القدس

أين يقف فلسطينيو الشتات بمعركة القرارات الماسة بالقدس؟

الفلسطينيون في الشتات توزعوا على قارات العالم الخمس- جيتي
الفلسطينيون في الشتات توزعوا على قارات العالم الخمس- جيتي

مع اقتراب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره المثير للجدل بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل، يتساءل مراقبون عن دور فلسطينيي الخارج ومؤسساتهم في الرد على هذا القرار، ومدى قدرتهم على توجيه الرأي العام في تلك الدول التي يقيمون فيها لمواجهة القرار الأمريكي.

ويقدر عدد الفلسطينيين اللاجئين في الخارج بنحو 7 ملايين نسمة موزعين في نحو 70 دولة، أبرزها الأردن التي تحتضن حوالي 4 ملايين فلسطيني تليها لبنان التي يقدر عدد الفلسطينيين فيها بنحو 450 ألفا.

 

ووصل انتشار الفلسطينيين بالخارج حتى القارة الأمريكية حيث يقدر عددهم في القارتين الأمريكية (الشمالية والجنوبية) بنحو نصف مليون نسمة أكبرهم في دولة تشيلي التي تحتضن ما يزيد عن 320 ألف فلسطيني، أما عن القارة الأوروبية فيقدر عددهم بنحو نصف مليون مواطن وهم الجالية الأكثر نشاطا مقارنة بالدول الأخرى.

ويرصد التقرير التالي ردود الفعل لفلسطينيي الشتات ودورهم في الرد على القرار الأمريكي بشأن نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس.

فلسطينيو أوروبا

 
قال عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج من إسطنبول، محمد مشينش، إن "الأمانة العامة للمؤتمر وضعت خطة للرد على القرار الأمريكي تتكون من مجموعة من المستويات، فعلى "المستوى القضائي بدأت اللجنة في تفعيل إجراءات مقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الدولية بتهمة إنتهاكها للقوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بمدينة القدس من خلال إجراءاتها لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في المدينة بما يدعم التوجه الأمريكي بشأن النقل السفارة لمدينة القدس".


اقرا أيضا: دول وشخصيات كبيرة تحذر من نية ترامب نقل السفارة للقدس


أما على المستوى الاقتصادي فقد وضعت اللجنة خطة "لمقاطعة المنتجات والسلع الإسرائيلية وكل الشركات الدولية التي ثبت تورطها في أعمال مشبوهة في مدينة القدس"، وعلى المستوى السياسي "يطالب المؤتمر زعماء الدول العربية بسحب المبادرة العربية للسلام التي لم تعد لها قيمة في ظل التجاهل الإسرائيلي والأمريكي لحقوق الفلسطينيين، بالإضافة لتحييد الموقف الأمريكي من عملية السلام كونه لم يعد طرفا نزيها وضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية".

وأضاف مشينش في حديث لـ"عربي21" سيتم "تفعيل الضغط الشعبي للتنديد بالقرار الأمريكي من خلال وقفات احتجاجات أمام السفارات الأمريكية في دول العالم للتعبير عن رفضهم لقرار نقل السفارة".

ونوه مشينش إلى "الأمانة العامة للمؤتمر تدعم موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتدعو كافة الدول العربية لتبني وجهة النظر التركية في موضوع القدس".

وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قد هدد واشنطن في اتخاذ أنقرة قرارا بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال نقلت السفارة الأمريكية لمدينة القدس معتبرا ذلك تجاوزا لكافة الخطوط الحمر.

فلسطينيو أمريكا

بدوره قال الناشط الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، فادي السلامين، إن أفضل خيار من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية  للرد على قرار ترامب بشأن نقل السفارة لمدينة القدس يتمثل في "توجيه الرأي العام الأمريكي لإفشال جهود الحزب الجمهوري الذي يتزعمه ترامب للفوز في الانتخابات التكميلية للكونجرس الأمريكي المقررة العام القادم".

 

اقرأ أيضا: غليان فلسطيني لقرار ترامب ودعوات لـ"جمعات غضب ونفير"


وأضاف السلامين في حديث لـ"عربي21" أن "الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة تعاني من عدم وجود مؤسسات أهلية فلسطينية تهتم بشؤونهم وهذا يعود بالدرجة الأولى لسياسة منظمة التحرير التي قامت بتهميش اللاجئيين الفلسطينيين في الخارج وهذا ما أدى تراجع دورهم في التأثير على القرار السياسي الفلسطيني".

فلسطينيو الدول العربية

 
إلى ذلك قال مدير الإعلام الإلكتروني في مؤسسة القدس الدولية ومقرها بيروت وسام محمد: إن "الحراك الشعبي الجماهيري العربي والفلسطيني جزء أساسي من الحراك الشامل لمواجهة مشروع ترمب، وأنه لا بد من تكامل الأدوار بين النظام الرسمي والشعبي لمواجهة الخطر مخطط نقل السفارة".


ودعا المحمد إلى "المشاركة في التحركات الاحتجاجية في المدن والعواصم العربية والإسلامية،  لا سيما حراك الجمعة القادم الذي سموه الفلسطينيون بـ جمعة السيادة للتأكيد على هوية المدينة العربية".


وأضاف محمد في حديث لـ"عربي21" : إن "النضال الفلسطيني الممتد منذ 100 عام لن يقبل بالتفريط بحقوقه وعاصمته القدس بشطريها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وإنّ أي إهدار لهذه الحقوق سيواجَه بموجة غضب عارمة تشبه تلك الثورات التي أطلقها الشعب الفلسطيني منذ عام 1920، لحماية هويته وحضارته".

التعليقات (0)