* زيارة هنية للقاهرة ساهمت في تصحيح المفاهيم
* المصالحة تنتظر شرارة البدء من الرئيس عباس
* لا جديد بخصوص الشبان المختطفين في مصر
* لا عروض إسرائيلية حول الجنود الإسرائيليين الأسرى
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، النائب في المجلس التشريعي
الفلسطيني، صلاح البردويل، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد قطاع
غزة "عمل استفزازي، مشيرا إلى أن "إسرائيل تحاول أن تستدرج قطاع غزة لتصعيد أكبر".
من جهة أخرى، نفى البردويل في مقابلة مع "عربي21" تلقي حركته أي عروض إسرائيلية بشأن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركته.
وحول زيارة القيادي البارز في الحركة، إسماعيل هنية، إلى مصر مؤخرا، قال البردويل: "أهم ما في هذه الزيارة الأخيرة أنها عملت على تصحيح المفاهيم، ووضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بالعلاقة التاريخية مع مصر"، متهما "بعض الجهات الإعلامية والاستخباراتية الفلسطينية والاحتلال إلى السعي لزيادة توتير الأجواء بين حماس ومصر".
ولفت القيادي في "حماس" إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة جعل من القطاع "جزيرة مطوقة من كل الاتجاهات، ولم يعد هناك متنفس لغزة سوى مصر".
وأكد أنه لا جديد بخصوص الشبان الفلسطينيين الأربعة المختطفين في مصر منذ تاريخ 19 آب/ أغسطس 2015 خلال سفرهم عبر معبر رفح البري.
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أكد البردويل في حواره مع "عربي21" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو من "يعطل المصالحة، التي تحتاج إلى شرارة البدء من عباس"، كما قال.
وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تنظر حماس للتصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة؟
- هو عمل استفزازي، واستعراض للقوة، وجس نبض لصبر المقاومة الفلسطينية. وهذا التصعيد الإسرائيلي إما أن يكون محسوبا لتسجيل نقاط، وإما أن يكون محاولة لاستدراج قطاع غزة لتصعيد أكبر. حتى هذه اللحظة المقاومة ملتزمة بالوضع الراهن، والتهدئة مع العدو، لكن يُخشى إذا استمر هذا الوضع أن يذوق العدو من الكأس ذاتها التي يحاول أن يجرعها لأبناء شعبنا الفلسطيني.
* ما هي آخر العروض الإسرائيلية بشأن جنودها الأسرى لدى حماس؟
- لا جديد فيما يتعلق بموضع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، ولا علم لنا بصفقات، لا قديمة ولا جديدة.
* ما هي طبيعة العلاقة بين مصر وقطاع غزة الذي تديره حركة حماس ؟
- العلاقات الفلسطينية المصرية ينبغي لها أن تكون جيدة، والاستثناء هو أن تتوتر أو تتعثر، ولا سيما مع قطاع غزة الذي يتميز بارتباط عضوي على مر التاريخ بمصر، وزاد هذا الارتباط بعد الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الحادي عشر على التوالي، والذي جعل من القطاع جزيرة مطوقة من كل الاتجاهات، ولم يعد هناك متنفس لغزة سوى مصر، على مستوى التنقل والحركة والتجارة، وعلى المستوى السياسي أيضا. ويرجع توتر العلاقة بين غزة والقاهرة إلى تقديرات وأسباب رأتها الجهات الأمنية المصرية تتعلق بأمنها.
* ماذا أنجزت زيارة هنية الأخيرة للقاهرة؟
- أهم ما في هذه الزيارة أنها عملت على تصحيح المفاهيم، ووضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بالعلاقة التاريخية مع مصر. ونحن في حركة حماس أكدنا أننا لا نتدخل في الشأن الداخلي المصري، وليس لغزة أو حماس أي علاقة بما يجري من توترات أمنية في سيناء. ونحن نعمل على الحفاظ على حدودنا مع مصر بشكل كبير، ولا نريد لمصر إلا كل الخير، في الوقت الذي عملت بعض الجهات الإعلامية والاستخباراتية الفلسطينية في رام الله، إضافة للجانب الإسرائيلي، على زيادة توتير الأجواء (بين حماس ومصر)، وهو ما تسبب بهذا الجفاف في العلاقة، إلى حد تضررت منه مصالح شعبنا الفلسطيني بشكل كبير جدا.
وعملت الزيارات المتعددة على بسط كافة القضايا على طاولة البحث دون مواربة، وأن تؤسس لمزيد من العلاقة الواضحة التي لا تقوم على الشك أو الادعاءات أو التخوين من طرف ضد طرف آخر، وشعرت حماس خلال لقاء أبو العبد (هنية) بالإخوة المصريين أن هناك تقبلا لوجهة نظرنا، حيث يبنى على هذه المحادثات الشفافة تطوير فيما يتعلق بتسهيل دخول بعض السلع التجارية عبر معبر رفح البري.
* ما هي أهم التفاهمات التي تم التوصل إليها؟
- هناك تفاهمات جرى التوصل إليها، والنتائج ستظهر قريبا على أرض الواقع، من خلال زيادة عدد مرات فتح معبر رفح وزيادة التبادل التجاري بين غزة ومصر. أما على مستوى الكهرباء، فسيتم إصلاح الخطوط وصيانتها بشكل مستمر، أو التفكير في إنشاء محطة توليد للكهرباء، ولمسنا تجاوبا في اللقاءات ولهجة جيدة في الحديث.
* وماذا أنجزت زيارة الوفد الأمني الفلسطيني لمصر عقب عودة هنية؟
- الزيارة التي تمت مرضية، ولكن ليست هناك تفاصيل يمكن الحديث عنها في هذا الوقت.
* هل من جديد بخصوص الشبان الفلسطينيين الأربعة المختطفين في مصر؟
لا جديد في هذا الجانب.
* هل سعت القاهرة إلى تقارب حماس مع القيادي في فتح محمد دحلان؟
- لم يكن هناك أي لقاءات أو مشاورات مع دحلان، وحركة فتح لها قيادتها وقوانينها، وحماس ليست معنية بالدخول في تجاذباتها الداخلية الآن، ولكن على قاعدة أن أي مساهمة لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، فإن حماس ستنظر لها بكل إيجابية، سواء كانت من عباس أو دحلان أو من القاهرة أو أي جهة أخرى.
* دعا القيادي في فتح، عزام الأحمد، حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ماذا تعني لكم هذه الدعوة؟
- هذه التصريحات اجترار لحديث منته فيما يتعلق بالاتفاقات. نحن لدينا اتفاقات مصالحة أكدنا عليها أكثر من مرة في القاهرة والدوحة وغزة، يحتاج كل بند من بنودها من أجل تنفيذه قرارا من الرئيس محمود عباس؛ فتشكيل حكومة وحدة وطنية يحتاج لإصدار الرئيس مرسوما رئاسيا لبدء المشاورات في تشكيل تلك الحكومة. وهذا المرسوم لم يصدر حتى الآن، وهو ما يؤكد أن عباس هو من يعطل تشكيل تلك الحكومة.
أما اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، فيتم بدعوة يصدرها الرئيس، وإلى الآن لم تصدر، وبذلك يعطل هذا البند أيضا. والأمر ذاته ينسحب على انعقاد دورة جديدة للمجلس التشريعي الفلسطيني، وبذلك يتأكد أن كل عناصر عملية وملفات المصالحة الفلسطينية تحتاج إلى شرارة البدء من الرئيس عباس، كما ورد في الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع حركة فتح، وهو حتى الآن لم يصدر تلك الأوامر أو المراسيم الرئاسية، وبالتالي المصالحة لا تحتاج إلى اجترار الكلام أو تحميل المسؤوليات، وإنما يحتاج تنفيذها إلى تولي الرئيس إصدار المراسيم الخاصة بذلك.
وما يصدر عن عزام الأحمد هو تلاعب بأعصاب أبناء شعبنا الفلسطيني، وهو يعلم جيدا أن الاتفاق على حكومة وحدة وطنية تم في الدوحة. وهو يسعى من خلال تصريحاته المتكررة إلى ملء فضاءات الإعلام؛ لإثبات الوجود أنه لا يزال حيا.