أكدنا مرارا وتكرار أن هذه المنظومة الانقلابية لم تعد ترى في المجتمع إلا ما تريد أن تراه، وأن ما لا يدخل في اهتمامها تغفله أو تتناساه، إنه شعار ذلك النظام حينما يتخير أحداثا ويحتفل بها وحينما يهمل أحداثا فيتركها خلف ظهره، ولكنه لا ينسى أبدا كيف يستفيد من هذا وذاك في شرعنة نظامه المغتصب واضفاء شر
أي ملحمة تلك الذي يتحدث عنها المسؤول عن الخارجية المصرية وأي أداء هذا الذي تدنى وشكل هذا الهتاف أسوء غلاف تنتهي به هذه "الملحمة المزعومة" بالقول بحياة فرنسا بلغة ركيكة خاطئة وسقوط قطر بصوت عال جهوري.
قد يطول بنا الكلام حول دولة السيسي ومواصفاتها وحول ضرورة أن نؤسس لدولة الناس في مواجهة دولة السيسي التي لا تقيم وزنا لإنسان ولا تقيم اعتبارا لكرامة أو أي أمر يتعلق بالحقوق، ولكن نختتم هذه السلسلة بتلك المقالة حول مواصفات دولة السيسي ومواصفات دولة الناس.
وردت أخبار كلها تشير إلى الحالة الانقلابية التي تجسدت في نظام الثالث من تموز/ يوليو التي لا تجد من سبيل لاستقرارها سوى أن تمارس حلا أمنيا يستند إلى عقلية حكم فاشي، وطريقة بوليسية في تسيير الأمور.
إن رفضنا نظرية المؤامرة لا يعني إنكار وجود الآخر المتآمر، ولكن المرفوض هو استخدام هذا الآخر لتبرير أخطائنا، وإطلاق الأحكام والتعميمات دون أدلة وحقائق أكيدة.
تأتي الأحداث لتحرك الشجون والمواجع بعد الانقلاب الفاجر الذي قام به السيسي في الثالث من تموز/ يوليو، مدعيا أن هذا ليس إلا ثورة جديدة، محاولا بشكل أو بآخر أن يجعل من 30 يونيو بوابة لانقلاب الثالث من يوليو.
يكشف الحادث الأخير الذي اصطدم فيه قطاران، ووقع فيه الضحايا والجرحى، عن مسألة خطيرة، قل من يفطن إليها، ذلك أن على رأس جهاز السكك الحديدية عُين منذ فترة لواء من الجيش، وكانت الرسالة آنذاك تعبر عن أن هؤلاء المدنيين الذين يقودون جهاز السكك الحديدية ليسوا على قدر من الجدية الواجبة.
بعد مرور عام على افتتاح ما أسماه إعلام الإفك التابع للسيسي بمشروع قناة السويس الجديدة، مر هذا الأمر وكأنهم يريدون هذه المرة أن يقوموا بتغطية لهذا الأمر الذي أفرطوا في وصفه، وبدت كل العناوين في الصحف تدور حول "مصر تحتفل"..
جزيرة الوراق.. مسرح معركة تشهد صراعا يختلط فيه القانوني بالسياسي والتجاري، ونرى مشهد التنازع بين حقوق المواطن البسيط والسلطة المتغولة، السلطات قررت إزالة المنازل على جزيرة الوراق بدعوى إقامتها على أراض للدولة.
يا هؤلاء ملعونون أنتم حينما تصنعون تلك الصورة البائسة لجيش مصر ثم تتحدثون بعد ذلك عن وطنية زائفة وأنتم لا تبحثون إلا عن مد سلطانكم إلى مساحات في السياسة ليست لكم، وساحات في الاقتصاد لم تكن أبدا ملككم، ملعونون.
من القضايا الخطيرة التي تتعلق بالأمة أن يكون هناك فريقا يحاول ليس فقط الانتقاص من المقاومة الحقيقة في الأمة، ولكنه يسهم في ترويج الاتهامات وتجريم أفعال المقاومة في محاولة منه لتمرير مصالح الحفاظ على كرسيه في الحكم وحماية شبكات استبداده ي داخل الوطن، فإن أخطر ما يكون أن نجد من بني جلدتنا من يزلقون مق