هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قام
متظاهرون مصريون، الجمعة، بتمزيق صور رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ودهسها
بالأقدام، خلال تظاهراتهم الاحتجاجية التي عُرفت باسم "جمعة الغضب"، فيما
قام آخرون بإضرام النيران في صورة للسيسي جنوبي البلاد.
ففي مدينة "بني
مزار" بمحافظة المينا (صعيد مصر)، قام متظاهرون بإزالة لافتة لـ
"السيسي" كانت مُعلقة على واجهة أحد المباني، ثم قاموا بتقطيعها ودهسها
بالأقدام، وذلك على غرار المشهد الشهير بتمزيق صور الرئيس المخلوع حسني مبارك في
مظاهرات المحلة الكبرى بمحافظة الغربية عام 2008، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه
كان بداية النهاية لمبارك.
كما قام أطفال ومتظاهرون
بقرية منشأة العماري في الأقصر بحرق صورة "السيسي" وداسوها بالأقدام، ثم
أشعلوا النيران فيها وسط مطالبات برحيله.
واعتبر ناشطون تمزيق صور السيسي وحرقها، بأنه "تطور مهم ولافت جدا"، حسب قولهم.
من جانبه، علق الفنان
المصري المعارض، هشام عبد الله، على واقعة تمزيق صورة السيسي، بقوله: "سيذكر
التاريخ أنه لم يُهن ديكتاتور كما أُهين هذا القزم.. حتى الأطفال يحتقرونه".
— Hesham Abdalla - هشام عبدالله (@HishammAbdullah) September 25, 2020
ورغم حملات الاعتقال والاستنفار الأمني الكبير في
الميادين الرئيسية، تشهد محافظات ومدن وقرى مصرية عديدة تظاهرات احتجاجية مستمرة
منذ يوم 20 أيلول/ سبتمبر الجاري وحتى اليوم، لا سيما في الجيزة، والمنيا، والقاهرة،
والبحيرة، والإسكندرية، وأسوان، والقليوبية، والمنيا، وأسيوط، وبني سويف، وسوهاج،
والفيوم، ودمياط، والدقهلية.
وانطلقت تظاهرات احتجاجية "واسعة" في مصر،
عقب صلاة الجمعة، ضمن فعاليات ما يُعرف بـ"جمعة الغضب"، التي دعا إليها ناشطون
ومعارضون، أبرزهم الفنان والمقاول محمد علي.
ورغم الحصار الأمني المتواصل عليها، نظم الأهالي بقرية
الكداية في محافظة الجيزة، التي انطلقت منها شرارة مظاهرات 20 أيلول/سبتمبر الجاري،
تظاهرة احتجاجية تندد بنظام السيسي.
كما وصلت الاحتجاجات، قرى "قلندول"،
و"بني مزار"، و"زاوية السلطان"، و"تلة"، و"جبل
الطير" بمحافظة المنيا، ومنطقة "حلوان"، و"المرج"، و"كوتسيكا"
بحي طرة في القاهرة، وقرى "شطا"، و"كفر سعد"، و"ميت أبو
غالب" بمحافظة دمياط.
وأيضا تظاهر مواطنون في قرية "إسنا"
بالأقصر، وقرية "البواريك" بمحافظة سوهاج، ومدينة المنصورة بالدقهلية،
و"شبرا الخيمة" بالقليوبية، وقرية "أبو تشت" بمحافظة قنا، وحي
"الجناين" بمحافظة السويس، و"عزبة الفرعون"،
و"المعمورة" في الإسكندرية، و"كفر اطوب" بمحافظة بني سويف.
وأكدت وسائل إعلام معارضة أن أكثر من 50 قرية ومدينة
في العديد من المحافظات المصرية، شهدت العديد من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية للمطالبة
برحيل السيسي عن سدة الحكم.
وشهدت
بعض المناطق تظاهرات جديدة تُنظم لأول مرة منذ اندلاع تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر
المستمرة لليوم السادس على التوالي.
وفي السياق ذاته، قال شهود عيان؛ إن قوات الأمن
المصرية قامت بقتل 3 متظاهرين، وإصابة 8 آخرين، بقرية البليدة بمركز العياط في
محافظة الجيزة، وذلك على خلفية قيامها بفض تظاهرة احتجاجية سلمية اندلعت عقب صلاة
الجمعة.
والقتلى الثلاثة هم: سامي وجدي سيد بشير (25 عاما)،
ورضا محمد حامد (22 عاما)، ومحمد ناصر حمدي إسماعيل (13 عاما)، فيما لم يتسن
الحصول على أسماء المصابين.
يُذكر أن قوات الأمن حاصرت قرية البليدة بالجيزة،
وأطلقت طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين قامت
باعتقال بعضهم لم يتسن معرفة عددهم، حسب روايات بعض شهود العيان.
فيما لاتزال بعض المسيرات الاحتجاجية تتواصل في عدد
من المحافظات المختلفة حتى مساء اليوم، رغم التعامل الأمني الذي بدأ يتصاعد "بقوة"
ضد المتظاهرين.
إلى ذلك، طالب الفنان والمقاول المصري محمد علي رئيس
الانقلاب عبد الفتاح السيسي وحكومته بفتح الميادين العامة، كي يعرفوا الأعداد
الحقيقية للمتظاهرين الرافضين لحكمه والمطالبين بإسقاطه، وذلك على غرار ما قام به
السيسي في تظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013.
وخاطب "علي"، في مقطع فيديو جديد له،
الجمعة، على حسابه بـ"الفيسبوك"، المجتمع الدولي، ووسائل الإعلام
العالمية، قائلا: "هل ترون ما يحدث اليوم داخل مصر، والتجمعات المختلفة
للتظاهرات الاحتجاجية؟".
كما طالب "علي" وزارة الداخلية بالابتعاد
عن الميادين العامة، وخاصة ميدان التحرير بالقاهرة، وميدان الأربعين بالسويس،
وباقي الميادين العامة الأخرى التي شدّد على ضرورة فتحها أمام المتظاهرين.
وتُعد تلك الاحتجاجات نادرة ولأول مرة تشهدها البلاد
منذ عام. وهي امتداد للتظاهرات النادرة التي خرجت في 20 أيلول/ سبتمبر 2019.
وكما
هي العادة، شنت وسائل الإعلام الموالية للنظام هجوما حادا على دعوات التظاهر،
واعتبرتها جزءا من مؤامرة خارجية تستهدف إسقاط الدولة، حسب زعمها.
ونهاية الشهر الماضي، قال السيسي إنه يمكن إجراء
استفتاء شعبي على استمرار بقائه في الحكم في حال عدم رضا الشعب المصري عن
الإجراءات التي يتخذها، مؤكدا أنه لو أراد المصريون رحيله عن السلطة فلن تكون لديه
مشكلة، على حد قوله، ومهددا بتدخل الجيش المصري.