مهما يكن، فالرجل الذي قضى حياته متنقلا بين سجن وسجن، وعدد المرات التي قضاها في بيته قد يكون مساوياً لعدد سنوات سجنه، ليس غريباً أن يموت هذه الميتة التي ترفع الذكر وتحجز لصاحبها مكاناً متقدماً في صفحات التاريخ
إن أزمة تونس الثورة كأزمة مصر، فالثوار ليسوا على قلب رجل واحد، ومن بين الائتلافات التي شاركت في الثورة في مصر من في حكم من نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فالعداء للتيار الديني دفعها للانتحار، والأمر نفسه في تونس..
إن أصحاب القلوب الرحيمة، التي أفزعها مشهد السيف في يدي خطيب "آيا صوفيا"، يعيشون في كنف مولاهم محمد بن سلمان الذي استخدم المنشار في تقطيع أحد معارضيه، فليسوا هم من يتحدثون عن نبل، أو سماحة!
ليست هذه السطور في رثاء "صديق العمر" الصحفي المصري الراحل محمد منير؛ فقد كتبتها وهو على قيد الحياة، عندما تم اعتقاله، وبينما أنا في نهايتها تلقيت خبر الإفراج عنه، قبل أن يعود إلى سجن جديد، في مستشفى العجوزة، لإصابته بفيروس كورونا
إننا نحمد الله أن أهل بيزنطة في الأصل ذيول للحكم السعودي، ولا يمكنهم إغضابه، إذ لولا ذلك، لاعتبروا فتح مكة غزواً، وطالبوا بناء على ذلك بعودة الكعبة إلى المشركين عبدة الأوثان!
الحكام الطغاة يستغلون دائما الحروب في المزيد من السيطرة، وفي تبرير استبدادهم وطغيانهم وتغييبهم للديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير واختيار من يحكمها
لقد تعاملت أبواق النظام على أن الشكوى لمجلس الأمن هي خطوة جريئة، وتمثل ضماناً للحقوق التاريخية، وإلزاما لإثيوبيا بالامتثال لصوت العقل والحكمة، مع أن نظامهم سبق له وأن تقدم بشكوى لمجلس الأمن، فلم تعد حقاً ولم تخف خصماً ولم ترتب أوضاعاً..
كثيراً ما طرح هذا السؤال عن شخصيات بعينها في السنوات الأخيرة، والتي تمارس المعارضة أو النقد من داخل البلاد، فيبدو طرحها كما لو كان قد ذكر السلطة بضرورة الإجابة عليها. ومن هنا كنت أضيق ذرعاً بهذا السؤال في حالة محمد منير..
إذا كان السيسي هو الطبعة الأكثر رداءة من الحكام العسكريين، فإنه مع هذا لا يتسم بواحدة من الصفات التي تميزهم عن غيرهم، وهي الحماس لخوض المعارك والتهور في الاندفاع إليها، والهروب من الفشل إلى المعارك الحربية، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وحيث يستوجب وطنياً الالتفاف حول القائد
ربما فوجئ كثيرون بما قاله مندوب إسرائيل الدائم في مجلس الأمن، من أن إيران خالفت القرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى ليبيا، وأكد على إرسالها أسلحة إلى خليفة حفتر. كما تبين أن من ضمن مليشيات الجنرال الليبي، مليشيات شيعية
الأزمة في الإحساس الذي يتملك السيسي بأنه أعلم أهل زمانه، وأنه فلتة جيله، ومفكر عصره، وأذكى إخوته، وأنه القائد الملهم، والنبي الذي هو من أولي العزم من الرسل
لا ذكر لإسرائيل الدولة أو الجيش عند احتفال السيسي، فيبدو كما لو كان انتصارا على النفس الأمّارة بالسوء، ولولا أن الحاكم العسكري يعتمد هذا النصر للتأكيد على أحقية الجيش في الحكم، بعد اختزاله في شخصه هو، لما كلف خاطره لكتابة منشور مليء بالأخطاء الإملائية كما حدث يوم العاشر من رمضان هذا العام!