هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
— زيادمحمد 🇪🇬CC🇪🇬 (@zyaadzezo123) April 22, 2020
وفي تموز/ يوليو الماضي، شهدت مواقع
التواصل الاجتماعي جدلا واسعا؛ إثر انتشار صور ومقاطع فيديو لعمليات هدم بالجرافات
لمقابر أثرية في منطقة صحراء المماليك شرقي القاهرة، بدعوى شق طريق لمرور
السيارات، رغم نفي وزارة الآثار.
إلا أن أستاذة العمارة والتصميم
العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، سهير زكي حواس، وصفت على صفحتها
بيان وزارة الآثار بأنه "غير مقنع ومتناقض".
— Echo عربي (@Echo_arabi) July 21, 2020
السيسي والهروب من الذاكرة
ويعتقد الناقد الفني والسيناريست، حسام
الغمري، أن "السيسي في حالة عداء حقيقي مع كل ما يحمل ملامح ثورات الشعب، فهو
نجح في فعل ما لم يفعله الاستعمار مع المصريين، وأغنية يا بلح زغلول كانت تعبر عن
الاحتجاج ضد المستعمر الإنجليزي الذي نفى سعد زغلول الزعيم الشعبي بعد ثورة 1919،
ولم يستطع الاستعمار منعها؛ لأن ذكائها الفني كان أكبر من قمع الاحتلال".
وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن
"السيسي يلجأ لوسيلة الهروب من الذاكرة القديمة إلى ذاكرة أخرى، يريد أن
يهرب من صورة ميدان التحرير الذي ارتسمت روح ثورة 25 على جنباته، ويحاول استدعاء
التاريخ الأقدم من خلال استدعاء الكباش الفرعونية لطمس الذاكرة الحديثة".
وشدد الغمري على أن "السيسي يعاني
من جرائمه، ويريد دائما طمس المعالم، وقتل الهوية، وتغيير أسماء الشوارع؛ للتغطية على
جرائمه، ومحاولة وأد خصومه، والاجتراء على التراث".
وأد تاريخ النوبة
ولم يسلم التراث النوبي من محاولة
طمره؛ حيث يناضل النوبيون في جنوب مصر من أجل استعادة حقوقهم التاريخية في أرضهم،
وأجبروا على مغادرتها عاما تلو الآخر.
وينص الدستور المصري في مادته رقم 236
في الفقرة الأخيرة على أن "تعمل الدولة على وضع وتنفيذ مشروعات تعيد سكان
النوبة إلى مناطقهم الأصلية، وتنميتها خلال عشر سنوات، وذلك على النحو الذي ينظمه
القانون".
وهو ما دفع رئيس اتحاد النوبيين
بالنمسا، حمدي سليمان، إلى اتهام السلطات المصرية "بالعمل على وأد القضية
النوبية من خلال سياسات ممنهجة ضد أهالي
النوبة.
وأوضح في حديثه لـ"عربي"21:
"عدم السماح بإقامة المهرجانات الغنائية، والتراثية، والاحتفال بيوم النوبة العالمي
بشكل يليق بأهل النوبة، في رغبة حقيقية من السلطات إلى وضع القضية في صندوق
النسيان".
فوبيا الأسماء والأماكن
الناشط السياسي والحقوقي، عبدالرحمن
عاطف، انتقد فوبيا الأسماء والأماكن لدى السيسي، قائلا: "ليس بالجديد على
نظام السيسي محو وغلق أبواب التراث والفن وأسماء الشوارع والميادين؛ بهدف محوها من
ذاكرة المصريين، وسبق أن أسقط عضوية فنانين مثل: حمزة نمرة، وعمرو واكد، وهشام
عبدالله، وهشام عبدالحميد، ومحمد شومان، وغيرهم".
وأضاف لـ"عربي21": "منع
أغنية يا بلح زغلول تأتي ضمن محرمات أخرى تتعلق بذاكرة السيسي، فلم يكتف بحبس
مخرج أغنية بلحة حتى الموت، بل عمد لمنع الأغنية التراثية لمجرد احتوائها على كلمة
بلح؛ حتى لا يجرؤ أحد على السخرية منه، وهو يؤكد استمرار نهج الدولة البوليسية.
ورأى أن "الأغنية التي كانت لدعم
الثورة وقتها ورجالها مثل، هي نفسها اليوم يمنعها السيسي؛ خشية أن تذكي في نفوس
المصريين مرارة ذكريات إجراءات "بلحة" بحقهم، السيسي يأمر المصريين أن
يسمعوا كلامه هو فقط".