ملفات وتقارير

في ظل تراجع شعبيته.. هل تنجح "اعزل رئيسك" بالإطاحة بالسيسي؟

أثارت الحملة تساؤلات حول مدى نجاحها في التأثير على المشهد السياسي- أ ف ب
أثارت الحملة تساؤلات حول مدى نجاحها في التأثير على المشهد السياسي- أ ف ب
أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حملة إلكترونية لجمع التوقيعات تحت اسم "اعزل رئيسك" تطالب بعزل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من منصبه، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد للبلاد.

وبدا واضحا أن هذه الحملة الجديدة تم استلهام فكرتها من حملة "تمرد" التي مهدت للانقلاب على الرئيس محمد مرسي وإطاحة الجيش به في تموز/ يوليو 2013، لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الحملة، كما لم يعرف، حتى الآن، من هم القائمون عليها.

وأثارت هذه الحملة، التي تم تدشينها قبل أسابيع من بدء إجراءات انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها منتصف العام المقبل، تساؤلات حول مدى نجاحها في التأثير على المشهد السياسي خاصة وأنها تأتي في ظل انخفاض حاد في شعبية السيسي، بحسب مراقبين.

أسباب ومطلب

وتضمنت استمارة الحملة جملة افتتاحية تقول: "لسه اللي سرقوا بلدنا موجودين وعايشين، والفقير بيموت من الجوع ومن نقص العلاج وفشل التعليم، حتى أرضك يا مصري باعوها، ولسه الخونة اللي حاكمين". 

وأضافت: "مفيش حاجة اتغيرت والأحوال أصبحت أسوأ من الماضي، لسه بتقول ثورتنا ملعونة وتنسى إنها اتسرقت، نحن نحلم بوطن أفضل لا يوجد به تجارة بدين ولا وطن ولا شهداء".

وذكرت الحملة سبعة أسباب تدعو لعزل السيسي، تمثلت في استمرار إهدار كرامة المصريين، إضافة إلى رفع النظام الدعم عن السلع والخدمات الأساسية وترك المواطن الفقير يواجه غلاء الأسعار، وانتشار الرشوة والفساد، وفشل النظام في حماية الأقباط من العمليات الإرهابية التي تستهدفهم، وقيام النظام بتهجير أهالي سيناء.

وعلى غرار حملة تمرد التي انطلقت قبل ثلاثة أشهر من الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، دعا مؤسسو الحملة المصريين إلى التوقيع على الاستمارة، بعبارة: "أعلن أنا الموقع أدناه، بكامل إرادتي، وبصفتي عضوا بالجمعية العمومية للشعب المصري، عزل الرئيس عبد الفتاح السيسي من منصبه، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة".

وطالبت الحملة بنشر الاستمارة بين صفوف الجماهير، سعيا لتحقيق مجتمع العدالة والكرامة الإنسانية، على حد قولها.

واختتم مؤسسو الحملة الاستمارة بعبارة تلمح إلى رفضهم لعودة جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم أو استمرار حكم العسكر، قائلين: "نحن نحلم بوطن أفضل لا يوجد به تجارة بدين ولا وطن ولا شهداء".

تحريك للماء الراكد

وتعليقا على هذه الحملة وتأثيرها على المشهد السياسي، قال المحامي الحقوقي إسلام مصطفى إنه يتوقع أن "تسفر هذه الحملة عن تحريك المياه الراكدة في مصر بعد موت الحياة السياسية إكلينيكيا بسبب سيطرة شخص واحد، وهو عبد الفتاح السيسي، على كل شيء داخل البلاد".

وأشار مصطفى، في تصريحات لـ"عربي21"، إلى "وجود حالة عامة من الإحباط تسيطر على الناس في الشارع، فمن يمارسون السياسة بشكلها الحقيقي يتم التنكيل بهم، وأصبحوا إما في السجون أو أُجبروا على العيش خارج البلاد في المنفى أو ممنوعون من التعبير عن آرائهم"، مضيفا أنه "حتى لو لم تنجح الحملة في التأثير على المشهد السياسي في الوقت الراهن فيكفي أن هذه المبادرة خرجت للنور في ظل حالة قمع غير مسبوق وتدهور كبير على كافة المستويات".

وتوقع إسلام مصطفى أن يتم إلقاء القبض على أعضاء هذه الحملة وتلفيق قضايا لهم كما حدث مع مئات النشطاء السياسيين قبلهم، مؤكدا أنه "على الرغم من فقدان النظام لجزء كبير من شعبيته إلا أنه ما زال يتعامل مع معارضيه بطريقة سيئة لأنه أصبح فاقدا للثقة في نفسه وفيمن حوله".

"لن تنجح"

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية عبد الخبير عطية إن أي مبادرة سياسية مثل حملة "اعزل رئيسك" سيكون مصيرها الفشل طالما افتقدت للتأييد الشعبي والوجود الحقيقي على أرض الواقع.

وأضاف عبد الخبير، لـ"عربي21"، أنه لا يتوقع نجاح هذه الحملة، على الرغم من صدق نواياها وأن من يقفون وراءها يُمارسون حقهم الطبيعي والدستوري في التعبير عن رأيهم، إلا أن المرحلة الحالية بما فيها من انتهاكات غير مسبوقة جعلت الناس يعزفون عن التحدث في الأمور السياسية خوفا من اتهامهم بالإرهاب أو تهديد الأمن القومي.

وأوضح أن الناس في الشارع يكرهون النظام ويتمنون تحسن أحوالهم، لكنهم في ذات الوقت يخشون التعبير عن رغباتهم أو المطالبة بعزل السيسي، لأنهم رأوا من سبقهم في هذا الطريق أصبحوا إما قتلوا أو تم إلقاؤهم في السجون.
التعليقات (1)
Ahmet
السبت، 26-08-2017 08:47 م
كان ادى المصريين فرصه للعيش بكرامه .فقد انتخب مرسي بشكل نزيه وكان المفروض تركه يحكم ويتم تقييم حكمه من خلال الانتخابات بعد 4 سنوات وكان المفروض تحييد الجيش وطرد كل من له علاقه بدوله العسكرالعميقه .اعتقد ان الوضع ليس بالسهل بحيث ممكن الاطاحه بالسيسي بسهوله وربما سينتظر المصريين 60 سنه اخرى لتغيير هذا النظام.