ملفات وتقارير

هذه علاقة إسرائيل بتصعيد مصر الأخير ضد إثيوبيا وسد النهضة

رضا فهمي: إسرائيل تلاعبت بالسيسي منذ بداية أزمة سد النهضة- فيسبوك
رضا فهمي: إسرائيل تلاعبت بالسيسي منذ بداية أزمة سد النهضة- فيسبوك

ربط سياسيون ومختصون مصريون، التصعيد الأخير للخارجية المصرية ضد أديس أبابا، فيما يتعلق بسد النهضة، بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإسرائيل مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، وتم فيها توقيع العديد من الاتفاقيات بين الطرفين في موضوعات المياه والأمن والاستثمارات الزراعية.


وأكد المختصون، أن القاهرة سبق وأعلنت منذ أسابيع على لسان وزير الري، موافقتها على مطالب أديس أبابا بتأجيل الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري بمصر وأثيوبيا والسودان، لمنتصف الشهر الجاري، بعد أن كان مقرر عقده في آب/ أغسطس الماضي، وهو ما يثير التساؤلات عن سبب التصعيد المصري الأخير.


وكانت الخارجية المصرية عقدت اجتماعا طارئا بسفراء الدول الأوروبية المعتمدين بالقاهرة مساء الخميس الماضي، أعلن فيه مساعد الوزير للشؤون الأفريقية السفير حمدي سند، عدم ارتياح مصر من طول أمد المفاوضات في سد النهضة، موضحاً أن مصر قدمت للجانب الإثيوبي طرحاً عادلاً لقواعد ملء وتشغيل السد بما يحقق أهداف إثيوبيا في توليد الكهرباء، ويحفظ المصالح المصرية المائية.


وكشف المسؤول المصري أن الجانب الإثيوبي لم يبد أي التزام في تطبيق اتفاق إعلان المبادئ الموقع في آذار/ مارس 2015 بالخرطوم والذي يقضي باتفاق الأطراف الثلاثة على قواعد الملء وتشغيل السد.


وسبقت تصريحات سند، تصريحات أخرى لوزير الخارجية سامح شكري باجتماع وزراء خارجية الدول العربية بالقاهرة منتصف الاسبوع الماضي، أكد فيها أن إثيوبيا تضع العراقيل أمام التوصل لأي اتفاق يتعلق بقواعد التخزين والتشغيل.


ويأتي التحرك المصري بعد زيارة التقى فيها رئيس الوزراء الإثيوبي، بمثيله الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقدس المحتلة مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، ووقع الطرفان عدة اتفاقيات متعلقة بالمياه والأمن والاستثمار.


وكانت تقرير عسكرية إسرائيلية كشفت قبل أسابيع، أن تل أبيب وبناء على المطالب الإثيوبية، نشرت منظومة صواريخ حديثة حول سد النهضة لحمايته من أي هجوم خارجي يستهدفه.

 

اقرأ أيضا: السيسي يرد على اتهامات محمد علي حول الجيش ووالدته (شاهد)

صفعة إسرائيل


من جانبه يؤكد الرئيس السابق للجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري المصري، رضا فهمي لـ "عربي21"، أن رئيس نظام الإنقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي يجني ثمار تفريطه في الحقوق المصرية المتعلقة بسد النهضة، موضحا أن السيسي يجب أن يتذكر أنه هو الذي وقع على اتفاق المبادئ في الخرطوم عام 2015، والذي بسبه فقدت مصر كل الوسائل الممكنة للضغط على إثيوبيا.


ويوضح فهمي، أن السيسي فاجأ الجميع خلال مؤتمر الشباب الذي عقده السبت 14 سبتمبر/ أيلول الجاري، بأن ثورة يناير هي سبب أزمة السد، وأنه لولا حدوث الثورة لما تجرأت إثيوبيا على هذه الخطوة، رغم أن إثيوبيا بدأت في بناء السد خلال حكم المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي والذي كان السيسي أحد أفراده، وهو ما يشير إلى النظام العسكري يمهد الطريق للاعتراف بفشله الرسمي في التصدي لخطورة سد النهضة.


ويضيف فهمي قائلا: "إسرائيل تلاعبت بالسيسي في موضوع السد منذ البداية، كما تلاعب به الإمارات والسعودية، وأن علاقته القومية بنتنياهو لم تمنع الأخير من تقديم المصلحة الإسرائيلية على السيسي ومصر، ولذلك فإن إسرائيل رفضت المطالب المصرية بالوساطة مع إثيوبيا، كما رفضت مطالب السيسي بعد نشر صواريخ لحماية السد، وهو ما يعني أن إسرائيل تقول للسيسي بصراحة .. لا تتجاوز الحدود المرسومة لك".


ويشير رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية السابق، إلى أن المجتمع الدولي لن يساند السيسي في أزمة السد، لأن النظام نفسه فرط في حقوق المصريين، وأن محاولاته تضييق الخناق الدبلوماسي على أديس أبابا، لن تقدم ولا تؤخر في الموقف الإثيوبي الذي أصبح أكثر قوة في ظل النظام السوداني الحالي.

 

اقرأ أيضا: هل تنجح مصر باستمالة "السودان الجديد" لصفها بأزمة سد النهضة؟

موقف السودان


ويؤكد خبير العلاقات الدولية والتكتلات الإقليمية أحمد عليوي لـ "عربي21"، أن نظام السيسي يواجه أزمتين مع إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة، وهما الموقف السوداني المثير للشكوك، والدعم الإسرائيلي غير المحدود لإثيوبيا، سواء في المجال الفني أو العسكري أو الاقتصادي.

 

ويشير عليوي إلى أن رئيس الوزراء السوداني الجديد عبد الله حمدوك، لم يعلن حتى الآن موقف بلاده من تطورات ملف السد، وهو ما يدعم الحديث بأن حمدوك الذي يتمتع بعلاقات قوية بإثيوبيا، ويدين بالولاء لرئيس وزرائها في وجوده بهذا المنصب، لن يتخذ قرارا مخالفا للتوجه الإثيوبي حول السد، خاصة وأنه توجد قناعة لدى السودانيين، بأنهم مستفيدون من إتمام المشروع، ولن يخسروا شيئا من تشغيله.


ويوضح خبير العلاقات الدولية، أن الموقف السوداني الرافض للمشروع خلال حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، كان موقفا أدبيا تجاه مصر وشعبها وثورتها، ولكن في ظل العداء الذي صنعه نظام السيسي مع البشير، فإن السودان أعادت حساباتها ونظرت لأهمية علاقتها واستفادتها من إثيوبيا على حساب مصر.


وعن الدعم الإسرائيلي لإثيوبيا يؤكد عليوي، أن أديس أبابا أحد المحطات الأساسية لإسرائيل بالقرن الإفريقي، والعلاقات بين البلدين لا تقف عند حد التعاون السياسي أو الاقتصادي، وإنما هناك تعاون عسكري مخابراتي، وهو الدور الذي كان يقوم به آبي أحمد، عندما كان رئيسا للمخابرات قبل توليه منصب رئيس الوزراء بإثيوبيا، وهي أمور كفيلة بالقلق المصري، ولكنها في الوقت نفسه ليست وليدة الصدفة، وإنما من المفترض أنها معروفة لدى مصر قبل ذلك. 

التعليقات (0)