هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إلى مدينة شرم الشيخ، في أول زيارة إلى مصر منذ توليه منصبه الرئاسي في كانون الثاني/ يناير العام الماضي، وذلك للمشاركة في قمة المناخ.
وأكد بايدن، الجمعة، في مؤتمر الأطراف حول المناخ في شرم الشيخ أن الأزمة المناخية "تهدد الحياة على الكوكب" متعهدا بتحقيق أهداف الولايات المتحدة في خفض الانبعاثات بحلول 2030.
وقال بايدن في خطاب أمام المؤتمر السنوي للأمم المتحدة حول المناخ في شرم الشيخ: "الأزمة المناخية تتعلق بأمن البشر والأمن الاقتصادي والأمن القومي والحياة على الكوكب".
وأضاف أن الدول الأفريقية تعاني من تداعيات التغير المناخي، وأن الهدف من مشاركة الولايات المتحدة في القمة هو "حشد دول العالم لاتخاذ أهداف طموحة بشأن المناخ".
— President Biden (@POTUS) November 11, 2022
في سياق متصل، أعلن بايدن عن حزمة بـ 500 مليون دولار لمساعدة مصر في التحول إلى الطاقة النظيفة، قائلا، إن الولايات المتحدة تريد أن تزيد من تمويل مصر لمعالجة المناخ والأمن الغذائي.
وأضاف: "علينا مساعدة البلدان على الحفاظ على غاباتها" مشددا على ضرورة تحقيق تقدم في مجال معالجة تغير المناخ بنهاية هذه العشرية.
من جهة أخرى، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمصر الجمعة وقال، إن القاهرة تحدثت بقوة عن الحرب في أوكرانيا، مضيفا أيضا أن مصر وسيط رئيسي في غزة.
السيسي يلتقي بايدن
أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الأمريكي أن مصر أطلقت استراتيجية لحقوق الإنسان ولديها لجنة للعفو الرئاسي للنظر في القوائم التي تستحق الإفراج.
وأضاف الرئيس المصري خلال اجتماعه بالرئيس الأمريكي على هامش قمة المناخ بشرم الشيخ أن مصر أطلقت أيضا مبادرة للحوار الوطني.
وكان بايدن أعلن مشاركته في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في مصر، الجمعة، وسط ضغوط من الدول المتضررة من التغير المناخي، وأمام عقبات الحسابات السياسية الداخلية وتوترات مستمرة مع الصين، مع تطلعات بفتح ملف حقوق الإنسان بمصر.
وقال بايدن في تغريدة على حسابها في تويتر، مساء الخميس: "غدا، سأشارك قادة عالميين آخرين في COP27 في مصر".
وأضاف الرئيس الأمريكي: "نحن نعيش في عقد حاسم.. لدينا فيه فرصة لإثبات أنفسنا وتعزيز الكفاح العالمي للمناخ. فلتكن هذه لحظة نرد فيها على نداء التاريخ معا".
— President Biden (@POTUS) November 11, 2022
وخلال العام الحالي، تعززت خطط الرئيس الأمريكي المناخية كثيرا، بعدما أقر الكونغرس تشريعا لاستثمار 369 مليار دولار في الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة.
مماطلة الأغنياء للفقراء
وتهيمن على المفاوضات في مؤتمر شرم الشيخ مطالب وقف مماطلة الدول الغنية في مساعدة الدول النامية على جعل اقتصاداتها أكثر مراعاة للبيئة، وتعويض الخسائر والأضرار التي تتكبدها بسبب كوارث ناجمة من تبدل المناخ.
وقالت الناشطة الأوغندية فانيسا نامكاتيه لوكالة فرانس برس: "يحتاج العالم لتكون الأمم المتحدة قائدة في مجال المناخ في نضالنا من أجل العدالة المناخية".
وأضافت سفيرة النوايا الحسنة في منظمة يونيسف: "نوجه رسالة إلى الرئيس بايدن للوقوف إلى جانب شعوب العالم والأجيال المقبلة".
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى؛ إن بايدن يتوجه إلى مصر "مع زخم غير مسبوق" بعد إقرار التشريع، وهدفه المتمثل بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 52 % بحلول 2030 مقارنة بمستويات 2005.
وفي السياق، عرض المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري شراكة بين القطاعين الخاص والعام، تهدف إلى دعم الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة في الدول النامية، بالاستناد إلى نظام أرصدة كربون، إلا أن ناشطين انتقدوا هذا البرنامج.
وأكد كيري أنه "ما من حكومة في العالم تملك المال الكافي للقيام بما ينبغي علينا القيام به لكسب هذه المعركة".
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن إجمالي الحاجة العالمية "قد يصل إلى أربعة تريليونات دولار".
قمة صينية-أمريكية
ومن المنتظر أن يلتقي بايدن نظيره الصيني شي جينبيغ خلال قمة مجموعة العشرين الأسبوع المقبل، حيث يملك الرئيس الأمريكي فرصة لإحياء التعاون مع الصين في ملف المناخ.
وقال مسؤول أمريكي آخر لوكالة "فرانس برس"؛ إنه سيسعى إلى مناقشة "كيفية الدفع بعملنا المشترك حول التغير المناخي".
وردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي التاريخية لتايوان في آب/أغسطس، علقت بكين المفاوضات المتعلقة بالمناخ مع واشنطن.
ويعد التعاون بين أكثر دولتين تلويثا في العالم حيويا على صعيد الجهود الدولية من أجل حصر الاحترار المناخي ليصل 1,5 درجة مئوية، لكن هذا الهدف صعب تحقيقه، وفقا للوكالة الفرنسية.
تشكيك وعقبات أمام بايدن
وأمام توقعات بسيطرة الجمهوريين مجددا على مجلس النواب، فمن المرجح أن يتأثر جزء من خطة بايدن المناخية، لكن الديموقراطيين يملكون فرصة للاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ.
وتعهد بايدن بالمساهمة بمبلغ 11,4 مليار دولار في آلية سنوية لتقديم مئة مليار دولار من الدول الغنية إلى الدول النامية، للانتقال إلى مصادر طاقة متجددة وتعزيز مقاومتها للتغير المناخي.
إلا أن على الديمقراطيين أن يسارعوا إلى إقرار هذا المبلغ في الكونغرس، قبل تولي الجمهوريين المتحفظين في قضايا المناخ السيطرة على مجلس النواب.
وقالت عضو مجلس النواب الأمريكي كاثي كاستور لوكالة فرانس برس: "سنبذل قصارى جهدنا لتمرير هذه التشريعات".
وأضافت رئيسة اللجنة الخاصة بالأزمة المناخية في مجلس النواب الأمريكي: "نأمل ألا يعرقل الجمهوريون في الكونغرس ذلك".