ملفات وتقارير

مراقبون: "جمعة الخلاص" مسمار في نعش السيسي لكنه ليس الأخير

خرائط جوجل تُظهر تحوَّل القاهرة لثكنة عسكرية قبيل احتجاجات جمعة الخلاص ضد السيسي- غوغل
خرائط جوجل تُظهر تحوَّل القاهرة لثكنة عسكرية قبيل احتجاجات جمعة الخلاص ضد السيسي- غوغل
دعا سياسيون ومحللون مصريون إلى عدم الانجرار وراء كلمتي "نجاح" و"فشل" فيما يتعلق بسلسلة الاحتجاجات في الشارع المصري، وأنه يجب البناء عليها للوصول لهدف عزل رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي وإسقاطه راغما.

وحذروا في تصريحات لـ"عربي21" من رفع سقف التوقعات، والتأكيد على أن جمعة "الخلاص" أظهرت انكشاف ظهير السيسي، حيث فشل النظام في حشد بضعة آلاف في ميدان المنصة بمدينة نصر غرب القاهرة، رغم تسخير كل الإمكانات المادية.

ورصدت "عربي21" الأساليب الجديدة التي استخدمتها أجهزة الأمن المصرية لقمع المتظاهرين السلميين في "جمعة الخلاص"، للمطالبة برحيل رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وقال نشطاء، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الأجهزة الأمنية في القاهرة قامت بعملية انتشار مكثفة ومتتابعة، ليس في الميادين الرئيسية، بل في الشوارع الجانبية والفرعية؛ لمنع أي شكل من أشكال التجمع أو التظاهر.

وأكدوا أنهم شاهدوا إدارات أمنية جديدة، وخطط انتشار أمني غير مسبوقة، مع اختفاء واضح لصفوف جنود الأمن المركزي المعتادة "البلوكات" التي تم استخدامها لمواجهة الاحتجاجات في كانون الثاني/ يناير 2011.

"تلاشي ظهير السيسي"

وعلق رئيس حزب الأصالة، المهندس إيهاب شيحة، على التظاهرات بالقول إن "احتجاجات الأسبوعين الماضيين رفعت سقف التفاؤل بالمستقبل؛ نتيجة زيادة الوعي الشعبي، وجعل القوى السياسية تفيق من الحالة التي اقتربت من اليأس، وتبدأ تحركات على مستوى التواصل بين التيارات المختلفة، وعلى مستوى التحركات الدبلوماسية الخارجية، وعلى مستوى التواصل بين المعارضة بالداخل وأفرادها بالخارج".

وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أنه "لا يمكن الفصل بين جمعتي 20 و27 أيلول/ سبتمبر، فبالنسبة للأولى كان النزول من دون ترتيب، وبشكل مفاجئ، وهو ما أكد على عدة أمور، من بينها تنامي حالة الغضب لدى عموم الشعب المصري، وتحديه ممارسات ست سنوات من القمع التي لم تزد السلطة إلا هشاشة، وأخيرا أن المعارضة السياسية يجب أن تكون على مستوى وعي وغضب الشعب لتوجيهه".

ورأى شيحة أنه "إذا كانت إجراءات نظام السيسي القمعية قبيل جمعة الخلاص منعت الناس من النزول، وحاصرتهم في منازلهم، إلا أنها كشفت عن فشل النظام بكل ما يملكه من سلطة ومال وقوة وإعلام في حشد المؤيدين في ميدان المنصة بمدينة نصر، وتلاشي ظهيره الشعبي".

لافتا إلى أنه في المقابل استطاع الناس أن ينزلوا في المحافظات البعيدة عن القاهرة والإسكندرية، "ضاربين بالتهديدات عرض الحائط"، مؤكدا أن "كل المؤشرات تقول إن ما يجري هو بداية النهاية".

"معادلة صراع جديدة"

ونفى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، أن يكون عدم قدرة الناس على النزول في الشوارع إخفاقا، قائلا: "إزاء استعدادات أجهزة السيسي الأمنية، وغياب التنظيم، والقيادات الميدانية، لا يمكن عقد مقارنة بين طرفين أحدهما سلمي والآخر مدجج بالقوات والسلاح"، لافتا إلى أن "المعادلة لم تعد عسكر وإخوان أو عسكر وإسلام سياسي، بدليل أن معظم معتقلي الاحتجاجات ينتمون لمكونات مختلفة".

مضيفا لـ"عربي21": "السيسي حول أجهزة الدولة وجيشها لأجهزة وجيش نظام السيسي؛ وبالتالي لا بد على مستوى الأخذ بالأسباب تفكيك قبضته عليها أولا، ولا يحدث ذلك إلا من خلال جولات احتجاجية، التي تعرف بالإنهاك، والتي قد تأتي من خلال التغيير السلمي أو التغيير من داخل الأجهزة"، مشيرا إلى أن "الجيش والغرب لن يقفا مكتوفي الأيدي أمام الفوضى المستمرة نتيجة تشبثه بالبقاء".

ونوه سليمان إلى أن "غياب الإعلام الدولي والمحلي عن نقل حقيقة الحراك في الشارع المصري كان له دور سلبي في تثبيط الجماهير، لكن الأهم هو سقف التوقعات المبالغ فيه، فتجربة يناير التي استمرت 18 يوما بات النظام على دراية بها وبسبل مواجهتها؛ لذلك لا بد من تكتيكات مختلفة، لكن لحظة الانفجار غير معلوم وقتها ولا زمانها".

وطالب "بترتيب الصفوف، مع استمرار فضح كل ممارسات وإخفاقات السيسي؛ حتى ينفض عنه الجميع، وما جرى الجمعة الماضية هو موجة من الموجات الثورية، ولها مغزى وتأثير كبيران يعكسان حالة الاحتقان وعدم الرضى لدى المصريين تجاه أداء السيسي، واهتزاز الثقة لدى حتى مؤيديه، التي أحدثت لديه حالة من القلق، وهي التي تسبق دائما سقوط الديكتاتور".

"تطورات جذرية"

بدوره، حذر أستاذ العلوم السياسية، عصام عبدالشافي، من ثورة التوقعات، قائلا إن خطر ثورة التوقعات "أكبر خطر يمكن أن يواجه أي ثورة، ويجب عدم المبالغة في حجم التوقعات والرهانات والآمال والطموحات التي قد تدفع بالناس لليأس والإحباط".

وأضاف لـ"عربي21" أن السيسي تحول من الفعل ولأول مرة منذ سنوات إلى رد الفعل "بعد أن تم كشف صورته الحقيقية التي حاول تزييفها خلال السنوات الماضية، وبات الصراع في مصر صراع بقاء وليس صراع مصالح فقط، صراع بين شعب وإرادته وحريته وكرامته ومن يدافع عنها، وبين منظومة خونة وعملاء وفاسدين ومجرمين وجبناء".

وأشاد بحراك "جمعة الخلاص" قائلا: "الحراك شهد تطورين نوعيين، أولهما خروج أهالي الصعيد، وانتقال الحراك من الشمال إلى الجنوب، على عكس توقعات نظام السيسي، وثانيهما ارتفاع سقف مطالب المحتجين منذ اليوم الأول بإسقاط السيسي، رأس الفساد".

اقرأ أيضا: أربعة مشاهد من "جمعة الخلاص" تحرج إعلام السيسي
التعليقات (0)

خبر عاجل