سياسة عربية

الغضب المسيحي ينذر السيسي: لو مش قدّ حكمها ارحل (فيديو)

إعلاميون موالون للسيسي اعتبروا تلك التصريحات خطيرة للغاية- أرشيفية
لم تكن الإهانة الشديدة التي تعرَّض لها الإعلاميون الموالون لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، على يد مسيحيين محتجين؛ سوى مظهر واحد من مظاهر "الغضب المسيحي"، الذي طال نظام حكمه، جرَّاء الانفجار الذي ضرب الكنيسة البطرسية، صباح الأحد، وأسفر عن مقتل 25 شخصا، وإصابة 49 آخرين بجروح.

"مش قدّ حكمها يسيبها" 

فقد لامس الغضب المسيحي "السيسي" شخصيا، عبر هتافات رددها من قبل ثوار 25 يناير 2011، ورددها الشباب المسيحي الغاضب، الأحد: "طول ما الدم المصري رخيص.. يسقط يسقط أي رئيس".

ووصل هذا الغضب مبلغه بمطالبة شباب مسيحيين بأن يرحل السيسي نفسه عن حكم مصر، "لو مش عارف يحكمها، ويحمي الموطنين من الإرهاب"، وفق وصفهم. 

وبحسب مقطع فيديو، قال هؤلاء أحد الشباب: "الرجل ده كان عسكري في الجيش.. إزاي يحصل ده".
وقال ثان: "الداخلية ليها "إنَّ"(أي مصلحة) فيها (في الانفجار)".

بينما قال ثالث، مومئا إلى السيسي: "مش قدّ حكمها (أي مصر) يسيبها.. لا أمن،  ولا اقتصاد، ولا أي حاجة". وأيده الشباب المحيطون به.

وعن الخوف من الوصول لمرحلة الحرب الأهلية، قال شاب رابع: "هيوصلونا لهذه المرحلة.. هو فاضل إيه". 

وعلق الثالث: "علشان أنا وأنت اللي بنموت.. اللي هم الشعب.. ما نفرقش معاهم (أي السلطة) في حاجة". 



مسيحي يطالب بحراسة مسيحية للكنيسة

وأعرب مواطن مسيحي ثان عن عدم اقتناعه بقدرة السيسي على حماية الكنائس المصرية

فناشد سعيد سعد فهمي، أحد المحتجين المسيحيين، البابا تواضروس الثاني، تأمين الكنائس بفرض قوات حراسة مسيحية خاصة من قبل الكنيسة لحراستها، ودعمها بأجهزة تفتيش ذاتي، وجهاز كشف المتفجرات "إكس راي".

وأضاف، بحسب موقع "مصر العربية" أنَّ الكنيسة لابد أن تضع رجال أمن من أبنائها يخافون عليها، ويحمونها، مضيفا: "لازم أخاف على أمي، وأختي، وأولادي".



قطع الطريق أمام الكاتدرائية


ولم يتوقف الغضب المسيحي لليوم الثاني عن التعبير عن نفسه. وقام مئات المحتشدين أمام الكاتدرائية، مساء الأحد، بقطع الطريق لحركة المرور، وطالبوا بالقصاص لضحايا التفجير، واعتدوا على إحدى السيارات الخاصة (الملاكي)، التي حاولت عبور الشارع الموازي للكاتدرائية.



الإبراشي: الخطر يهدد كتلة 30 يونيو


ورأى إعلاميون موالون للسيسي، أن الهتافات والمطالب والاحتجاجات المسيحية السابقة، خطيرة للغاية.

وعبَّر وائل الإبراشي، في برنامجه "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم"، مساء الأحد، عن ذلك، فقال: "أوعوا تتجاهلوا الهتافات الغاضبة.. أوعوا تتجاهلوا منع عدد كبير من المسؤولين من دخول الكنيسة.. أوعوا تتجاهلوا صيحات الغضب التي لم تكن موجهة فقط ضد الإرهاب والإرهابيين، وإنما ضد المسؤولين (يقصد السيسي) ومؤسسات مختلفة في الدولة (يقصد وزارة داخليته)"، مشيرا إلى أن وتيرة العمليات الإرهابية زادت بشكل كبير في العاصمة خاصة.

وصرَّح الإبراشي بأنه: "لأول مرة نشعر بالخطر على كتلة 30 يونية (التي قامت بالانقلاب الدموي)"، مطالبا الدولة (نظام السيسي) بالتوقف أمام حادثة التفجير، وأن تبدأ في معاجلة الأخطاء الأمنية والسياسية والتشريعية كافة.

وشدَّد على أن "الأخطاء التي وقعت فيها الدولة (حكم السيسي)، وتسببت في حادث تفجير الكنيسة، جعلت أهالي الضحايا يشعرون لأول مرة بالخطر على تماسك كتلة 30 يونية، وظهر ذلك من خلال هتافات غاضبة واضحة"، وفق قوله.



رسالة ضرب إعلاميي السيسي

وتعليقا على منع الإعلاميين الموالين لسلطات الانقلاب (أحمد موسى ولميس الحديدي وريهام سعيد)، من التواجد بالكاتدرائية، اعتبر خبراء إعلام ومدونون ما حدث "رسالة شعبية بأن هؤلاء لا مصداقية ولا تأثير لهم، حتى لدى المكون المسيحي في الانقلاب العسكري".

فقال المخرج والكاتب إسلام أمين في تدوينة بموقع "فيسبوك": "ده مش مؤشر بس على رفض إعلام النظام، ده مؤشر على احتقان خطير، ورفض لوسائل الإعلام، وأجهزة الدعاية الرسمية، في مقابل الترحيب بتصوير الموبايلات والناشطين والمحتجين للنشر على "فيسبوك" والـ live streaming".

وأضاف: "الناس تقريبا قرفت من التليفزيون (يقصد المصري)، وبتتعامل بعدوانية شديدة ضده كجهاز وخطاب وسلطة، وثورتهم عليه عارمة".

عيسى: "امتداد للفشل الأمني منذ 2010"

وتعليقا على التفجير، هاجم الإعلامي إبراهيم عيسى، السيسي، مبديا تعاطفه مع "الغضب المسيحي"، مستخدما تعبير "الدولة"، بدل "السيسي"، في معرض هجومه على ما اعتبره "فشلا أمنيا".

فقال، في برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس"، مساء الأحد: "إن دولة 2010 لم تختلف عن دولة 2016، فما الفارق بين حادثة تفجير "القديسين" وتفجير الكنيسة البطرسية؟".

وتابع: "هذا الحادث دليل واضح على امتداد الفشل الأمني منذ حادثة تفجير كنيسة القديسين، وحتى اليوم".



تواضروس يلجأ للتهدئة

في المقابل، لجأ كبار قادة الكنيسة إلى تهدئة المسيحيين الغاضبين.

وفي أول ظهور إعلامي لبابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، بعد التفجير، شكر الأخير، المشاعر الطيبة للدولة التي "تظلنا كلنا كمصريين"، مطالبا المسيحيين بأن تكون مشاعرهم "منظمة"، بحسب وصفه.



وزير الداخلية يتصل بالبابا لأول مرة

وكان وزير الداخلية، مجدي عبدالغفار، بدلا من الاكتفاء بالاتصال والتواصل مع رئيس الدولة، في مثل هذه الحالة، فقد حرص على الاتصال الهاتفي بالبابا تواضروس، بمجرد عودة الأخير من اليونان، التي قطع زيارته لها، وقدَّم التعزية له، ووعده بالعمل على "سرعة ضبط الإرهابيين".

التفجير يسيطر على صحف الاثنين

هذا، وهيمن حادث التفجير على مانشيتات الصحف المصرية الصادرة الاثنين. 

فقالت "الأهرام": "الإرهاب الغادر يضرب الكنيسة البطرسية". وقالت "المصري اليوم": "الإرهاب يغتال 25 مصريا أثناء الصلاة".

ومن جهتها، قالت "الشروق": "دماء على باب الكاتدرائية"، بينما قالت "الوطن": "الإرهاب الكافر يقتل المصريين في صلواتهم".