سياسة عربية

الغنوشي: قيس سعيّد فقد كل أسس شرعيته

يرى الغنوشي أن الاستفتاء مثّل الإعلان الأخير عن عزلة سعيّد عن الشعب التونسي، وانحسار شعبيته- فيسبوك
يرى الغنوشي أن الاستفتاء مثّل الإعلان الأخير عن عزلة سعيّد عن الشعب التونسي، وانحسار شعبيته- فيسبوك

قال رئيس البرلمان التونسي زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إن الرئيس قيس سعيّد فقد كل أسس شرعيته.

وأضاف في مقابلة مع مجلة "المجتمع" الكويتية: "ليس لسعيّد ما يمسكه في الحكم؛ فهو فقد كل أسس شرعيته التي جاءت به لحكم قرطاج منذ انقلابه على الديمقراطية".

ويرى الغنوشي أن الاستفتاء مثّل الإعلان الأخير عن عزلة سعيّد عن الشعب التونسي، وانحسار شعبيته في جزء من بيروقراطية الدولة وأدواتها الإكراهية، بينما كان يمثل أكثر رئيس يتمتع بقاعدة شعبية وصل للرئاسة بفضل انتخابات حرة وديمقراطية، وبدستور لم يصبر أن انقلب عليه بعد أن أقسم على القرآن أن يحترمه.

وفي 25 تموز/ يوليو انقلب الرئيس التونسي على العملية الديمقراطية، وأصدر تدابير استثنائية بموجبها أقال حكومة المشيشي وجمد عمل البرلمان، وهو ما اعتبرته قوى سياسية عديدة انقلابا على الدستور.

واعتبر الغنوشي أن انقلاب سعيّد جاء كخطوة متقدمة تتوج المحاولات المتكررة للمنظومة القديمة لاستعادة الحكم الاستبدادي التي لم تتوقف منذ هروب زين العابدين بن علي.

وأقر زعيم حركة النهضة بأن تونس كانت تعاني قبل قرارات سعيد في 25 تموز/ يونيو 2021، لكنه علق على ذلك بالقول: إن تونس بعد أن كانت تعاني من أزمة لها أفق للخروج منها، فإنها اليوم تعاني من كارثة لا أفق لها إلا الانهيار والفوضى وتحويلها لدولة فاشلة.

واتهم رئيس البرلمان التونسي الرئيس قيس سعيد بالفشل في مواجهة الفساد، كما فشل في مواجهة الأزمة الاقتصادية، وقال إن سعيّداً لم تتجاوز مقاومته للفساد الشعارات المبهمة، بينما تورطت منظومته مباشرة في تبييض الفساد وفسح المجال لعودة أباطرته.

كما فشل في تحسين الوضع الاقتصادي، إذ فشلت حكومته الثالثة في زحزحة الأزمة الاقتصادية وآثارها الاجتماعية، وقد أدت سياساته لتحويل أزمة الاقتصاد لكارثة لم يعرفها الشعب التونسي منذ الحرب العالمية الثانية، إذ زاد تدهور قيمة الدينار التونسي، واختفت المواد الأساسية من الأسواق مع ارتفاع وتضاعف أسعارها، والوضع مؤهَّل لمزيد من التدهور.

وتعاني تونس اليوم أزمة خانقة في الوقود والمواد الغذائية الأساسية وفق العديد من تقارير وكالات الأنباء العالمية.

وحول دور حزب النهضة في مواجهة الانقلاب قال الغنوشي إن النهضة حزب مدني، وليس له من سبيل لمقاومة الانقلاب والاستبداد إلا العمل السلمي والمدني بما يحفظ البلاد من الفوضى ويحفظ دماء الناس وأعراضهم.

وعن علاقة النهضة بالقوى السياسية الأخرى أوضح الغنوشي أنه ما زال هناك من النخب "من هو أسير عدائه لـ"النهضة" وحقها بالمشاركة في الفضاء العام، وهذه النخب فشلت في الانتفاع بثمار الديمقراطية، ولذلك فهي لا ترى خيراً في الديمقراطية ما دامت هناك حركة أصيلة فشلوا في منافستها ديمقراطياً، فتراهم يقدمون التخلص من حركة "النهضة" على مقاومة الاستبداد".

واستدرك الغنوشي بالقول إنه لا بد من تفهم مخاوف البعض من الديمقراطية؛ ومعالجة أخلال الديمقراطية التي همشت مناضلين ديمقراطيين، مؤكدا أن "النهضة" مستعدة للوصول معهم لتوافقات وتعاقدات تمكن البلاد من الوصول لديمقراطية قوية ومنتجة ومدمجة، وحافظة للديمقراطيين ومعترفة بفضل المناضلين في سبيل الحرية والعدالة والكرامة للشعب التونسي، وهذا لا يتحقق إلا بتوسيع الحوار والتوافق والتضامن والتآلف.

 


التعليقات (0)