هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت الأحداث الأخيرة في فلسطين، وتحديدًا طوفان الأقصى، تحولًا نوعيًا في مواقف النخبة الفكرية والسياسية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية وإسرائيل، حيث لم يقتصر تأثيرها على الرأي العام المحلي بل امتد إلى المؤسسات الأكاديمية والثقافية والإعلامية، مع انعكاسات واضحة على السردية الدولية، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والمساءلة القانونية لإسرائيل في المحاكم الدولية، ما يعكس مرحلة جديدة من التحولات الاستراتيجية والسياسية التي قد يعاد تشكيلها على المدى المتوسط والبعيد.
يأتي كتاب "العدالة المعطَّلة: "غزة والإبادة الجماعية في ميزان القانون الدولي"، من تأليف الخبير القانوني د. محمود خالد الحنفي، وتقديم الخبير القانوني د. أنيس فوزي قاسم، في سياق بالغ الحساسية من تاريخ القضية الفلسطينية، حيث تتقاطع فيه المجازر الواسعة في قطاع غزة مع بنية قانونية دولية تزداد هشاشة، وتبدو عاجزة عن أداء دورها المفترض في حماية المدنيين، وردع الجرائم الدولية، ومحاسبة مرتكبيها. يمثّل الكتاب عملاً تحليلياً قانونياً وسياسياً، يقوم على التوثيق والحجاج، ويهدف إلى مساءلة النظام الدولي من داخل منظومته القانونية، لا من الخارج فقط. ويقدّم الكتاب رؤية شاملة ومتماسكة تجمع بين القانون والسياسة والواقع الميداني.
تعيش الدول العربية والإسلامية منذ عقود صراعًا فكريًا وسياسيًا بين التقاليد الدينية ومتطلبات الحداثة السياسية، خاصة بعد موجة الثورات الشعبية التي اجتاحت المنطقة بين 2010 و2011. هذا الصراع تجلى بشكل واضح في تونس، حيث أعادت الثورة تشكيل المشهد السياسي وفتحت المجال لنقاشات معمقة حول العلاقة بين الإسلام والديمقراطية، بين المرجعية الدينية وحقوق الإنسان، وبين الدولة والمواطنة.
يطرح الباحث مجال الجدل في الثقافة التونسية بصفته أحد العناصر المؤسِّسة للفكر الإصلاحي في البلاد خلال القرنين التاسع عشر وبداية العشرين. فيشير إلى أنه يرد مندمجًا في سياق اجتماعي وسياسي وفكري مضطرب شهد تجدّدًا في تصوّرات العلماء، مع نشوء مؤسسات تعلّمية وجمعيات أدبية وظهور وعي إصلاحي متقدّم. فقد ترسّخ تقليد طويل في المباحثة والمناظرة ظهر في الجامع الأعظم وامتدّ في المجال الثقافي الأوسع، فيه اعتمد العلماء نصوصًا من المنطق والكلام والأصول وتقعيدات الجدل. وتولّد عن ذلك رصيد ضخم من المؤلفات الحجاجية التي صنعت وجدان النخبة التونسية وأكّدت موقع الجدل داخل الحياة الفكرية.
توفي هرتزل 1904م، وهو في الرابعة والأربعين من عمره، ورغم هذا العمر القصير إلا أنه حفر اسمه لمئات الأعوام، فقد استطاع أن يكون بذرة تحقيق الحلم الذي أخفق طوال ثلاثة آلاف عام، وقد استشرف أن مؤتمر الحركة الصهيونية الأول هو بذرة الدولة التي ستقوم بعد خمس سنوات أو بعد خمسين عاما على الأكثر، وقد صح ظنه، فقد قامت بعد خمسين عاما بالفعل، وسجل في يومياته أن تأسيس الدولة يكمن في إرادة الشعب بإنشاء دولة، بل يكمن أيضا في إرادة فرد قوي قوة كافية.
تظل صفحات التاريخ سردًا غير مفهوم ولا مترابط، كالمعجم اللغوي، أو الدليل السياحي، أو قاعدة البيانات، إذا لم تستخلص منها الدروس و العبر التي تفسرها وتربط بينها.ولا ريب أن المعر كة حول بيت المقدس هي معركة دينية.
قدم الكاتب في دراسته رؤية مركبة تبين أن الصناعات التكنولوجية الإسرائيلية ليست مجرد قطاع اقتصادي متطور، بل هي منظومة أمنية ـ سياسية ـ أيديولوجية متشابكة، فهي من جهة تعد مصدراً رئيسياً للنمو والابتكار، ومن جهة أخرى تساهم في ترسيخ المشروع الاستعماري الصهيوني وتعزيز التفوق العسكري والأمني، بالتالي في الاطلاع على هذه الدراسة الشاملة تظهر أن فهم التكنولوجيا في السياق الإسرائيلي يتطلب النظر إليها كأداة اقتصادية وسياسية استعمارية في آن واحد.
كتاب "من أسرار سومر" عملٌ بحثيّ يتقصّى نشأة الحضارة السومرية ودلالاتها الدينية والمعرفية، فيربط، في فصوله الثلاثة "سومر حضارة وثقافة" و"الأصل الإلهي للدين السومري" و"الرمزية في ألواح سومر"، بين النصوص الأثرية والرؤى الدينية والأنثروبولوجية للبحث في أصول الوعي الإنساني.
يشكّل مفهوم "الحقيقة" ذروة الإشكال الفلسفي في مشروع عبد السلام الزبيدي، لأنه يضعه في قلب التحوّل الأكبر الذي أحدثته الرقمنة في البنية المعرفية للعالم. فالسؤال لم يعد: ما الحقيقة؟ وفق التقاليد الفلسفية العريقة، بل أصبح: من ينتج الحقيقة؟ وبأي آليات؟ ومن يملك سلطة تعريفها في زمن المدار المعلوماتي؟
لم يعد العالم الذي نعيش فيه نسخةً مطوّرة من الماضي، بل أفقًا معرفيًا جديدًا يتجاوز كل ما عرفه الإنسان من قبل. فمنذ أن دخلت البشرية عصر الرقمية، لم يَعُد السؤال الفلسفي يدور حول "كيف نستخدم التقنية؟" بل حول "كيف تُعيد التقنيةُ تشكيل إنسانيتنا؟". في هذا السياق، يظهر كتاب الدكتور عبد السلام الزبيدي "الذكاء والحقيقة في علاقة الإنسان بالمدار المعلوماتي" كمحاولة فلسفية جريئة لإعادة التفكير في موقع الإنسان داخل هذا التحول الكوني الذي تسير فيه المعلومة بسرعة تفوق قدرة الوعي على إدراك مساراتها.
يرى الفلالي أنَّ البناء المغاربي قضية لصيقة بالواقع الداخلي لكل مجتمع، وليست مشروعاً منفصلاً في برزخ المقاصد النظرية السخية. وما عطالتها الطويلة على مدى ستة عقود إلا بسبب معارضتها لواقع البناءات القطرية وتنزيلها منزلة المنافسة لممارسة السيادة.فالدعوة إلى بعث الاتحاد المغاربي في غياب القدر العادل من التجانس بين الشعوب في التحول الديمقراطي،
يلاحظ المرء، أنه إذا كان الخيَّاط الباريسي الشهير" فرانسيس سمالتو" هو الذي يحافظ على علاقة دائمة مع قادة المغرب العربي، لأنه يقدم لهم خبرته وذوقه في التفصيل والخياطة ، فإن الرجل السياسي الفرنسي يقف شاهدا ً على هشاشة الزمن الحاضر، حتى أن المغرب العربي بات لا يملك من أمل في الوحدة سوى "ظل أيديه" .
صدرت ورقة سياسات جديدة عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان "الخيارات العربية في مواجهة تحدّيات التغيّر في السلوك الأمني الإسرائيلي تجاه المنطقة"، أعدّها الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الأستاذ عاطف الجولاني، وتقدّم رؤية لمواجهة التحديات الناتجة عن التحوّلات الأخيرة في العقيدة الأمنية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية.
تميزت حياة الكُتّاب بالرقي والترف، فكان لهم لباس خاص ومجالس أدبية راقية لتبادل العلم والشعر والرسائل. واستخدموا الرسائل الإخوانية للتواصل الثقافي والاجتماعي، فشكلت مصدرًا مهمًا لتوثيق الحياة اليومية في بغداد، ورفعت مستوى النثر الفني. كما لعب الوزراء دورًا تكامليًا في دعم الكُتّاب والأدباء، فكانت مجالسهم ملتقى للمفكرين والشعراء، وعززوا تطور الشعر السياسي والمدائحي عبر الهبات والمكافآت، وهو ما يعكس تلاقي السلطة والثقافة في قلب الدولة العباسية (
يرى الرئيس ترامب أن إسرائيل هي الحليف الأول للولايات المتحدة، ولابد من العمل على تأمين مصالحها، وتدعيم أمنها القومي فالتعامل مع إسرائيل كأمر ثانوي، يجب ألا يستمر كما كان الحال في عهد أوباما وكلينتون. طبقًا لما أشار إليه ترامب فقد أعلن عن ثلاث نقاط يقدمها لإسرائيل خلال مؤتمر منظمة الإيباك: الإجراءات السابقة للتعامل مع إيران وردعها لدعم أمن إسرائيل القومي، ومعارضة التسوية بين إسرائيل وفلسطين، لأنها تفقد إسرائيل شرعيتها، وتكافئ الإرهاب الفلسطيني بدلاً من مواجهته، ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، والإعلان عن أن إسرائيل هي الدولة اليهودية، ورغبتهم في تضمينه في نص الاتفاق وإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بها كدولة اليهود وهو ما تم رفضه فلسطينياً.
ينطلق الكتاب من فرضية جريئة تتمثل في أن الدين، لا سيما الإسلام، لا يقتصر دوره على كونه موضوعًا للنقد، بل يمكن أن يكون فاعلًا نقديًا مستقلًا يمتلك أدواته الداخلية لمساءلة الواقع والسلطة والمجتمع وفق معايير أخلاقية وروحية. في مواجهة النظرة الغربية التي حصرّت النقد في حدود العقلانية العلمانية، يقدم أحمد رؤية مغايرة، تسعى إلى تفكيك المركزية الغربية وإعادة الاعتبار إلى التقاليد النقدية الإسلامية.