هل فقد السيسي دعم الإدارة الأمريكية؟ - أ ف ب (أرشيفية)
على مدار الأيام الماضية، واجه قائد الانقلاب بمصر، عبد الفتاح السيسي، عدة أزمات وتصريحات ومواقف وضعته في ورطة أمام الرأي العام العربي والعالمي والداخل المصري.
عقاب أمريكي
والخميس، قررت لجنة المساعدات الخارجية الفرعية بمجلس الشيوخ الأمريكي خفض المساعدات العسكرية لمصر (1.3 مليار دولار) بمقدار 300 مليون دولار لعام 2018، وتخفيض المعونة الاقتصادية (200 مليون دولار سنويا) بمقدار 37 مليون دولار، بسبب ما أسمته اللجنة "عدم احترام حقوق الإنسان"، بحسب موقع قناة الحرة الأمريكية.
والاثنين، دعا الكاتب الأمريكي دوج باندو؛ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لوقف دعمها لـ"وحشية وقمع" السيسي الذي كان أحد الرؤساء المفضلين لدى ترامب حتى الأسبوع الماضي (عندما قرر حجب قسم من المساعدات العسكرية). ووصف الكاتب السيسي، في مقال بمجلة "فوربس"، بـ"الديكتاتور الذي حول بلاده إلى سجن مفتوح".
والشهر الماضي قررت الإدارة الأمريكية وقف مساعدات لمصر مقدارها 95.7 مليون دولار، وتأجيل 195 مليون دولار أخرى.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة "واشنطن بوست" حينها: "أردنا أن نعبر عن عدم رضانا لعدم إحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان وقانون المنظمات الأهلية بمصر".
أحضان بوتين
والاثنين، التقى السيسي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة دول "بريكس" بالصين، ودعاه لحضور احتفال وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة النووية.
وجاء اللقاء على وقع أزمة خفض المساعدات الأمريكية، وإدارة الإدارة الأمريكة ظهرها لحليفها السيسي، بمحاولة من قائد الانقلاب للعودة مرة أخرى إلى أحضان الدب الروسي الذي تشهد علاقاته بالبيت الأبيض بعض التوتر، ما يكشف حالة التذبذب والحيرة في السياسة الخارجية المصرية بين واشنطن وموسكو، وفق مراقبين.
انتقادات حقوقية
والخميس، وصف موقع "اتش ار دبليو" الوضع الأمني في مصر بـ"المزري"، مشيرا إلى أن تعذيب الأجهزة الأمنية المعارضين وتراجع الحريات من شأنه تقليل فرص نجاح السيسي في الانتخابات الرئاسية في 2018.
والأربعاء، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ضباط وعناصر الشرطة والأمن الوطني في عهد السيسي، بتعذيب المعتقلين السياسيين بشكل روتيني بأساليب تشمل الضرب، والصعق بالكهرباء، ووضعيات مجهدة، وأحيانا الاغتصاب.
وقالت إن "التعذيب الواسع النطاق والمنهجي من قبل قوات الأمن قد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية".
موجة المنع
والخميس، حجبت سلطت الانقلاب موقع منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنية بحقوق الإنسان، بعد يوم من تقريرها الذي انتقد الملف الحقوقي للنظام العسكري.
والأحد، منعت سلطات الانقلاب طباعة النسخة الورقية من صحيفة "البوابة نيوز"، بعد تقرير للصحيفة انتقد عجز السلطات في القبض على وزير داخلية مبارك الهارب من حكم بالسجن سبع سنوات، حبيب العادلي.
ضربة قبطية
والجمعة الماضية، دعا بابا الأقباط، تواضروس الثاني، أستراليا لقبول اللجوء السياسي لـ20 أسرة مسيحية ترغب بترك مصر، معترفا بذلك بسوء أوضاع الأقباط في عهد السيسي، على الرغم من دعم تواضروس منذ انقلابه على الرئيس محمد مرسي، منتصف 2013.
سويسرا
والأحد، قال موقع "لاوتسيرنر تسايتونج" السويسري، إن النيابة السويسرية قررت إنهاء المساعدات القانونية لمصر؛ لتجاهل الجانب المصري الرد على الطلبات السويسرية حول قضية الأموال المهربة للمخلوع حسني مبارك، ما أخر استرداد 180 مليون فرانك سويسري.
ويوجد حوالي 430 مليون فرانك مجمدة بالبنوك السويسرية منذ 2011، على ذمة قضية أقامتها مصر ضد ستة مسؤولين مصريين، بينهم علاء وجمال مبارك، بتهمة الجريمة المنظمة وغسيل الأموال.
اختفاء التعديلات
والاثنين، نقلت صحيفة "الشروق" الموالية للنظام عن مصادر برلمانية قولها إن مجلس النواب لن يناقش أية تعديلات دستورية، رغم ما طرحته الآلة الإعلامية والأذرع السياسية والبرلمانية للسيسي عن التعديلات الدستورية، ومد فترة الرئاسة لست سنوات بدلا من أربع، فيما تحدث محللون عن دور غربي في رفض تلك التعديلات.
وقال البرلماني أسامة هيكل، المقرب من السيسي، إن "فتح مُدد الرئاسة يؤدي لعواقب وخيمة ويعرض البلاد لضغوط خارجية"، مشيرا لتجميد واشنطن جزءا من مساعداتها لمصر.
لعبة الإمارات وشفيق
والأربعاء، كشف المعارض الإماراتي وأستاذ العلاقات الدولية، سالم المنهالي، عن تردي علاقات السيسي وحكام الإمارات، وأن هؤلاء يستغلون الفريق أحمد شفيق، للضغط على السيسي لإرسال قوات مصرية لليمن دون مقابل.
وكتب المنهالي عبر "تويتر": "تقديري أن أبناء زايد يحاولون الآن دفع السيسي لإرسال قوات مصرية لليمن لمساندة قوات التحالف، لكنه يريد الثمن وهم لا يريدون الدفع، ويلوحون له بعصا أحمد شفيق والانتخابات الرئاسية".
فضائح بريكس
وصباح الاثنين، أثارت كلمة السيسي أمام قمة دول "بريكس" في الصين؛ سخرية واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما مع ظهوره وزوجته بإكسسورات من ماركات عالمية باهظة الثمن، ثم حديثه عن أن الزيادة السكانية هي سبب الأزمة الاقتصادية بمصر.
ومساء الاثنين، ظهر السيسي وهو يلبس ساعة (Harry winston) التي يقدر ثمنها بحوالي 200 ألف دولار وفقا لنشطاء، بينما كانت زوجته انتصار، تمسك بشنطة (Gucci) ثمنها 1500 دولار، بحسب الموقع الرسمي لماركة جوتشي.
والجمعة الماضية، وظهر السيسي، أثناء صلاة العيد بالإسكندرية، يرتدي خاتما ماركة "بريجيه كلاسيك روز جولد"، ثمنه 25 ألف دولار، وساعة "أوميجا" بقيمة 750 ألف جنيه، حسبما أكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي نفس القمة، وأثناء إلقاء السيسي كلمته، ظهر مدير مكتبه اللواء عباس كامل، متجاهلا خطاب قائد الانقلاب، وأدار ظهره للسيسي ملتقطا "سيلفي" يظهر فيه ظهر السيسي، وهو ما وثقته عدسات الكاميرات التلفزيونية، في لقطة أثارت سخرية المصريين.