تقارير

"برج الساعة" في نابلس معلم أثري شاهد على تاريخ المدينة

برج الساعة واحد من 7 أبراج أقيمت في مدن فلسطين في عام 1901 احتفالا بمرور 25 عاما على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش العثماني
برج الساعة واحد من 7 أبراج أقيمت في مدن فلسطين في عام 1901 احتفالا بمرور 25 عاما على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش العثماني
توجد في فلسطين عدة أبراج للساعات شيدت في عدة مدن فلسطينية، من بينها برج الساعة في نابلس أو المنارة، ويقع وسط نابلس القديمة أو ما يعرف بـ"باب الساحة"، ويعود تاريخ هذا البرج للحقبة العثمانية في فلسطين والمنطقة العربية. 

وهو واحد من 7 أبراج أقيمت في مدن فلسطين في عام 1901؛ احتفالا بمرور 25 عاما على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش العثماني، وتقع الأبراج الأخرى في" القدس، يافا، حيفا، صفد، الناصرة، وعكا، إلاّ أن برج القدس هدمته القوات البريطانية عند دخولها المدينة. 

وقام أحمد الصروان ببناء برج الساعة، حيث كان رئيس البنائين في نابلس آنذاك، وعندما بنيت الساعة حصل على وسام شرف من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ويعدّ أحد أهم الآثار المعمارية العثمانية الباقية في نابلس.

وكان البرج قد أنشئ على أثر قيام السلطان عبد الحميد بإهداء مدينة نابلس ساعة بمناسبة عيد ميلاده، هو عبارة عن بناء مربع الشكل عالي الارتفاع يتكون من أربعة طوابق، الأول، وهو الأرضي وفيه مدخل البرج، والثاني له شرفة حجرية ونوافذ، والثالث حيث توجد الساعة على الجهات الأربع، وعلقت فيه ثقالات الساعة، ويصل إلى أعلى المنارة من خلال سلم داخلي خشبي، وقد كان لها دور كبير في ضبط مواقيت أهل نابلس، وكان لها موظف خاص مسؤول عن صيانتها، وهي الآن شعار نابلس ورمزها.

وما زال أهالي نابلس على علاقة وطيدة به، حيث يعتبرونه معلما أثريا بالغ الأهمية، يقصده الكثيرون؛ لأنه يذكرهم بالماضي العريق.


                                                         برج المنارة وسط نابلس

وفي السابق، كان البرج يتوسط نابلس، إلا أن المدينة تغيرت جغرافيا الآن، فقد كان يقع وسط ساحة كبيرة، ولا تحيط به المنازل، أما اليوم، فقد حاصرته الكثير من البيوت.

وكان امتلاك ساعة في بداية القرن العشرين أمرا صعبا بالنسبة للكثيرين، وكان الأثرياء فقط يضعون ساعات في أيديهم، لذلك شكل برج الساعة طاقة فرج للناس لمعرفة الأوقات. يكفي أن ينظر الناس من النوافذ ليعرفوا الساعة، التي كانت الضابط لمواعيد الناس في المدينة. 

فيما مضى، كان عشاق المدينة يصعدون إلى البرج ليروا من فوق كل تاريخ المدينة ومعالمها الأثرية، منها دوار الشهداء، والحارات، والشيخ مسلم، وقصر عبد الهادي. وما زالت ساحة المنارة تحتفظ بتراثها بعض الشيء. 

في الوقت الحالي، تسعى تركيا إلى الحفاظ على هذا المعلم الأثري، وعمدت إلى إعادة ترميمه، وافتتح مجددا عام 2012.

وتشرف الوكالة التركية للتنسيق والتعاون في فلسطين على تنفيذ العديد من المشاريع الرامية إلى الحفاظ على الآثار العثمانية في فلسطين. وترى الوكالة أن الحفاظ على الإرث التاريخي العثماني في فلسطين مسؤولية مشتركة بين الجانبين التركي والفلسطيني.


                                            وثيقة نادرة تظهر المخطط التفصيلي لبرج الساعة

وبالإضافة إلى برج الساعة، هناك العديد من المعالم الأثرية العثمانية في مدينة نابلس، على غرار سرايا الحكومة العثمانية التي تقع في حارة القريون في البلدة القديمة. ويرجع بناؤها إلى القرن السادس عشر الميلادي، وهي بناء ضخم يتألف من طابقين. وكانت مقرا لكافة دوائر الحكومة العثمانية، إلا أنها أهملت بعد انهيار السلطنة، وتحولت إلى دار للسكن ومعمل للحلويات. 

المصادر

ـ  بشار سليمان، حكاية برج الساعة في نابلس، العربي الجديد، 2/9/2014.

ـ أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة نابلس، مركز المعلومات الفلسطيني،  31/7/2014.

ـ د. نزار نبيل أبو منشار، برج الساعة في نابلس " برج الحميدية "، 26/6/2014.

ـ الأرشيف الرقمي الفلسطيني، جامعة بيرزيت.

ـ مركز المعلومات الفلسطيني، وكالة الأنباء الفلسطينية ( وفا).
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم