ملفات وتقارير

"ديدبان" يقرأ احتمالات تدخل الرياض بسوريا ويتوعدها بـ"جهنم"

السعودية فاجأت العديد من الأطراف بتدخلها في اليمن- أرشيفية
ما زالت وسائل الإعلام الإيرانية تثير التساؤلات حول جدية القرار السعودي بالتدخل العسكري في سوريا، بالتعاون مع تركيا، في ظل المواقف الأخيرة للرياض عقب تسلم الملك سلمان بن العزيز، الحكم ومفاجأته العالم بقصف الحوثيين في اليمن وإعدام رجل الدين الشيعي الموالي لإيران نمر النمر.

وتساءل موقع "ديدبان" الإيراني المقرب من الحرس الثوري، عن مدى جدية السعودية في اتخاذ قرار بالتدخل عسكريا في سوريا، و"هل فعلا ستقدم على هذه الخطوة؟".

وقال "ديدبان" في استعراضه لمواقف السعودية منذ تسلم الملك سلمان للحكم: "نستطيع من خلال رصد السلوك السياسي للسعودية خلال الأشهر الماضية، أن نفهم جيدا أن كل شيء ممكن الحدوث في التوجه السعودي الجديد بالمنطقة، إذ إن أغلب المحللين لم يكونوا يتوقعون أن السعودية سوف تتدخل عسكريا وبهذا الحجم الكبير والواسع في اليمن".

وأشار إلى أن إقدام السعودية على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر "فاجأ العديد من المحللين الذين استبعدوا إعدامه"، مضيفا أنه "بعد هذه المفاجآت السعودية فإنه لا يمكن أن نستبعد خيار التدخل العسكري السعودي البري في سوريا".

ورأى "ديدبان" أن فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب والتقدم الذي حققه المحور الإيراني في حلب، دفع السعودية وحلفاءها لاستدراك الموقف، والسعي لتقوية كفة المعارضة المسلحة بسوريا من خلال طرح مشروع التدخل العسكري البري.

واستبعد "ديدبان" في الوقت ذاته أي تدخل عسكري أمريكي مباشر لصالح المعارضة بسوريا، قائلا إن "سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة ترفض تحمل التكاليف والنفقات العسكرية من خلال التدخل المباشر بسوريا، لكنها لن تقف أمام السعودية في حال تدخلت عسكريا بسوريا شريطة أن تتحمل الأخيرة كافة نفقات وتكاليف ذلك التدخل".

وأشار إلى أن الأطراف التي ستصطدم مع السعودية في حال التدخل في سوريا كثيرة، موضحا أن "المشهد السوري المعقد لا تنحصر فيه المواجهة بين النظام السوري والسعودية فحسب، بل إن هناك أطرافا وقوى إقليمية ودولية عديدة لها مصالح استراتيجية مرتبطة ببقاء النظام السوري، مثل محور المقاومة وروسيا والأكراد، وهذه الأطراف ستقاتل بشدة للدفاع عن الأسد ضد من يريد إسقاطه".

وقال "ديدبان" إن المشروع السعودي للتدخل العسكري بسوريا "ينطلق من أرضية ممكنة ولكن معقدة جدا".

وأطلق الموقع تهديدات للسعودية وقال: "في حال تدخلت القوات البرية السعودية عسكريا بسوريا، فإننا سوف نحول سوريا إلى جهنم تحرق جميع من يتدخل فيها لإسقاط النظام الشرعي هناك".

واعتبر "ديدبان" أن الهجوم التركي الأخير ضد إيران كان يهدف لـ"تهيئة الأجواء السياسية لمرحلة ما قبل التدخل العسكري السعودي بسوريا، لكنه نظرا للوضع الداخلي والإقليمي المحيط بتركيا فإن أنقرة تعرف أنها سوف تدفع ثمنا باهظا جراء هذا التدخل".

يذكر أنه ومنذ إعلان السعودية عن عزمها التدخل عسكريا في سوريا، فقد أطلقت طهران سلسلة تهديدات واعتبرت أن أي تحرك سعودي في سوريا سيكون بمثابة العدوان ضد إيران التي تملك الحق في مواجهة هذا التدخل.