هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحولت شوارع مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة إلى شبه فارغة؛ بعد إعلان السلطة الفلسطينية حالة الطوارئ، عقب الإعلان عن تأكيد إصابة 16 فلسطينيا بفيروس كورونا المستجد.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت
عن اكتشاف 16 مصابا في المدينة بالفيروس، حيث ما زالوا يخضعون للحجر الصحي في
فندق "الاينجل" ببلدة بيت جالا الذي يعملون فيه، بينما تم فرض حجر منزلي
على 71 فلسطينيا، ممن خالطوا الموظفين في الفندق ووفودا أجنبية.
وفور الإعلان عن وجود إصابات هي
الأولى في فلسطين بالفيروس المستجد؛ التزم المواطنون في المدينة منازلهم وبدت
الشوارع والأسواق شبه خالية، بينما فرضت قوات الأمن الفلسطيني حواجز على مداخل
المدينة وسط تدقيق شديد.
وقال رئيس بلدية بيت جالا نيكولا
خميس لـ"عربي21" إن "الأوضاع في المدينة ما زالت تحت السيطرة، وإن
المواطنين التزموا منازلهم استجابة للتعليمات التي نشرتها الجهات الرسمية بمنع
الخروج منها إلا للضرورة".
وأوضح خميس أن "المصابين ما
زالوا في الفندق الذي ارتأت إدارته تحويله إلى مكان حجر صحي، حتى للحالات الجديدة
من خارجه، حيث يقيمون حاليا في الطابق الثالث منه برفقة طبيبين يقومان بفحصهم بشكل
دوري".
اقرأ أيضا: السلطة تقرر إغلاق "بيت لحم" وارتفاع حالات كورونا لـ16
وأشار إلى أن "المصابين لم تظهر
عليهم حتى الآن أعراض المرض كارتفاع درجة الحرارة أو الآلام الحادة في الرأس
والصدر رغم ثبوت إصابتهم بالفيروس، وأنهم لليوم الثالث على التوالي يتمتعون بصحة
جيدة وسط تشديد الحجر الصحي ومنع أي شخص من الدخول إلى الفندق أو الخروج منه".
وأكد خميس أن الحالة العامة التي
تشهدها محافظة بيت لحم مشابهة لأيام العطل الرسمية التي تخلو فيها الشوارع من
المارة بنسبة 80 بالمئة، لافتا إلى أن "التعليمات كانت للمواطنين بالالتزام
بالتعقيم المستمر وتجنب التجمعات والتجمهر والمصافحة وشرب المياه بكميات كبيرة
وتهوية المنازل".
وقال إن "هناك وجودا لبعض
المركبات، نظرا لأن بلدة بيت جالا تشكل ممر عبور لمدينة بيت لحم من الناحية
الغربية؛ ولكن الحالة بشكل عام مختلفة عن السابق".
تابع: "نحن كبلدية نواكب
التطورات في حال حدوثها وحتى الآن الوضع مسيطر عليه، حيث نتابع مع المواطنين أي
جديد، ونحاول الحفاظ على حالة الاستقرار وعدم حدوث حالات هلع خلال التعامل مع هذا
الوضع الاستثنائي، كما أن أهم شيء هو رفع معنويات المصابين والبقاء على جهوزية
كاملة".
أما بالنسبة لحركة الأجانب والذين
يترددون على المدينة بشكل دائم لزيارة الأماكن الدينية؛ فبيّن خميس أنه لم يتم
إخلاؤهم بعد من المدينة، وأجريت لهم الفحوصات اللازمة التي يتم انتظار نتيجتها،
حيث أنه تجري ترتيبات لسفرهم إلى بلدانهم، ولكن الأمور ليست واضحة تماما بهذا
الخصوص.
إجراءات مختلفة
ولا يختلف الفلسطينيون أن حالة من
القلق سيطرت على مختلف المحافظات بعد الإعلان عن وجود إصابات في بيت لحم، حيث
تزايد شراء المواد الغذائية والتموينية بشكل كبير خاصة في بيت لحم ورام الله اللتين تشهدان تواجدا دائما للسياح الأجانب.
بدورها، أعلنت السلطة الفلسطينية عن
سلسلة من الإجراءات لمواجهة خطر الفيروس منها تعطيل المؤسسات والمرافق التعليمية
لمدة 30 يوما، ودراسة إغلاق المعابر حسب المستجدات، كذلك نشرت قواتها على مداخل
المدن وتحديدا بيت لحم في محاولة للسيطرة على الأوضاع.
وقالت الصحفية والناشطة ميرنا الأطرش
من بيت لحم لـ"عربي21" إن قرار رئيس الوزراء الفلسطيني الأخير واللجنة
المعينة للتعامل مع الأوضاع الراهنة بإنشاء مراكز حجر صحي في كل مدينة، جعل من
تواجد المصابين في الفندق أمرا واقعا، حيث لا يمكن نقلهم إلى أماكن أخرى، إلا إذا
اقتضى الأمر وتدهورت حالتهم الصحية.
وبيّنت أن الحجر هو منزلي بمعايير
الصحة العالمية؛ حيث كان هناك تخوف لدى المواطنين بأن العزل لا يخضع لشروط صحية؛
ولكن تبين أنهم لا يحتاجون لعلاج وفقط بحاجة لفيتامينات ويتم عزلهم عن بقية
المواطنين كي لا ينقلوا العدوى لهم، حيث يتم فحص الموجودين بالفندق بشكل دوري،
وهناك 15 سائحا أمريكيا محجوزين في الفندق، بينما لم يبق سياح في المدينة سوى 114؛
والبقية تم إخلاؤهم جميعا بصورة ملائمة ممن تكون تذاكرهم جاهزة".
اقرأ أيضا: تعطيل مدارس الضفة بسبب كورونا وعباس يعلن الطوارئ لمدة شهر
وأردفت قائلة: "المواطنون كان
لديهم خوف وهلع، ولكن أصبح لديهم وعي وثقافة حول المرض والتعامل معه، أما بالنسبة
للحركة في المدينة فالصيدليات تفتح أبوابها والمحال التجارية بعضها مفتوح، والأمن
منتشر بشكل مكثف، حيث تم إرسال الكتيبة التاسعة 101 لدعم الإجراءات الأمنية، لمنع
سكان المدينة من الخروج بسبب التخوف من وجود إصابات دون أعراض، والمواطنون يتفهمون
الإجراءات، حيث خففوا من المصافحة والتزموا بيوتهم، وتمت السيطرة على حالة الإرباك
التي كانت موجودة".
أما قوات الاحتلال فأعلنت عن سلسلة
إجراءات تخص مدينة بيت لحم، منها إغلاق المعابر والحواجز المقامة على مداخلها، كما
يقوم الجنود بالتدقيق في هويات المارة ومنع الأجانب وحملة هوية المدينة من الخروج
منها.
بدورهم، يرى بعض المواطنين أن حالة
الهلع لا يمكن إنكار وجودها، في بيت لحم أو المدن الأخرى.
وقالت المواطنة أم أحمد التعمري لـ"عربي21"
إنه منذ الإعلان عن حالة الطوارئ تغير التعامل مع الوضع القائم، بحيث بدأ
المواطنون يهتمون لكل التفاصيل، وبدأوا يتخوفون من احتكار السلع أو رفع أسعارها،
فتوجهوا للمحال التجارية وتزودوا بالبضائع بكثرة.
وأوضحت أن الإعلان عن حالة الطوارئ
كان يجب أن يكون تدريجيا، بدلا من إعلانها بشكل مفاجئ ولمدة 30 يوما، كما أن
الشائعات المنتشرة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، زادت الأمر سوءا وزرعت
الرعب في قلوب المواطنين.
وطالبت التعمري الجهات الرسمية
بالسيطرة أكثر على الأوضاع، ومعاقبة ناشري الشائعات وتوضيح إجراءاتها الصحية، التي
تجهزها للتعامل مع الفيروس، "كما نطالبها بتوفير ناطقين رسميين يطلعون
المواطنين بكل جديد، أولا بأول كي يزيدوا من طمأنة الناس".