لم يكن الأمر بحاجة إلى تحميل حوار السفير أحمد القطان أكثر مما يحتمل للتوصل إلى أن العلاقات المصرية السعودية صارت فاترة إلى درجة البرودة، أكثر من أي وقت مضى!
القانون في حال اقراره قد ضرب عصفورين بحجر، فمن ناحية مثّل رافداً لجمع الجبايات من الناس، فلا يوجد أمام السيسي من سبيل إلا أن يضع يده في جيوب المصريين للاستيلاء على ما فيها، و"التفنن" في ذلك، ومن ناحية أخرى حتى يدغدغ به المشاعر الجياشة للخواجة بايدن
بعد الثورة كان هناك كثيرون قدموا أنفسهم على أنهم مصريون يعملون في الخارج، وفي دول غربية، ويبدون استعدادهم لتمويل صحف وأحزاب، وبدا لي أنهم يستكشفون الأجواء ويدرسون الحالة، ولم أنشغل وقتئذ بسؤال من وراء هؤلاء؟!
يعد من الغباء الاعتقاد أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستسقط نظام السيسي بالقوة ولو بقي في موقعه أبد الدهر، لكنها ستضغط عليه في ملف الحريات بدون خوف من البديل الديني كما كان الأمر بالنسبة لمبارك!
وكأن مصر تتمتع بحرية إعلامية تسمح بهذا التفاوت في الأداء عند تناول المصالحة القطرية مع دول الحصار، فيشيد بهذه الخطوة عمرو أديب، وتامر أمين، ويعارضها بقسوة أحمد موسى، الذي بدا كزعيم من زعماء جبهة الصمود والتصدي!
لم يكد خبر وفاة الكاتب والسيناريست المصري "وحيد حامد" يعلن على الملأ، حتى كنا على موعد جديد مع واحدة من إفرازات حالة الاستقطاب السياسي، التي بدأ بهذه الحدة بعد الثورة، وكان الثوار قبلها أمة واحدة، يسعى في ذمة أدناهم وهم يد على من سواهم
ترامب يعلم توجه بايدن تجاه دكتاتوره المفضل في القاهرة، فأراد بهذا الموقف من المعونة العسكرية أن يقطع الطريق عليه، فلا يكون أي دور يقوم به ضده له قيمة كبيرة، وكذلك فعل في كل الملفات الأخرى ومن الصين، إلى تركيا، وبدرجة أقل روسيا
الهاجس الذي يسيطر على الجنرال دائماً، أن هامش الحرية الذي كان في عهد مبارك في سنوات حكمه الأخيرة هو الذي أغرى المصريين بالثورة والخروج عليه، ومن هنا قرر أن يحكم بالحديد والنار