صدق الشاعر القائل:
لو كان سهما واحدا لاتقيتُه .. ولكنه سهمٌ وثان وثالث!
للأمانة "تكاثرت السهام على خراش" فمن كثرة أولئك "المتلونيّن" الذين يحاولون الضرب في صميم الدين تعاف النفس التعرض لهم، ولو بمجرد القراءة أو الاستماع، ليس كرد فعل لكيدهم بتجاهلهم فقط، بل لشعور شديد بـ"القرف" مما يقولون، وأمثال هؤلاء كانوا ينطقون على حياء أيام الرئيس المخلوع "مبارك" ويتعرضون للدين قليلا، فلما حلّ الانقلاب خرجوا علينا مثل "الثعابين" من الجحور نافثين سمومهم في كل اتجاه هنا وهناك..
المدعو "يوسف زيدان"، رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، يقول في تسريب، وصارتْ موضة حياتنا اليوم التسريبات الصوتية من سياسية وفكرية بل قضائية، وما ندري ما الذي سنفاجأ به غدا؟ إذ إن صحفيا بجريدة أو مجلة خليجية ما ندري أجرى معه حوارا، فطلب "زيدان" منه إغلاق التسجيل، فوجدها الصحفي فرصة للإيقاع به، فلم يغلقه وتركه يقول الدُّرر القباح، فلكل دُرره، قال "البعيد": إن
السيسي، قائد الانقلاب، طلب منه ومن المثقفين "أمثاله" تصحيح العقيدة بخاصة ما يخص المسجد
الأقصى، وزيدان يقول:
ـ أصله "عسكري غلبان" .. ليس له في الفكر، فقلت له سيّب الأمر ده عليّ، "أنا لها"، دي فورة إخوانية وهتعدي"!
طيب يا "عم الفكري" اللي مش غلبان قول لنا "الفُولة" اللي انفردتْ بها بخصوص المسجد الأقصى المبارك، كلنا آذان صاغية..
بقدرة قادر تحول الأخير، ولا داعي هنا إلى التكرار، فيكفي ذكر أمثاله مرة، هي اشتغالة يعني؟ قال المؤرخ المناسب لكل العصور من جاهلي وإسلامي وأموي وحديث ومعاصر، ومفسر القرآن، ومترجم العبرية، وعالم الاجتماع والتاريخ والدين واللغة والدلالة، والفيلسوف، وقارىء الكف فوق البيعة:
"إننا جننا اليهود لما خدنا منهم كلمة المبارك وسمينا بيها المسجد المتوهم إنه لديهم"!
ـ آمال هوه فين يا "باشا"؟
قال المحتمي بدبابة العسكر ليفكر:
النبي، صلى الله عليه وسلم، تعالى الله علوا كبيرا عن أراجيف أمثال زيدان وقاذرواتهم، كان في ليلة "هيمان"، لا حول ولا قوة إلا بالله، فمشي في شوارع مكة 12 كيلو، لكن ما نعرفش من وين لفين! وهناك صلى، وإنه لم تكن تعرف المساجد حتى وقتها، برأيه،وأهي "خرافة"، حسب سيء تعبيره، حكاية الصلاة في المسجد الأقصى، بدليل إن قبة الصخرة بنيت عام 62ه، فلما قال الصحفي، الذي يسجل له، "طُليّتْ" قال "بنيتْ" هوه كده والسلام.. وبالتالي فلا مسجد أقصى، طيب واسترداده في عصر صلاح الدين أخباره مع "معالي اللواء المثقف إيه؟" الحكاية لسعتْ والسلام..وهل هو يفهم أكثر من الصليبيين الذين حاربوا لأجل المسجد وتركوه للمسلمين في النهاية؟.!
لكن للأمانة أول مرة أسمع فيها مسلم أو غيره يقول عن المصطفى العظيم "هيمان" وربما لم ينطق بها أعداءه، صلى الله عليه وسلم، من غير كفار قريش، لكنها فتن ومحن وأناس لا تعرف الله، أما حكاية إن المسجد لم يكن معروفا في مكة دي فالحقيقة من باب "تضفير" الكذب لمحاولة الإيهام بمعقولية ما يقول، فهو لا يكتفي بالتشكيك في الرسول العظيم، بل يتجاوز لآي الذكر الحكيم، وهل قدّم دليلا على تتبع لغوي لكلمة "مسجد"، وهل كانت الصلاة غير معروفة لدى المسلمين قبل فرضها على النحو المعروف حتى اليوم؟ إنه لجاهل بالمعلوم من الدين بالضرورة، فقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام يصلون قبل فرض الصلاة في المدينة.. لكن ليست صلاة تامة كمثل التي نصليها اليوم، هذه واحدة ثم إن الإسلام دينٌ متصل منذ بداية البشرية، منذ آدم عليه السلام، وبالتالي فمما لا يفقهه السيد "زيدان" وأمثاله أنه كانت هناك مساجد للأمم السابقة إذ إن جوهر دينها كان التوحيد والعبادة والتسليم لله تعالى ..
والادهى والأنكى إن "واحد تاني".. طلع للمذكور أعلاه أتهمه بسرقة "الخزعبلات" اللي قالها آنفا، ويحتار العقل والضمير والدين فيهما، السارق والمسرق علام يتصارعان؟ فقد نشر أحد المواقع الإليكترونية المغمورة يوم 6 من ديسمبر الماضي إن "دكتورا"، لا داعي لذكر اسم هذا من الأساس، تقدم ببلاغ للقنصل
المصري في استراليا متهما زيدان، رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، لا المؤرخ ولا المفسر أو عالم الدلالة أو اللغة، ولا ديالو، بسرقة بحث له من موقع اسمه "الحوار المتمدن" عام 2012م، وهو البحث الذي قال فيه الأخير بأن النبي لم يُسرَ به، وإن المسجد الأقصى في السعودية، أي إن "زيدان" لم يفلح حتى في السرقة!
أما قصة زيدان مع كاتب السطور في الخليج، ونصر حامد أبو زيد، والعقل والساطور فله مقال آخر .. نجا الله مصر من الفتن والمحن.. وأهلها ما ظهر منهم وما بطن!