هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما يقوم به قائد الانقلاب من تصفية للمسار الانتقالي بتوافقاته المغشوشة وتدمير لهياكل الدولة الوهمية الواهية؛ هو أفضل الحلول الممكنة للحسم في مسار أعرج ستعيد الأجيال القادمة بناءه على أسس صلبة..
قال الناشر ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان سابقا، هشام قاسم، إن "هناك مجموعة من الأحزاب والشخصيات العامة المصرية المحسوبة على الفكر الليبرالي يعتزمون الإعلان عن تدشين (تيار ليبرالي جامع) خلال الفترة القليلة المقبلة"، مؤكدا أن "الجهود لا تزال متواصلة في هذا الصدد، وأنها ربما تكلل بالنجاح قريبا".
أليس من المناسب أن تعترف المعارضة بأنها تجري خلف المنظومة ولا تلحق بها، وأن تحركاتها تحولت إلى نوع من رفع العتب الذي ينتج اليأس ولا ينتج الأمل؟
هل فعلا ما يصدر عن قيس سعيد هو من إنتاجه كشخص بهويته العلمية وبنيته النفسية والذهنية؟ أم إن قيس سعيد هو "ظاهرة" تشترك في صناعتها عدة أطراف داخلية وخارجية، تمهيدا لشبح قادم يكون بمثابة "المنقذ" ويبقي على بعض "منجزات" سعيد التشريعية لضمان تأبيد استبداد ناعم يكون في نفس الوقت "منقذا" و"مُنفّذا"؟
هاجمت حركة النهضة التونسية، "نظام الانقلاب" في تونس، واتهمته بإشعال الأزمات في البلاد، معبرة عن رفضها لممارسات النظام الأخيرة، منها التحريض الذي يتعرض له الاتحاد العام للشغل، ومحاولة السيطرة على القضاء، وإحالة معارضين إلى محاكم عسكرية..
تصحيح المسار" في جوهره، هو خيارات حسابات النخب التونسيين تُرد على وجوههم، فالرئيس قيس سعيد لم يفعل أكثر من توظيف "الأزمة البنيوية"، والدفع بتناقضات منظومة الحكم وصرعاتها العبثية نحو الأقصى.
المطلوب اليوم، تصعيد ميداني من خلال تظاهرات لا تتوقف في مدينة حتى تظهر في أخرى، ووقفات احتجاجية، ومؤتمرات صحفية ولقاءات جماهيرية ونشاط صحفي على أعلى مستوى ممكن، وتفاعل مع تساؤلات الجمهور وآرائهم على صفحات التواصل الاجتماعي.
ليس قيس سعيّد وما يأتيه من تدمير لمسار الثورة التونسية مسؤوليته الفردية، بل نجح الرجل في تحيّن فرصة تاريخية وصعد على أنقاض صراعات النخب البائسة التي أكلت زمانها والتهمت زمان جيل الثورة، حبا في الزعامة وطمعا في الوجاهة الكاذبة...
الفرق بين مجنون ليلي (قيس بن الملوح) ومجنون تونس (قيس بن سعيد)، أن الأول أحب ليلي بصدق وأخلص لها وامتزجت روحه بروحها وضحى بحياته من أجل هذا العشق
إما أن يأتي الانقلابيون الذين اتضحت أسماؤهم وعناوينهم تحت سقف الدستور ويبنون شراكة مع الجميع (وفي مقدمتهم النهضة وائتلاف الكرامة)، ويضعون حدا لخطاب الاستئصال وممارسات الإقصاء، أو أن تتوقف جبهة الخلاص عن إنضاج الغلة ثم وضعها على مائدتهم (بواسطة اليد العاملة النهضوية) فلا يتركون للجبهة إلا غسل الأواني
أعلن مدير عام قناة مكملين الفضائية، أحمد الشناف، أن القناة ستعاود الانطلاق بشكل رسمي يوم الأحد المقبل من عواصم عالمية مختلفة (لم يحددها)، موضحا أن تلك الانطلاقة ستشمل في البداية ظهور الإعلاميين محمد ناصر، وأسامة جاويش، وطارق اللبان، ضمن الخريطة البرامجية الجديدة للقناة.
مشروع الجمهورية الجديدة يشبه إلى حد بعيد جمهورية معمر القذافي الفاشلة، وإنه لمن المستهجن أن يعود قيس سعيد بالبلاد إلى الوراء حيث الدكتاتورية المقيتة والتعسف؛ فمن خلال هذه المنظومة التي يسعى المنقلب لتطبيقها على الواقع سيكون للرئيس صلاحيات غير محدودة
موقف الرئيس خلال حملته الانتخابية وفي الفترة الأولى من توليه الرئاسة ضربا من "التزييف العميق" (Deepfake)، لكن ليس في المستوى التقني، بل في المستوى السياسي. فقد جاءت الأحداث لتؤكد أن موقف الرئيس من التطبيع لم يكن إلا موقفا انتخابيا دعائيا، لا علاقة له بأية قناعات فكرية.
لن يخرج المنوال التونسي عن تاريخ المنوالات العربية نموذجا لإخضاع القضاء وتركيع سلطته وترهيب أهله لإزاحة آخر العراقيل أمام حكم الفرد المطلق..
كان من المفترض في الـ 8 من يونيو/ حزيران أن يغادر رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي منصبه لصالح الرئيس الجديد المنتخب وفق دستور 2014، بعد قضاء فترتين رئاسيتين متتاليتين مدة كل واحدة منهما أربع سنوات.
إذا عجز قيس سعيد عن تحقيق أهدافه الخاصة بالطرائق الناعمة المتخفية بالقانون والشرعية والمشروعية وإرادة الشعب، فليس مستبعدا لجوؤه الى أساليب سيئة لتغفين المشهد وإدخال البلاد في منطقة الفوضى، حيث تكون أساليب العنف "مبررة"، وحيث يكون سعيد "منتصرا" أو "شهيدا" وهو ما يردده دائما