هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلق صباح اليوم الأربعاء، اجتماع رؤساء أركان دول "مجلس التعاون الخليجي" ومصر والأردن والقيادة المركزية الأمريكية، في الكويت، لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاع المشترك.
ويأتي الاجتماع عقب يومين من اجتماع سابق لرؤساء أركان الدول المذكورة، بمشاركة قطرية وسعودية وإماراتية، والتي تشارك اليوم أيضا.
وأمس الأول الاثنين، شاركت قطر في الاجتماع العسكري، وهو الأول منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف عام 2017، بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى.
ودعا قائد القيادة المركزية الأمريكية جوزف فوتيل دول الخليج إلى وضع خلافاتها جانبا، ورص صفوفها في مواجهة "التهديدات" الإيرانية والجماعات المتشددة.
وقال فوتيل: "اثنان من التهديدات الأمنية المتواصلة هما في هذه المنطقة، أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والمنظمات المتطرفة العنيفة".
وأكد فوتيل أنه من "الملح" القيام بـ "تعزيز ودمج قدراتنا لمصالح أمننا القومي المشتركة" داعيا إلى "الترفع عن كافة الجوانب الأخرى".
والعلاقات مقطوعة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ الخامس من حزيران/يونيو 2017. وتتهم الدول الأربع الإمارة الغنية بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، لكن الدوحة تنفي هذا الاتهام.
ويشارك رئيس أركان الجيش القطري في الاجتماع.
ونهاية تموز/يوليو الماضي، أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله أن بلاده تدرس مقترحات أمريكية لإقامة تحالف استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط بهدف التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة.
ويبحث اجتماع اليوم، بحسب بيان للجيش الكويتي، محاور تتعلق بالشؤون الأمنية والإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، ومحاربة الإرهاب والتطرف، وغيرها من المواضيع التي تهدف إلى تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة مختلف التحديات ضمانا لأمن واستقرار دول المنطقة.
وفي افتتاحية الاجتماع، قال رئيس أركان الجيش الكويتي، محمد الخضر، إن "التحديات الأمنية الخطيرة والمتعاقبة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، لا تزال تجعلنا ندرك أهمية التكاتف والعمل الجماعي لمواجهتها بطريقة مثلى من خلال تعزيز التعاون المشترك والتنسيق العسكري".
وأضاف أن الاجتماع "يأتي لترسيخ العلاقات المتبادلة، وتأصيل وتعميق جذور التعاون، وتوحيد الرؤى في سبيل المساهمة بتحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".
وأعرب "الخضر" عن أمله في أن تبدأ "الخطوات الأولى لهذا التنسيق المشترك نحو شراكة وتكامل دفاعي منشود بين كل الأطراف، لتنمية قدراتنا العسكرية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية".
وصباح اليوم، لفتت الصحف الكويتية إلى أهمية الاجتماع، وعنونت صحيفة الرأي (خاصة) خبرا تصدّر صفحتها الأولى: "هل تشهد الكويت إعلان "الناتو العربي"؟".
ونقلت الصحيفة عن مصادر (لم تذكرها) بوزارة الدفاع الأمريكية، أن الاجتماع "يهدف إلى تكريس التعاون العسكري بين القيادات العسكرية بتلك الدول، بما في ذلك الاتفاق على خطط لمواجهة أي ظروف طارئة أو ناشئة أو أي حروب إقليمية ممكن أن تندلع".
وأشارت إلى أنه "قد يتم تعيين ضباط مهمتهم متابعة هذه الخطط العسكرية المشتركة وتحديثها بشكل دوري، وهو ما يشكل نواة قيادة عسكرية مشتركة يمكنها أن تتعامل مع أي تطورات عسكرية في المستقبل".
وعلّقت المصادر العسكرية الأمريكية على احتمال أن يكون اجتماع الكويت تمهيدا لإعلان "الناتو العربي" الذي تسعى واشنطن لتشكيله، بالقول: "لا يهم إنْ أطلقنا عليه اسم (ناتو عربي) أو غير ذلك، فالتسميات هي مهمة السياسيين. أما العسكر، فمهمتهم الاستعداد لأي طارئ للدفاع عن أوطانهم".