أكدت حركة "النهضة"
التونسية التزامها بالسياسة الرسمية للدولة بقيادة الرئيس الباجي قايد السبسي، وحرصها على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع الشقيقة المملكة العربية السعودية.
وشددت "النهضة" في بيان لها اليوم الاثنين، على "تقديرها الكبير لما حظيت به تونس من دعم متواصل من طرف شقيقتها السعودية، وكذا حرص حركة النهضة على أمن وسلامة المملكة ورفضها لمحاولة المس بأمنها".
وأوضح بيان "النهضة" أن "ما ورد في فقرة قصيرة من خطاب رئيس الحركة في الندوة السنوية الثانية للحركة أول أمس السبت من ترحم على شهيد الإعلام جمال خاشقجي، حيث لاحظ ظاهرة ملفتة هي ما اندلع عقب شيوع خبر مقتله الشنيع من موجة عارمة من التعاطف الدولي معه".
وأشار البيان إلى أن "الغنوشي عزا ذلك إلى قوة الإعلام الذي تمكن من تحريك الضمير العالمي على خلفية الإيمان بقدسية قيمة الحرية، وخاصة حرية الإعلام، وقدسية الذات الإنسانية وضرورة سلامتها من كل انتهاك وتعذيب وخاصة في الفضاءات الدبلوماسية ذات الحصانة الدولية"، وفق البيان.
وكان الديوان السياسي لحزب حركة نداء تونس قد اعتبر أنّ ما جاء على لسان رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي خلال الخطاب الذي ألقاه أوّل أمس السبت "خطير ويكشف عدم ابتعاد هذه الحركة عن طبيعتها غير المدنيّة ومحاولاتها وضع يدها على مفاصل الدولة وسعيها إلى تغيير إرادة الناخبين عبر فرضها شروط التحوير الوزاري المُقبل".
واستنكر الديوان السياسي للنداء في بيان صادر عنه مساء أمس الأحد ما أسماه "تدخّل رئيس حركة النهضة في علاقات تونس الدبلوماسيّة"، معتبرا أنّ من شأن ذلك "المسّ من المصلحة الوطنيّة ورهن البلاد وإقحامها في
سياسة محاور تمثّل انقلابا على العرف الدبلوماسي لدولة الاستقلال".
وأعلن عن "استعداده للتشاور مع الطيف الديمقراطي التقدّمي لتشكيل الحكومة المقبلة وطبيعة التحوير الوزاري دون مشاركة حركة النهضة".
وأوصى البيان كتلة النداء بـ "مواصلة تعليق حضورها في الجلسات العامة إلى حين تنفيذ الحكومة قرار مجلس نواب الشعب بعدم التمديد لهيئة الحقيقة والكرامة (الجلسة بتاريخ 26 آذار/مارس 2018)، وبالمطالبة بالتسريع بعرض القانون الأساسي لاستكمال العدالة الانتقالية على البرلمان".
ودعا المكتب السياسي لحزب نداء تونس "الحكومة إلى التعامل بشكل جدي مع الوثائق الجديدة التي قدّمتها لجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي من أجل كشف الحقيقة"، وفق تعبير البيان.
ويأتي هذا التصعيد من طرف حركة "نداء تونس" في ظل أزمة سياسية خانقة تعيشها البلاد، بسبب الخلاف حول مصير حكومة يوسف الشاهد، فبينما يطالب "نداء تونس" بتغيير حكومي جوهري لا يستثني رئيس الحكومة نفسه، ترى حركة "النهضة" بتعديل حكومي في ظل الاستقرار، أي الإبقاء على يوسف الشاهد، وهو ما دفع بالرئيس الباجي قايد السبسي إلى الإعلان رسميا عن نهاية التوافق بين حزبه وحركة "النهضة".
ويحتفظ رئيس حركة "النهضة" الشيخ راشد الغنوشي بعلاقات هادئة مع المملكة العربية السعودية التي زارها أكثر من مرة في عهد العاهل السعودي الحالي الملك سلمان بن عبد العزيز، وشارك قبل أسابيع برفقة نائبه الأول الشيخ عبد الفتاح مورو في احتفالات السعودية بيومها الوطني في مقر سفارة المملكة بتونس.