أبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي اندهاشهم من تنظيم وزارة الأوقاف
المصرية احتفالها الذي حمل اسم الاحتفال بليلة القدر، لأول مرة في تاريخها، نهارا، صباح الأربعاء، بدلا من تنظيم الاحتفال، كما كان مقررا له، مساء اليوم نفسه، الذي يوافق ليلة الخامس والعشرين من رمضان.
وزادت دهشة النشطاء نظرا لأن رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي لجأ إلى المداراة على ذلك بإعلان مؤسسة الرئاسة مشاركته في حفل إفطار الأسرة المصرية، الذي تقيمه المؤسسة، مساء اليوم نفسه (الأربعاء)، بحضور عدد من الشخصيات العامة والسياسيين والمفكرين، بحسب الإعلان.
ورجح مراقبون أن التخوف الأمني هو الذي عجل باحتفال السيسي بليلة القدر نهارا، بدلا من ليلتها، التي توافق الثلاثين من يونيو، التي قررت الحكومة أن يكون يومها، الخميس، إجازة رسمية، بمناسبة الذكرى الثالثة لمظاهرات 30 يونيو 2013، التي يطلق عليها إعلام النظام وصف "الثورة"، وما يغلب على الليلة ويومها من استعدادات أمنية مكثفة، يشارك فيها قرابة 220 ألف فرد أمن، بحسب صحيفة "الفجر"، مما أدى إلى دمج الاحتفال بالليلة ومأدبة الإفطار في يوم واحد.
السيسي يفسر القرآن: ناس وسطنا يعبثون بأمن الدولة
وفي الخطاب الذي ألقاه، جذب النظر تفسير السيسي للآية القرآنية الكريمة: "وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ". (الأنفال).
وقال السيسي: "كنت أقف كثيرا عند قوله تعالى: وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ".
وأضاف: "ماشي.. عارفين عدو الله، وعارفين عدونا... لكن "وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ".. مين الآخرين؟".
وأردف: "لقيت الآخرين أنه لمَّا الأمة أو الدولة تضعف يطلع ناس من وسطينا من غير ترتيب يطلعوا يعبثوا بأمن الدولة، ويفسدوا فيها"، مضيفا: "اللي مانعهم سلطان وهيبة الدولة".
مقارنة بين احتفالي مرسي والسيسي بليلة القدر
إلى ذلك قارن نشطاء بين خطاب السيسي في الاحتفال بليلة القدر واحتفال الرئيس محمد مرسي، الذي يقضي ثاني رمضان له في السجن بعد ثورة 25 يناير 2011.
وأعاد النشطاء نشر فيديو تم به في رمضان من العام الماضي للفارق بين دعاء "مرسي" و"السيسي" في ليلة القدر تحت اسم :" في دقيقتين .. شاهد الفرق بين دعاء الرئيس المعزول مرسي والسيسي في ليلة 27 رمضان".
وحسبما قال النشطاء، ظهر الرئيس مرسي كالأب الحنون الذي يوصي الأبناء الكبار، وهم الأغنياء، على أبنائه الصغار، وهم الفقراء، وبين قائد الانقلاب العسكري، الذي طالب في خطابه بالتبرع لصندوق "تحيا مصر".
وجاءت احتفالية مرسي بليلة القدر في 12 آب/ أغسطس 2012، وتحدث فيها "مرسي" طوال خطابه باللغة العربية الفصحى.
وبالنسبة للحضور خلت الاحتفالية من تواجد قيادات الجيش، لأن مرسي أصدر في ذلك اليوم، قراره بإحالة المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع، ونائبه الفريق سامي عنان، للتقاعد.
وتحدث "مرسي" في خطابه، أيضا عن الاستقرار والأمن والأمان والنهضة والتنمية، بينما حرص "السيسي"، على توبيخ المسلمين وتوجيه الاتهامات إليهم بالمسؤولية عن القتل والتخريب عبر العالم، في حين خاطب مرسي مشايخ الأزهر وعلماءه بقوله: "يا أهل السنة والجماعة.. يا رجال الأزهر.. يا علماء الفقه والاعتدال.. يا من قدتم هذه الأمة لأكثر من ألف سنة من بين هذه المآذن بشيوخ كرام وبرجال أشداء أعليتم القيمة، وأديتم الواجب، وكنتم خير سلف لخير خلف".
ولم يخل خطاب مرسي من الحديث عن الثورة إذ قال: إن "الثورة البيضاء حققت بعض أهدافها، وما زالت الأهداف الباقية يتوالى تحقيقها"، مؤكدا أن "مقاصد الشريعة لا يمكن أن تتعارض مع غايات البشر، إنما تسعى إلى تحقيقها رويدا رويدا، نأخذ بعض الوقت، نفكر معا، وندقق معا، ونخطط معا، ثم نمضي"، مستشهدا بقوله تعالى: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ".
وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية قالت وقتها إن محمد مرسي كأنه يعرف التوقيت الحقيقي لليلة القدر، مشيرة إلى أنه حينما حث المصريين على تلمس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان لم يكن يعني به مجرد خطاب من رئيس إلى شعبه في مناسبة دينية إنما هو تعبير ضمني عن تحريه ليلة القدر بأسلوبه الخاص.
وأشارت إلى أن خطاب مرسي سبقه بساعات إصدار قرارات حاسمة ومفاجئة للجميع بإحالة كل من المشير طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونائبه سامي عنان رئيس الأركان إلى التقاعد وتعيينهما مستشارين له، مؤكدة أن "ليلة القدر أسهمت في اتخاذ قرارات حاسمة في مصر"، اتخذها مرسي في ليلة 23 من رمضان، وهي ليلة وترية يتحرى فيها المسلمون "ليلة القدر" التي أنزل الله فيها القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.