ملفات وتقارير

ما الذي تغير حتى توافق واشنطن على بحث مسألة غولن مع تركيا؟

برهان أوغلو: تركيا قدمت أدلة كثيرة تخص قضية غولن وتنظيمه- أ ف ب
برهان أوغلو: تركيا قدمت أدلة كثيرة تخص قضية غولن وتنظيمه- أ ف ب

أثار الحديث عن مباحثات أمريكية تركية حول تسليم غولن تساؤلات عن سبب تغير الموقف الإدارة الأمريكية فيما يخص هذه القضية.

وكانت وسائل إعلام تحدثت بأن الوفد الأمريكي، الذي يزور أنقرة حاليا، سيبحث مع المسؤولين الأتراك قضية تسليم فتح الله غولن، إلا أن وزير العدل التركي عبد الحميد غل نفى ذلك.

وقال الوزير التركي: "إن تسليم غولن مسار آخر مختلف عن زيارة الوفد الأمريكي لأنقرة"، مستدركا بقوله: "لكن القناعة التي ستتوصل إليها الولايات المتحدة وسلطاتها القضائية عقب زيارة المدعين الأمريكيين ستؤثر إيجابا على تلك القضية".

"صفقة سرية"

ويرى المختص بالشأن الأمريكي خالد الترعاني "أن السبب هو نفسه الذي غير موقف أمريكا من وجود قواتها في سوريا، ودفعها للانسحاب من هناك".

وتابع الترعاني في حديث لـ"عربي21": "هناك صفقة واضحة تم عقدها بين أمريكا وتركيا، ويبدو أن من ضمنها الحديث والبحث في قضية غولن، وأيضا سحب الدعم من القوات الكردية في شمال سوريا، وعلى ما يبدو أيضا أنها سرية، حيث لم يتم الإعلان عن أي لقاءات قبل أن تظهر بصمات هذه الصفقة على الساحة".

وأضاف: "استقالة وزير الدفاع ماتيس ومسؤول ملف داعش يدل على أن الصفقة شخصية بإدارة ترامب، وأنه يتصرف وحده بمعزل عن بقية المسؤولين والمستشارين".

"أدلة قوية"

ويبقى السؤال: هل قدمت تركيا تنازلات للإدارة الأمريكية حتى توافق على البحث بمسألة تسليم غولن؟

يرد المحلل السياسي التركي برهان كور أوغلو على هذا التساؤل بالقول: "تركيا لم تقدم أي تنازلات، بل قدمت أدلة كثيرة تخص قضية غولن وتنظيمه، وكل يوم تقدم أدلة جديدة".

وتابع اوغلو في حديث لـ"عربي21": "هناك كل يوم أدلة جديدة تقدمها تركيا، وبعضها ظهر داخل القضاء التركي، ووصل تراكم هذه الأدلة لدرجة أن أمريكا لا تستطيع أن تغض النظر عن هذه القضية، وبينما كانت سابقا تنتقد واشنطن لعدم الالتفات للأدلة، أصبح هناك اليوم تفهم أمريكي أكثر للموقف التركي، وكذلك أعتقد أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تقترب تركيا من روسيا أكثر، ولا يوجد هناك تنازلات تركيا ولكن موقف تركي قوي".

وأضاف: "وإذا صح التعبير يمكن الحديث عن تنازلات أمريكية، لأن تركيا أعلنت بشكل واضح أنه إذا استمرت السياسة الأمريكية بهذا الشكل ستفقد واشنطن حليفا مهما جدا بالمنطقة".

قضية خاشقجي

وردا على التقارير التي تحدثت عن احتمالية وجود صفقة ما، تتنازل فيها تركيا فيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مقابل تسليم واشنطن غولن لها، نفى أوغلو وجود أي علاقة بين القضيتين، وقال: "تركيا لم تتراجع في هذه القضية، حيث ترى أن موضوع خاشقجي أمر مبدئي، وجريمة قتله تمس السيادة التركية".

بدوره، قال المختص بالشأن الأمريكي خالد الترعاني: "لا أعتقد أن الموضوع السعودي والعلاقة الخاصة بين إدارة ترامب والسعودية ونظامها وبالذات ولي العهد محمد بن سلمان بعيدة عن هذه الصفقات".

تسليم غولن

وحول إمكانية تسليم غولن للسلطات التركية، قال الترعاني: "سوف يحاول ترامب أن يضحي بغولن، ولكن قد يكون هناك إجراءات قانونية قد تعيق ذلك، وقد تمتد لسنوات".

واعتبر أن مجرد تباحث إدارة ترامب في هذا الموضوع، بعد أن كانت قد أغلقت الباب تماما على النقاش فيه، هو مؤشر إيجابي للجانب التركي.

مستدركا: "لكن، لا أعتقد أنه سيتم تسليم غولن قريبا، لأن الإجراءات القانونية تأخذ مدى بعيدا، وأيضا المناوئين لترامب سوف يستحضرون سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان، وسيكون هناك معارضة شديدة لتسليم غولن، قد لا يكون سببها حبهم لغولن بقدر ما هو كره لترامب".

من جهته، قال أوغلو: "بحث أمريكا مع تركيا مسألة تسليم غولن لا يدل على أنها ستتخذ قرارات سريعة فيما يخص هذه القضية، ولكن على الأقل هناك توجه للاستماع لأنقرة بشكل أكثر".

وأضاف: "يتم حاليا التحقيق في واشنطن فيما يتعلق بتحركات غولن، وهناك أدلة داخل أمريكا تثبت أنه وجماعته متورطون في أمور غير مشروعة".

وفي ختام حديثه، أكد أوغلو أن "التعاون الأمريكي التركي فيما يتعلق بقضية غولن سيزداد أكثر، ويمكن أن يتطور أكثر".

 

اقرأ أيضا: وفد أمريكي في أنقرة يستمع إلى متهمين في ملف "منظمة غولن"

التعليقات (0)