حركة
النهضة التونسية... حركة منظمة ومهيكلة بشكل كبير إن قورنت بمثيلاتها في الساحة التونسية (القديمة والحديثة)... قادرة على التعبئة وعلى التنظم... تنجح كثيرا في التواصل مع الناس وعلى المستوى الشعبي... يروّج لها خصومها أكثر مما تروج لنفسها... أكثر اسم حزبي متداول في الإعلام المكتوب والمسموع والافتراضي.... خصومها يهذون باسمها بالليل والنهار وفي الغسق، فبين النهضة والنهضة يذكرون النهضة... ومن أقوالهم… النهضة سبب في الاغتيالات... النهضة سبب في الفساد... النهضة سبب في فشل الحكومة... النهضة سبب في فشل الرئيس.. النهضة سبب في تقليص الحريات... النهضة سبب في الاضطرابات النهضة سبب في الفقر وهروب المستثمرين... النهضة.. النهضة..النهضة... الخ أليس من حظ النهضة أن يقوم منافسوها بإعداد البوديوم لها بوعي وبغباء أيضا.... أليس من الحمق أيضا أن يقوم الفرد بالدفع المسبّق للإشهار لخصمه، أوليس من السفه أن ينفق الخصم من فوائضه (السردية والشعرية والمسرحية والصورية...) من أجل إغواء المارة بالتذوّق من منتوج خصيمه....
لذلك تستغني... النهضة.. ورويدا رويدا عن بعض وظائف أذرعها الهامة التي كانت توفر لها المخزون الاستشهاري الباهض والذي مكّنها سابقا من التمدد (مثل الحقل الدعوي).
... فخصومها دعاة أوفياء لاسمها... بل يُرَغِّبون الناس للالتفاف حولها... وهذه لعمري سياسة ماركتينغ ناجحة وناجعة وبصفة مجانيّة سوى أن تجعل نفسك في موضع مشتبه وغير متشابه في عين عين خصومك... وتلك هي عين عينهم الحقيقية... وأدام الله عين عين هذه الفصيلة من المسوِّقين...... ما دام فائض الغباء معمّما بصغتيه..