هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة عن استشهاد المواطن عبد الله جمعة عبد العال (24 عاما) متأثرا بجراحه التي أصيب بها اليوم، خلال الجمعة الـ58 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.
وأصيب 30 متظاهرا بجراح مختلفة، منهم 4 أطفال ومسعف شرق القطاع، جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المشاركين بمسيرات العودة اليوم الجمعة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها وصل "عربي21"، نسخة منه عن إصابة 14متظاهرا بجراح مختلفة شرق القطاع".
وتواصل مسيرات العودة الشعبية، فعاليتها في الجمعة الثامنة والخمسين، مؤكدة عزمها المضي قدما رغم إرهاب الاحتلال الإسرائيلي، حتى كسر الحصار وإسقاط "صفقة القرن" التي يعمل على تمريرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
شعب شجاع
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار اليوم؛ جمعة "موحدون في مواجهة الصفقة"، معلنة "الاستنفار في مواجهة الهجمة الرعناء" ضد القضية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن وقوف الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، "صامتين متفرجين على نزف شرايين أطفالنا؛ هو جريمة بحق المتفرجين ضد أنفسهم".
وشددت الهيئة على أن "المسيرات التي انطلقت في الأساس غضبا ضد ما يسمى صفقة القرن، ستتواصل حتى تسقطها، وحتى يعلم ترامب وغيره أن قراراته ليست قدرا على شعب شجاع، مؤمن بحقوقه، مستعد للتضحية من أجلها".
ودعت الهيئة جماهير الشعب الفلسطيني للنفير العام للمشاركة في فعاليات اليوم، التي ستقام في مخيمات العودة بالقرب من السياج الأمني الفاصل.
اقرأ أيضا: هيئة مسيرات العودة بغزة تحشد للتظاهر بالذكرى الـ71 للنكبة
بدوره، أكد عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، ماهر مزهر، أن الشعب الفلسطيني "أمام جمعة مميزة تحمل في طياتها الكثير من الرسائل، فهي تأتي بعد عدة أيام من العدوان والقتل الإسرائيلي الممنهج ضد الأطفال والنساء الحوامل بغزة، وهي الجمعة التي تسبق الذكرى 71 للنكبة، وبعد عام من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة".
صفقة مشؤومة
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الهيئة وقطاعات شعبنا كافة أرادت من خلال هذه الجمعة أن توجه عدة رسائل منها؛ أن مسيرات العودة مستمرة رغم الإرهاب الإسرائيلي حتي تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها، كما تؤكد في رسالتها الثانية بعد هذا العدوان الهمجي الإسرائيلي، أن جماهير شعبنا تقف خلف غرف العمليات المشتركة، التي تحمي شعبنا وتقف في ظهر مسيرات العودة".
أما الرسالة الثالثة، نوه مزهر وهو قيادي بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى أنها تتعلق بـ"صفقة ترامب"، حيث "مر عام على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة"، معتبرا أن "السفارة هي جسم سرطاني يجب اجتثاثه".
وشدد على أن "هذه الصفقة المشؤومة لن تنجح ولن تمر وشعبنا سيستمر في مقاومته وكفاحه"، مؤكدا أن "طريق الشعب الفلسطيني ودربه ضد هذا العدو المجرم، لن يتحقق إلا بالمزيد من المقاومة".
ومع قرب ذكرى النكبة الفلسطينية، نبه القيادي، إلى أن "حق العودة مقدس، وسنعود إلى ديارنا، والعدو إلى زوال"، موضحا أن "الاحتلال لن ينعم بالأمن ولا بالأمان حتى عودة اللاجئين والمشردين، وحتى تكون القدس عاصمة موحدة لشعبنا، وحتى يعيش شعبنا حياة كريمة".
كسر الحصار
وأضاف: "هذا إيمان عميق بعدالة قضيتنا وثورتنا وبحتمية النصر، وسنستمر في النضال حتى نحقق الأهداف المنشودة كاملة في الحرية والعودة والاستقلال وفلسطين من الشمال إلى الجنوب ومن البحر إلى النهر".
وحول علاقة مسيرات العودة بالتفاهمات مع الاحتلال واستخدام "الوسائل الخشنة"، كشف عضو الهيئة الوطنية، أن الهيئة القيادية للمسيرات قررت بأن المسيرات خارجة عن أي تفاهمات، ومن غير المقبول الحديث بخصوصها على أي طاولة؛ بغض النظر كانت دولية أو إقليمية أو محلية، هي بوضوح؛ غير مسموح المساس بها أو الحديث عنها".
اقرأ أيضا: وفد مصري يصل إلى غزة، وحماس تؤكد ضرورة "تنفيذ التفاهمات"
ولفت إلى أن الهيئة، قررت "الاستمرار في استخدام أشكال النضال الشعبية كافة، وتصاعد وتيرة المسيرات بأشكالها كافة، حتى كسر الحصار الظالم عن شعبنا"، مضيفا: "نحن (الهيئة) لن نقبل بتقديم مساعدة أو إجراء هنا أو هناك، وقررنا كسر كل أشكال هذا الحصار ومعالمه".
وتابع مزهر: "في حال لم يستجب العدو لمطالب مسيرات العودة وفي مقدمتها كسر الحصار، لن نترد في استخدام الأشكال والأساليب كافة حتى ندافع عن شعبنا".
"الوفد المصري
وحول أهمية استمرار مسيرات العودة بعد العدوان الإسرائيل على غزة التي تستضيف الوفد الأمني المصري، أوضح الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن "إسرائيل حاولت خلال المباحثات الأخيرة التي رافقت العدوان الإسرائيلي بداية هذا الأسبوع، أن تدرج مسيرات العودة ضمن النقاشات التي جرت عبر الوسيط المصري، لكن المحاولة الإسرائيلية قوبلت برفض فصائلي كبير جدا".
وأكد لـ"عربي21"، أن "إسرائيل منزعجة جدا من استمرار مسيرات العودة الشعبية وتسعى لوقفها"، منوها إلى أن "الوفد المصري قدم إلى غزة للضغط على الفصائل الفلسطينية والاحتلال أيضا، في محاولة لعدم انفلات الوضع الأمني وتدهوره مرة أخرى يوم الجمعة".
وتوقع القرا، أن تكون "هذه الجمعة ساخنة، تمهيدا لمسيرة النكبة واستباقا لإمكانية حدوث أي تدهور، خاصة مع عدم التزام الاحتلال بما تم التفاهم عليه، واستمراره في استهداف الفلسطينيين بشكل متعمد، مما قد يجر إلى مواجهة جديدة كما وقع يوم الجمعة الماضي".
وفي ظل حالة التوتر بين قطاع غزة والاحتلال، رجح الكاتب، أنه "في حال هاجم جيش الاحتلال واعتدى على المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة بالقرب من السياج، ستكون هناك ردود فعل من قبل الجانب الفلسطيني كبيرة، ومن هنا نستطيع أن ندرك هدف قدوم الوفد الأمني المصري لغزة قبيل انطلاق فعاليات الجمعة".