ردَّ نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، على خطاب رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، الذي دعا فيه، الاثنين، للتضحية من أجل المحتاجين، بنشر مقطع فيديو يظهر عنف قوات الشرطة في إجبار أهالي منطقة "تل العقارب"، بحي "السيدة زينب"، على إخلاء منازلهم، بسحل النساء، بعدما رفضن تركها دون بديل مناسب.
ويبرز مقطع الفيديو قيام ضابط شرطة (كبير الرتبة) بضرب امرأة مسنة باللكمات، وينزع عنها غطاء شعرها، ويسحبها منه، ويدفعها أمامه، عبر الطريق، وسط الأهالي، بطريقة مهينة، على مرأى من قيادات أمنية، وذلك بعد اعتراضها على نقل منزلها، ضمن عملية إزالة عقارات المنطقة، باعتبارها إحدى المناطق العشوائية.
ويرصد الفيديو العديد من مشاهد الاعتداء، وتعالي صراخ الأهالي، وإبدائهم الامتعاض من أسلوب تعامل قوات الشرطة معهم، تحت تأمينات مشددة من قبل قوات الأمن المركزي.
ومن جهتها، لم تعر وزارة الداخلية
المصرية اهتماما بالأمر، ولم تعلق على ما جاء في الفيديو، حتى نشر هذا التقرير.
ورفض أهالي المنطقة تنفيذ مخطط الحكومة بإخلائهم من بيوتهم، نظرا لنقلهم إلى منطقة السادس من أكتوبر البعيدة، وتسكين كل 3 أسر في شقة واحدة، لا تتعدى مساحتها الأربعين مترا.
واستذكر النشطاء في المقابل الحادثة التي لم تثبت رسميا حتى الآن لامرأة بمحافظة المنيا قيل إنها تعرضت للتعرية، وتعهد لها السيسي بملاحقة من اعتدى عليها، أيا كان عددهم، لمجرد أنها الطائفة القبطية.
واستذكروا حادثة اعتداء زوجة أحد رجال الأعمال الكبار في مطار القاهرة في شهر أيار/ مايو من العام الماضي، على ضابط شرطة بمطار القاهرة، لعدم سماحه لها بالمرور، والصعود على متن إحدى الطائرات، بينما لم يحرك ساكنا، وهي تعتدي عليه بدفعه في صدره، وقولها له: "تحب أضربك تاني؟".
وكان السيسي واصل ما اعتبره نشطاء "عروضه المثيرة في فنون السهوكة"، الاثنين، إذ إنه زعم عدم قدرته على الأكل والنوم، طالما أنه يوجد في مصر مواطنون غير قادرين على الأكل.
وقال في خطابه بمناسبة افتتاح مشروع للإسكان الاجتماعي بحي المقطم، الاثنين: "صدقوني إحنا لا بناكل ولا بنام، وفيه مصريين محتاجين".
لكن الاستشاري الهندسي، والناشط السياسي، ممدوح حمزة، ردّ، في تغريدات بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، معلقا على قول السيسي: "هنقسم اللقمة على اتنين لنتخلص من
العشوائيات"، قائلا بسخرية: "ثم نبيع الأراضي المتروكة بعد إخلاء العشوائيات.. للي يدفع أكثر، واللقمة سنجد لها غموسا يستاهل التعب"!
وكانت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، نشرت بالتماهي مع خطاب السيسي، فيلما تسجيليا بعنوان "حلم جديد"، يتناول تطوير المناطق العشوائية.
وأشاد القائم بأعمال محافظ القاهرة، اللواء أحمد تيمور، بافتتاح السيسي حي الأسمرات لسكان العشوائيات، قائلا: "هذا النموذج سيذكره التاريخ لمصر في كيفية التعامل مع أبناء العشوائيات، وهم الذين عاشوا لعقود في ظروف غير آدمية".
وأضاف هاتفيا، عبر فضائية "سي بي سي إكسترا" الاثنين، أن المشروع يعد طفرة كبيرة في مشروعات الإسكان بالبلاد"، مستطردا بأن ما حدث من تطور في مجال الإسكان خلال العامين الماضيين، لم يحدث في تاريخ مصر كلها، على حد قوله.
وكان السيسي طالب في خطاب ألقاه الخميس 12 أيار/ مايو الحالي، بمناسبة افتتاح مشروع إسكان اجتماعي بمدينة بدر، بإخلاء وهدم المناطق العشوائية، وتعويض أهلها، وقدر عددهم بمليون مواطن، قائلا: "بوعدكم إنا هنعمل مباني كويسة بس ساعدونا بالإخلاء، وإحنا هنوفي بالوعد".
وخاطب السيسي أهالي تل العقارب تحديدا قائلا: "مش هنسيبكم أبدا وهنعمل كويس، زي اللي بتشوفوه دلوقتي، ساعدونا وثقوا بأن الدولة هتعملكم، وهتفي بالوعد، وتوفر المسكن المناسب للمواطن المصري".
لكن أهالي "تل العقارب" اعتبروا أن ما وعد به السيسي لم يكن سوى دعاية، مؤكدين أن بعضهم لم يحصل سوى على شقق مساحتها 40 مترا فقط، لأكثر من عائلة، وأن البعض الآخر تم حرمانه من الشقق، بدون إبداء أسباب، فضلا عن هدم ورشهم، ومحال أعمالهم، دون تدبير البديل، وباستخدام القوة الجبرية.