قضايا وآراء

الفلسطينيون يربحون معركة الإعلام والقيم الإنسانية

أحمد القديدي
الجيش الإسرائيلي جرف شوارع مخيم نور شمس في الضفة وأغلق مداخله بالسواتر الترابية.. (الأناضول)
الجيش الإسرائيلي جرف شوارع مخيم نور شمس في الضفة وأغلق مداخله بالسواتر الترابية.. (الأناضول)
بعد التاريخ الدموي 17 أكتوبر يوم القصف الهمجي للمستشفى المعمداني في غزة، ورغم أن المحتل اعترف بقصف المراكز الصحية وإطلاق دعواته للجلاء عن المعمداني، فإن الرئيس بايدن حاول تبرئة حليفته من جريمة إنسانية لا تغتفر ولم ينجح بل كان قليل التركيز وبدا في المؤتمر الصحفي المشترك كأنه يكرر بطريقة آلية ما قيل له.

ربحت المقاومة الفلسطينية معركة الإعلام وكسبت الرأي العام العربي والدولي.. وبشهادة الجميع فإن الرائدة في هذا النصر كانت قناة "الجزيرة" صوت الحق والشرعية والناقلة بأمانة لكل مراحل المقاومة البطلة ردا على الأكاذيب والأراجيف.. وحسب المرصد الدولي للإعلام فقد حصلت قنوات الجزيرة الخمسة بالعربية والأنجليزية والمباشر والوثائقية على أعلى مستويات المشاهدة فاقت الـ 100 مليون عبر العالم.

عاد الوعي لأمة الإسلام أن العدو يقاومها باسم الدين واللاهوت والأساطير التلمودية وأن الفلسطينيين يقاومون تحت شعار القوميات والأعراق وليس باسم الدين الموحد لجميع أقوامهم والشاحذ لجميع قواهم فأصبحت المواجهة بحق بين أمة موحدة وبين شتات من الصهاينة حرفتهم العقيدة الصهيونية العنصرية وجندتهم لتنفيذ (نكبة) ثانية بعد نكبة 1948.. وفي هذا المعنى صرح المتطرف بن غفير للقناة 12 التلفزيون الإسرائيلي زاعما بأن "الشعب الإسرائيلي بعد أن هجر الفلسطينيين عاش 75 سنة من الراحة رغم حروب 56 و67 و73 التي انتصرنا فيها جميعا وأدعو إلى عملية تهجير ثانية تمنحنا 75 سنة جديدة من الاستقرار"!

ربحت المقاومة الفلسطينية معركة الإعلام وكسبت الرأي العام العربي والدولي.. وبشهادة الجميع فإن الرائدة في هذا النصر كانت قناة "الجزيرة" صوت الحق والشرعية والناقلة بأمانة لكل مراحل المقاومة البطلة ردا على الأكاذيب والأراجيف.. وحسب المرصد الدولي للإعلام فقد حصلت قنوات الجزيرة الخمسة بالعربية والأنجليزية والمباشر والوثائقية على أعلى مستويات المشاهدة فاقت الـ 100 مليون عبر العالم.
ولا مناص من استعراض الموقف القطري من مذبحة المعمداني لأنها أجرأ المواقف العربية وأشدها تمسكا بثوابت الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال: "أدانت دولة قطر بأشد العبارات قصف الاحتلال الاسرائيلي للمستشفى الأهلي المعمداني فـي غزة، واعتبرته مجزرة وحشية، وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزل، وتعديا سافرا على أحكام القانون الدولي، والقانون الإنـساني الدولي. وأكدت وزارة الخارجية في بيان الثلاثاء، أن توســع الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة لتشمل المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان مما يعتبر تصعيدا خطيرا في مسـار المواجهات، وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة كما حذرت في نفس السياق، من أن تواطؤ المجتمع الدولي، تارة بالصمت، وتارة أخرى بالانتقائية إزاء جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سيزيد حالة الاحتقان، ويوسع دائرة العنف، ويقود إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

وطالبت المجتمع الدولي، في هذا الصدد، بتحمل مسؤوليته وردع إسـرائيل مـن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين. وجددت الوزارة، مــوقف دولة قـطـر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها الـقـدس الشرقية".

هذا البيان الرسمي لدولة قطر ينخرط في مسار الدبلوماسية القطرية التي ترتكز على جملة من المبادئ والقيم لا فقط على حسابات المصالح و نجد طر في هذه المحطة المنذرة بالمخاطر لا تتزحزح قيد أنملة عن توجيهات قائدها الشيخ تميم الذي ما فتئ يصدع بهذه المواقف المشرفة في عديد المناسبات لعل أخرها ضمن خطابه على منبر الجمعة العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي في نيويورك.

مواقف اعتبرتها عديد الدول والمنظمات وثائق تحفظ للأجيال القادمة حتى يستلهموا منها وتنير لهم طريق المستقبل.

لعل الله سبحانه بحكمته الربانية أراد أن يقدم لأمته عبرة من عبر التاريخ ويؤكد لها سنة من سننه الخالدة حين ابتلاها بعدو لا يرحم ولا يقيم وزنا لكل المواثيق المغشوشة التي وضعوها ورفعوها شعارات مضللة تدعو لما يسمونه حقوق الإنسان بل وحتى حقوق الحيوان، فتبين للأمة اليوم أنها أدوات تضليل وهيمنة وإبادة جماعية أي مجرد استمرار لما جرى في القارة الأمريكية منذ 1492 وفي أستراليا ثم إفريقيا والهند، حيث عادت مناهج الإبادة باعتبار الشعوب حيوانات للقنص.
التعليقات (0)