أطلق صحفي بريطاني مشروعا لتصوير
اللاجئين السوريين، قام به في أحد المخيمات
اللبنانية التي تضم اللاجئين، مع الإبقاء على مكان الفرد المفقود أو القتيل فارغا في الصورة.
"الحرب قبل كل شيء هي عن العائلات، وكيف تؤثر على كل فرد فيها".. بهذه الكلمات وصف المصور الصحفي البريطاني داريو ميتيدييري (56 عاما) مشروعه الجديد، وفق تصريحاته التي نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقام الصحفي بالالتقاط صور مؤثرة بطابع أليم تعرضها "
عربي21"، لعائلات سورية لاجئة مع مساحة فارغة، مخصصة للفرد المفقود منها.
وقام الصحفي البريطاني بالتصوير في منطقة البقاع اللبنانية،التي تضم أحد مخيمات اللاجئين السوريين، موضحا أنه كان من الصعب الحصول على متطوعين ومتعاونين من العائلات نفسها بسبب الخوف.
ونقلت الصحيفة عن ميتيدييري قوله: "اتبعت الطريقة التقليدة التاريخية، فكل أفراد العائلة يجلسون معا وينظرون مباشرة للكاميرا"، وكان عليه أن يأخذ الكراسي من بيروت، بسبب نقصها في المخيم الذي صور فيه المشروع، فيما أصر على أن تشمل اللقطات الجبال السورية في خلفية الصورة، وهي الوطن المفقود، إضافة الى الخيم المحزنة التي باتوا يعيشون فيها اليوم، وسط أسوأ الظروف".
ويظهر في الصور التي التقطها ميتيدييري عشر عائلات مختلفة، معظمها كما يظهر من الصور نساء وأطفال، فيما يرجح أن معظم الأفراد المفقودين فارقوا الحياة بطريقة أو بأخرى جراء الحرب التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، ما دفع ميتيدييري إلى القول: "لو عرفت عائلاتهم أنهم ماتوا لأمكنهم الحزن عليهم على الأقل".
وأعطى الصحفي البريطاني قصة ونبذة عامة عن كل عائلة على حدة، مشددا على أن هذه العائلات تعاني من أوضاع إنسانية صعبة في مخيمات
اللجوء.
يشار إلى أن ميتيدييري بدأ حياته المهنية عام 1987 مصورا محترفا لصالح صحف مثل "الإندبندنت" و"صنداي تيليغراف"، واشتهر بملاحقته الحالات الإنسانية التي تخلفها الحروب.
وذكرت "الغارديان" أنه أصدر كتابا عام 1994 بعنوان "أطفال بومباي"، وحصل على عدد كبير من الجوائز المرموقة في بريطانيا والعالم.