سياسة عربية

أبو يعرب المرزوقي يحذّر من مشروع "لبننة" تونس

أبو يعرب المرزوقي يدعو أنصار الثورة للتصدي لمشروع لبننة تونس  (صفحة الرئاسة)
أبو يعرب المرزوقي يدعو أنصار الثورة للتصدي لمشروع لبننة تونس (صفحة الرئاسة)

حذّر الباحث التونسي البروفيسور أبو يعرب المرزوقي، من مسعى يقف خلفه من أسماهم بـ "المنتسبين إلى الحماية"، هدفه لبننة المشهد التونسي من مدخل عزل النهضة. 

ودعا المرزوقي في تدوينة له اليوم نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حركة النهضة إلى التصدي لهذا المشروع وقال: "إذا تنازلت قيادات النهضة هذه المرة خوفا من التهديد بعزل الشيخ من رئاسة المجلس، أو من التهديد بالتعديل الوزاري وإخراج وزرائها، فسيخسرون الرهان. فالعزل آت لا محالة، والتعديل كذلك إذا بقيت الحكومة الحالية". 

وأضاف: "إذا تنازل المخلصون لحرية تونس وقيم الثورة اليوم، فإن ذلك لن يغير من الأمر شيئا، لأن المنتسبين إلى الحماية وأحفاد الصبايحية سيزدادون صلفا، وهم يسعون لتوريط قوتي الدولة الأمنية الداخلية والخارجية حتى يمصروا تونس ويقلدوا مثالهم الأعلى في مصر وسوريا فيحفتروا كل شيء".

 



وأكد المرزوقي أنه "لا بد من إنهاء حكومة الرئيس التي عطلت كل المؤسسات فجعلت الدولة تدار من قرطاج وصارت الدولة التي لا ندري من يديرها أو لنقل إننا ندري ولا نريد أن نجابه الحقيقة".

ورأى المرزوقي أن "مآل تونس هو اللبننة أي أكثر من التمصير والحفترة والسورنة"، وقال: "تونس تدار من ديوان قرطاج بأوامر من المقيميْن العاميْن: القديم والجديد والكل يعلم من هو القديم. ولا أشك في أن الجديد لا يغفل عمن هو أحد".

وأشار إلى أن معركة التصدي لمشروع اللبننة أصبح واجبا، وقال: "الآن حصحص الحق وتحتم التصدي. وحينها فمهما فعل أعداء تونس لن يستطيعوا فكاكا، سيرضخون إذا رأوا العزيمة وارإدة التصدي أيا كانت الكلفة. فالإسلاميون وكل المؤمنين بحرية تونس وبقيم الثورة من كل النخب والشعب بات عليهم فرض عين أن يتصدوا لهذا المآل الجاري الآن بكل صراحة وجلاء".

وأضاف: "كل هروب بدعوى الخوف على مصالح تونس تفريط فيها وليس حماية لها، ولن تحميها التنازلات التي تقوي جرأة الأعداء، فالمعركة وصلت حدا جعلهم يدفعون إلى الصدام دفعا ولا بد من قبول التحدي. كفى تنازلات وليختر الشعب مصيره".

وذكر المرزوقي أنه كان يدرك تماما هذا المآل، وأنه دعا إلى الاستعداد لذلك من اليوم الثاني لوفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي"، وفق تعبيره.

وتعيش تونس على وقع أزمة سياسية منذ عدة أشهر، ازدادت وتيرتها منذ عدة أيام عندما تم توجيه اتهامات تضارب مصالح لرئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، وهو ما دفع بحركة النهضة الحزب الأول في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى التفكير في البحث عن بديل له، وإطلاق مبادرة للحوار بشأن ذلك.

لكن الرئيس قيس سعيد رد على ذلك باستقبال رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ ومعه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نافيا صحة أي مشاورات بشأن حكومة جديدة، لأنه لا داعي لها أصلا طالما أن الحكومة الحالية تعمل من دون أي إقالة أو استقالة أو سحب ثقة.

وأمس الإثنين قال الفخفاخ، في بيان، إنه سيجري تعديلا وزاريا خلال الأيام القليلة المقبلة، مع تلميحات بإزاحة "النهضة" من الحكومة.

ويترأس إلياس الفخفاخ، منذ 27 شباط (فبراير) الماضي، ائتلافا حكوميا يضم 4 أحزاب رئيسية وكتلة برلمانية، هي: "النهضة" والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وحركة تحيا تونس وكتلة الإصلاح الوطني.

ويُنظر إلى تونس على أنها التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة بين دول عربية عدة، شهدت ما تُعرف بالموجة الأولى من ثورات "الربيع العربي"، بداية من أواخر عام 2010.

 

إقرأ أيضا: انسداد سياسي بتونس.. خبراء يتناولون لـ"عربي21" تداعياته

التعليقات (0)