سيكون من شبه المؤكد أن يعاد انتخاب رجل الدين القوي المناهض للغرب،
أحمد جنتي، في مجلس الخبراء
الإيراني، الجمعة، وهو ما يجعله في وضع يتيح له القيام بدور رئيس في اختيار الزعيم الأعلى الإيراني القادم في حالة وفاة الزعيم الحالي آية الله علي خامنئي.
ومن المقرر أيضا إجراء
انتخابات برلمانية، الجمعة، لكن نتيجة انتخابات مجلس الخبراء سيكون لها على الأرجح تأثير أكبر بكثير على المدى البعيد، بالنظر إلى صلاحياته الحصرية في اختيار أقوى سلطة في إيران ومراقبتها واستبعادها.
وحتى من خلال معايير المؤسسة الدينية في إيران، فإن جنتي معروف بآرائه المناهضة بقوة للغرب. وذات مرة اتهم جنتي الغرب بأنه هو الذي أوجد تنظيم القاعدة، ووصف القوات الأمريكية في العراق بأنها "ذئاب متعطشة للدماء".
وترديدا لتصريحات أدلى بها خامنئي، اتهم جنتي هذا الأسبوع الولايات المتحدة وبريطانيا بمحاولة التأثير على الانتخابات التي ستجرى اليوم.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن جنتي قوله، يوم الأربعاء: "حاولت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة انتهاز فرصة الانتخابات الإيرانية، وإرسال وكلائهم وعملائهم إلى مجلس الخبراء، لكن الله ساعدنا، وتمكنّا من تحديديهم ومنعهم جميعا".
وكان مجلس صيانة الدستور -الذي يملك سلطة فحص القوانين والمرشحين- استبعد نحو 80 في المئة من المرشحين لمجلس الخبراء. ويترأس جنتي مجلس صيانة الدستور، الذي يضم 12 عضوا منذ 1988، ولعب دورا نشطا في استبعاد متنافسين إصلاحيين وليبراليين في السابق.
وكان من بين المستبعدين من خوض انتخابات مجلس الخبراء حسن الخميني، وهو حليف للرئيس البراغماتي الحالي حسن روحاني، وحفيد آية الله روح الله الخميني، المؤسس الراحل للثورة الإسلامية عام 1979.
وروحاني وحليفه الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني عضوان في المجلس، وسيخوضان الانتخابات مجددا اليوم الجمعة.
ويتم انتخاب مجلس الخبراء المكون من 88 عضوا من خلال تصويت شعبي لولاية مدتها ثماني سنوات.
ولم يمارس المجلس حقه قط في استبعاد زعيم أعلى، لكنه تحول إلى ساحة محتملة للتنافس بين فصائل متناحرة في هيكل السلطة المعقد في إيران.
ومن المتوقع أن يختار المجلس القادم خليفة لخامنئي بالنظر إلى سنه، حيث يبلغ من العمر 76 عاما، وهناك شائعات عن اعتلال صحته. وللزعيم الأعلى القول الفصل في كل شؤون الدولة، بما في ذلك السياسة الخارجية، وله سلطة دستورية على الأفرع التنفيذية والتشريعية والقضائية للحكومة، بالإضافة إلى الجيش ووسائل الإعلام.
وقال مسؤول سابق من المؤيدين للإصلاح ويخوض سباق البرلمان: "انتخابات المجلس (الخبراء) مهمة للغاية... إذا كنا نريد نهجا أكثر اعتدالا دوليا ومحليا، فإن الدولة في حاجة إلى زعيم أقل تشددا".
انتقاد لروحاني
وجنتي (89 عاما) عضو مؤسس لمدرسة دينية في مدينة قم المقدسة بإيران تؤكد على الإيمان بالإمام الثاني عشر، الذي تدعي الشيعة أنه اختفى، ويعتقدون بأنه سيظهر مرة أخرى في وقت يسود فيه الاستبداد والإثم؛ لينشر الإيمان في أرجاء العالم.
وبالإضافة إلى ترؤسه مجلس صيانة الدستور، فإن جنتي عضو بمجلس تشخيص مصلحة النظام ذي النفوذ، الذي يختار الزعيم الأعلى أعضاءه. ويعمل هذا المجلس على حل النزاعات بين مجلس صيانة الدستور والبرلمان.
وخلال خطب الجمعة التي يلقيها في طهران، انتقد جنتي محاولات الرئيس الإيراني روحاني إنهاء عزلة إيران الدولية.
وأيد جنتي أيضا إعادة انتخاب الرئيس المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد في انتخابات عام 2009.
وأثارت تلك الانتخابات الكثير من الجدال، وأعقبها أشهر من الاحتجاجات الحاشدة التي أخمدتها أجهزة أمن الدولة بقيادة الحرس الثوري الإيراني ومليشيا الباسيج التابعة له.
ورد على الانتفاضة ضد مزاعم بتزوير الانتخابات بإصدار توصية بوضع زعيمي المعارضة مهدي كروبي ومير حسين موسوي رهن الإقامة الجبرية.
وفي إحدى خطب الجمعة آنذاك، قال جنتي: "أقترح على الهيئة القضائية قطع اتصالاتهما، وإغلاق أبواب منزليهما، والحد من تحركاتهما، حتى لا يتمكّنا من إرسال أو تسلم أي رسائل. ويجب قطع هواتفهما وخدمة الإنترنت، وينبغي سجنهما في منزليهما".
ودخلت تلك الإجراءات حيز التنفيذ.