هذا الكاتب