مقالات مختارة

مأزق نتنياهو وهزيمته

حمادة فراعنة
الأناضول
الأناضول
بات نتنياهو مهزوزاً، متناقضاً بين أفعاله وتحالفاته، ومشاريعه السياسية متعارضة، فهو من ناحية يقع أسيراً بين حراكات الشارع الإسرائيلي المطالبة باستمرار وقف إطلاق النار وتنفيذ خطوات صفقة التهدئة وإطلاق سراح الأسرى، وفق معادلة التبادل، وتأكيداً مع هذا التوجه يتلقى التعليمات الصادرة من الرئيس الأميركي الحازم ترامب بوقف إطلاق النار وتنفيذ خطوات التهدئة، من خلال المستشار الأميركي ومبعوث الرئيس ستيف ويتكوف.

من جانب آخر يتعرض لضغوط داخلية من أحزاب الائتلاف اليمينية والدينية المتطرفة برفض وقف إطلاق النار، ورفض تبادل الأسرى، ومواصلة الحرب.

ومن جهة ثالثة يواجه المؤسسة العسكرية والأمنية التي تتقدم قياداتها بالاستقالة، احتجاجاً أو تقصيراً أو رغبة في أولويات غير تلك التي تطالب بها أحزاب الائتلاف الحكومية.

استقالة رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، ومعه قائد المنطقة الجنوبية العسكرية المحاذية لقطاع غزة يارون فلكمان، ومن قبلهما استقالة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية «آمان» التابعة للجيش أهارون حليفة.

جنرالات الحرب يستقيلون الواحد بعد الآخر، أو كما تقول أوساطهم الصحفية يتساقط الواحد منهم بعد الآخر، على خلفية الاخفاقات، فقد تعرضوا لإخفاق غير مسبوق يوم 7 أكتوبر 2023، شكلت صدمة أو مفاجأة لم تكن من قبل، باستثناء حرب أكتوبر عام 1973، من قبل مصر وسوريا أدت إلى محاكمة جولدا مائير على قاعدة التقصير.

صراع سياسي بين طاقم نتنياهو الائتلافي في الحكومة من طرف وبين المؤسسة العسكرية، والمؤسسات الأمنية الثلاثة:

أمان والشباك والموساد، من طرف آخر على خلفية عملية 7 أكتوبر.

نتنياهو يرفض تشكيل لجنة تحقيق مدنية وعسكرية، تحت حجة أنه ما زال في حالة الحرب، ولن تتوقف حتى يحقق النصر الكامل، ولكنه أخفق في تحقيق مراده، وزاد إخفاقه وتراكم مع وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الملطخة أياديهم بدماء اليهود وفق وصف بن غفير الذي انسحب من الحكومة بسبب ذلك، وسموترتش الذي يهدد بالانسحاب وإسقاط الحكومة على خلفية هذه النتائج.

نتنياهو يستعمل كل الذرائع والحجج للتهرب من تشكيل لجنة تحقيق رسمية التي ستؤدي إلى محاكمته بالتقصير، وسيتم الإطاحة به على خلفية التقصير يوم 7 أكتوبر، كما حصل لجولدا مائير عام 1973، وكما حصل مع مناحيم بيغن عام 1982 على أثر الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان.

نتنياهو يتهرب من المسؤوليات الداخلية، مثلما يتهرب من المطالبات الدولية وخاصة من محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية على خلفية الجرائم والتطهير العرقي والقتل المتعمد للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتحول وسيتحول إلى مجرم حرب، رغم كل أعطيات الدعم التي يمكن أن يقدمها له الرئيس ترامب، فالجرائم الفاقعة ضد المدنيين، والتدمير الشامل لقطاع غزة، مستمسكات بالغة، لا يستطيع أحد اخفائها، وها هو ستيف ويتكوف مستشار الرئيس ترامب سيحضر ليرى ما حصل في قطاع غزة، وبذلك سيقف عملياً وواقعياً ويرى ما حصل لقطاع غزة وشعبه المكلوم.

الدستور الأردنية
التعليقات (0)