هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار الإعلان عن عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة أبدية للاحتلال الإسرائيلي عاصفة من الغضب الرسمي والشعبي في مصر.
ووحدت قضية القدس أطياف المشهد السياسي المصري من أقصاه إلى أقصاه، حيث أجمعت القوى السياسية على رفضها لهذه الخطوة، وحذرت من تداعياتها الخطيرة على استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأكد المؤسسات الرسمية والشعبية أن القدس لها مكانة وقداسة في نفوس جميع العرب والمسلمين، مشددة على أن هذه الشعوب لن تمرر هذا المخطط الأمريكي الإسرائيلي دون مقاومة.
ترامب العنصري يستفز المسلمين
وأكد المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة خالد علي، أن إعلان أمريكا عن عزمها نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس المحتلة يعد "ناقوس خطر"، مضيفا، عبر "تويتر" أن "على الجميع إعلان رفضه لهذا الإجراء والسعي لإعادة الزخم للقضية الفلسطينية وتنشيط حملات مقاطعة الكيان الصهيوني ورفض التطبيع بكل صورة".
أما رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح، فأعرب عن غضبه من استمرار ترامب، الذي وصفه بـ
"الرئيس العنصري"، فى نشر الكراهية للمسلمين واستفزاز مشاعرهم والاستهتار بمقدساتهم بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني.
اقرا أيضا : دول وشخصيات وهيئات تحذر من إعلان ترامب الخاص بالقدس
وأضاف أبوالفتوح، عبر "تويتر"، "ما يفعله ترامب هو دعم للتطرف والإرهاب، والأولى به أن يتصدى لوحشية نتانياهو ضد الفلسطينيين التزاما بقيم الشعب الأمريكي في الحرية وحقوق الإنسان".
من جهتها نشرت صفحة "أنا آسف يا ريس" على "فيسبوك" المؤيدة للرئيس الأسبق حسني مبارك، مقطع فيديو قديم يرد فيه مبارك على ادعاءات أمريكية بأن القدس عاصمة "لليهود"، حيث أكد مبارك أن "القدس أرض محتلة منذ عام 1967، وأن الفلسطينيين وجميع العرب لا يوافقون على الطلب الأمريكي بفرض أي سيادة إسرائيلية على القدس مهما كانت الظروف".
مصر تجدد موقفها الثابت من عروبة القدس
وعلى مستوى رد الفعل الرسمي، أكد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، خلال اتصالاً هاتفي تلقاه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء، على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.
وأضاف السيسي، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، أنه يجب العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.
كما أعلنت الخارجية في بيان لها تطلع مصر لأن يتم التعامل مع قضية القدس بالحكمة المطلوبة وتجنب اتخاذ قرارات من شأنها أن تؤجج مشاعر التوتر فى المنطقة.
اقرأ أيضا : اجتماع طارئ للجامعة العربية السبت لبحث قرار ترامب
وأجرى وزير الخارجية سامح شكري اتصالا هاتفيا بنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون حذره من تلك الخطة بسبب مكانة القدس الدينية والتاريخية لدى الشعوب العربية والإسلامية وارتباطها بالهوية الوطنية للشعب الفلسطيني على مر العصور، وأعرب عن أمله في أن تتروي الإدارة الأمريكية قبل اتخاذ مثل تلك الخطوة التي سيكون لها تداعيات خطيرة على الوضع الإقليمي ومستقبل عملية السلام.
الأزهر سيبذل كل الجهد لوقف القرار
وعلى مستوى المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية في مصر، حذر الأزهر الشريف بشدة من الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة والاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني.
وأكد الأزهر، في بيان له، من أن أى إعلان بهذا الشأن سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين ويهدد السلام العالمي ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم، مشددا على أن الانحياز الفج للكيان الصهيوني ومنع تنفيذ القرارات الأممية الرامية لردعه ووقف جرائمه هو ما شجعه على التمادي في سياساته الإجرامية بحق الإنسان والأرض والمقدسات فى فلسطين المحتلة وأفقد شعوب العالم الثقة في نزاهة المجتمع الدولي وكان أحد أهم الأسباب التي غذت الإرهاب في العالم.
وشدد الأزهر الشريف أن عروبة القدس وهويتها الفلسطينية غير قابلة للتغيير أو العبث، وأن مواثيق الأمم المتحدة تلزم القوة المحتلة بعدم المساس بالأوضاع على الأرض ولا تعترف بأى إجراءات تخالف ذلك، وطالب عقلاء العالم والمؤسسات الدولية بالتصدي لهذا الأمر باعتباره يهدد السلم والأمن الدوليين.
وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد اتصل هاتفيا بشيخ الأزهر أحمد الطيب، وأطلعه على آخر التطورات المتعلقة بالقدس والمخاطر المحدقة بها، حيث شدد شيخ الأزهر على بذل كل جهد ممكن لوقف قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وحماية المدينة المقدسة ودعمها.
وفي لقاء آخر، حذر شيخ الأزهر الشريف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من مغبة نقل السفارة إلى القدس، مؤكدا أن هذه الخطوة ستفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق".
اقرأ أيضا : مؤتمر فلسطينيي الخارج يدعو لجمعة غضب شاملة بدول العالم
أما دار الإفتاء فأكدت أن القرار الأمريكي يعزز من تصاعد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، ويعطي ذريعة للجماعات المتشددة والتنظيمات المتطرفة لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
وأضافت أن القرار الأمريكي يخاطر بإثارة الغضب الشعبي والعنف في العالمين العربي والإسلامي المعارض لنقل السفارة، وربما يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بسبب دعمها الكامل والمباشر لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها أعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن قلقها البالغ من نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشددة، في بيان لها الأربعاء، أن هذا الأمر يتعارض مع كافة المواثيق الدولية بشأن القدس، ويؤدي إلى مخاطر على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل.
وأكدت الكنيسة وقوفها في صف الجهود الرامية إلى السلام، ودعت إلى السير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذى يتوافق مع الحق التاريخي لمدينة القدس وبلوغ حل عادل وسلام شامل.
جلسة طارئة للبرلمان
وفي مجلس النواب، أعلنت لجنة الشئون الخارجية أن نقل السفارة الأمريكية للقدس سيؤدى إلى زيادة التوتر بالمنطقة العربية، مؤكدة أن هذا التصرف يؤجج المشاعر العربية ولا يخدم قضية حل الدولتين.
وتقدم النائب مصطفى بكري بطلب لعقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع في القدس، مشددا على أن مصر التي حملت على كاهلها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تصمت على هذه الخطوة الأمريكية الخطيرة، ويتوجب عليها اتخاذ موقف مناسب يجبر أمريكا على التراجع عن موقفها المعادي للأمة العربية والإسلامية.
وأكد السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ينسف عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن العرب ليس أمامهم سوى اللجوء للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل رفض هذا القرار.
القدس خط أحمر
وتناولت وسائل الإعلام المصرية القضية باهتمام لافت، حيث حذرت الإعلامية بسمة وهبة، من أن نقل السفارة إلى القدس سيؤدي إلى عواقب خطيرة وانفجار بركان غضب عربي وإسلامي قد يهدد الجميع، مؤكدة أن ذلك يعد اعتداء صريحا على الأمة الإسلامية والعربية.
ودعا الإعلامي عمرو أديب، إلى إرسال تغريدة نصها "القدس خط أحمر" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر عبر حسابه الرسمي على تويتر للضغط عليه فى مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأكد أديب، أن ترامب يهتم كثيرا بمتابعة "تويتر" ويتأثر بردود الفعل عليه ويتخذ قرارات كثيرة تكون مفاجئة ومندفعة، لافتاً إلى أنه من الوارد أن يتم إثناؤه وتغيير رأيه.