يرى كثير من المراقبين، والمراقبون باتوا مصدرا ننسب إليه ما نريد من أخبار، أن بعض المسلمين باتوا يعبدون المرأة، بدلا من الخالق عز وجل، أو يتعبدون بها، وكثير من أهل
الغرب أيضا يفعل ذلك لكن من مقلب آخر. ومن خلال تجاربي أرى أن الرأي له وجاهة، فالمسلم التقليدي، المتدين بالوراثة، غيور على "الدستور"، على العِرض.
الدستور هو طريق الضيف إلى غرفة الضيوف، الدستور هو الأنثى، المضيف يسعل عندما يأتيه ضيفه، وكأنه مصاب بالسل، ويهتف على الدستور، وكأنه ضائع! خطب الجمعة تحذر من الشيطان وحبائله، المرأة شيطان في الفكر الديني، وبدلا من أن تتحول المرأة إلى شيطان صارت ربا عند كثيرين. هو شيطان أختا، أو زوجة، وربا عشيقة أو محظية، فالشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.
وفي إحدى الأسفار جلست مع داعية مخلص شاب، تعروه رقة، ورجفة إذا ما ذكر اسم الله عز وجل، وسألته ماهي أحلامك؟ وتوقعت أن يقول: تحرير القدس، أو زيارة المسجد الحرام، أو أن يعود الإسلام عودا حميدا.. فقال: أنه يتمنى أن يحجر على زوجته، فلا يراها أحد قط! نون النسوة، وتاء التأنيث باتت بقرة مقدسة، لا شية فيها.
تحدثنا عن الغيرة والآن نتحدث عن الرغبة. جادلني أحد الأصدقاء غير المسلمين ساخرا من فردوس
الحور العين قائلا؛ فردوسكم ليس فيه سوى النكاح.. فقلت: وهل أجمل من النكاح يا رفيق.. انظر إلى أفلام هوليود، قبلتكم المقدسة، لا يخلو فلم من النكاح بغير قيد أو شرط سوى "الحب". الحب هو السِفاد المحض!
يجمع المفسرون أن رؤية وجه الله في الفردوس هي اللذة الكبرى، تليها لذة الحور العين، وقد فاجأني علي منصور الكيالي الذي تابعت بشغف حلقات من برنامجه "تفسير وبيان"، واستمتعت بها حقا، لكنه الآن يتجاوز الإعجاز العلمي إلى الفتوى والتأويل، فقد سمعته بالأمس يقول أن النفوس هي التي تتزوج في الفردوس، وليس الأجساد! وقال أيضا إن الحور العين للخدمة فقط، وليس للنكاح، مع العلم أن آية صريحة في القرآن الكريم تقول: "وزوجناهم بحور عين"، أخشى أن الرجل أصابه الغرور مثل عمرو خالد، فبدأ يتعدى على "السلطات التشريعية"، كما تفعل الأنظمة العربية!.. عذره أنه داعية سوري، والسوريون، أهل الشام، عندهم مرض اسمه المرض العلماني، يليه المرض العقلاني.. وذلك يحتاج إلى مقال مستقل.
وفي الرغبة: أن الداعشيين أهل قتال وحرب، وهم انغماسيون في طلب الشهادة، لكنهم لا يصبرون على وصال الحوريات العين في الجنة، ويبادرون إلى وصال حوريات الشام، اللواتي سارت بجمالهن ورقتهن الركبان، فالشامية امرأة صُنَاع، عذبة اللسان بيضاء لذة للمبصرين، فدائية في خدمة الزوج، يحكُّ الزوج الخاتم، فتخرج له من المصباح، وتتثنى له وهي تقول : تقبرني.. أما في الغيرة فالداعشيون يحكمون بالمرأة.. ومن أجل حجابها وتقابها وفتنتها. الخلافةُ خلافةٌ على المرأة!
في الرغبة: الداعشيون أهل سبي، أو نكاح شرعي، وهو غير فرية نكاح الجهاد الذي قالت به "فضائية الملاع... ين"، لتشويه أهل السنة كلهم، والحق - حسب متابعاتي- أن الدواعش من شدة الغلمة والوجد يدقون أبواب الأشراف في الليل، فيخرج أبو العروس ناعسا، فيرى كتيبة من الدواعش المسلحين على الباب
– خير؟
- جئنا خاطبين كريمتك يا أخا الإسلام.
وسمعت بأخبار ووقائع تشيب لهولها الركبان، وتقاة ورعين سقطوا في فتنة
النساء، فهي فتنة قلما ينجو منها أحد، حتى أن عددا غير قليل من المفسرين التقليديين الإسرائيليين، الذين يرجعون في تفسيرهم إلى "الإسرائيليات"، وجدوا توطئة غير مستحبة في تبرير الرغبة وبيان قوتها، في شرح سورة يوسف، آية لولا أن رأى "برهان ربه" فيزعمون أن جبريل نزل محذرا يوسف عليه السلام وقد همّ بامرأة العزيز، وقال: أنت نبي! فخجل النبي يوسف عليه السلام!
في الرغبة: أطاح الغرب بالرغبة والغيرة معا، ويروي المفكر المصري العلامة عبد الوهاب المسيري أنه حضر إحدى الندوات الفكرية في إحدى الكنائس الأمريكانية، عندما أوفد إلى أمريكا، وكان يساريا، وكان في ذهنه أن هذا الشعب قد ودّع الكبت الجنسي بسبب سهولة الحصول على إشباع الرغبة، فوجئ بعد انتهاء الندوة أن كل واحد من المدعوين اختلى بزميلة، وبدأ الكفاح الفكري دحما دحما، فسأل القس عن سبب ارتكاب الجنس في بيت الرب، فقال له: لو لم نسمح بهذا لما جاء أحد إلى الكنسية يا روح أمك؟ ودخل القس ليكمل نقاشه الفكري مع إحدى الزميلات!
المرأة هي أحد أهم أسباب خلافنا العقائدي مع الغرب، وتظل السعودية خبرا مثيرا على وكالات الأنباء، فالمرأة ممنوعة من قيادة السيارة، وهي الدولة الوحيدة حسب علمي التي تمنعه، ولأسباب اجتماعية قبلية، وليس لأسباب إسلامية، وتحفل السيرة النبوية بأخبار عن صحابيات يركبن البعير، ويمكن للمرأة الأفغانية -والأفغان قوم متشددون- أن تقود بعيرا، ما دامت السيارات باهظة الثمن!
أن الله خلق المرأة من نفس الذكر، وجعلها له سكنا، لكن الإنسان جعل هذا السكن معبدا، وأحيانا قصرا، له حجرات كثيرة.. وبنى "عزبة"، وأسكن كثيرات في مساكن الأرض للترفيه.. السكن الأكبر هو رأس المؤمن! كثير من المؤمنين الأفاضل جعل السكن قبوا!
قرأت لياسين الحاج صالح مرة قوله "أن المسلمين باتوا يعبدون الإسلام"، بدلا من الله، وهو قول له وجاهة، فالله يُعبد في الأسر والمرض والفقر، بينما قد يتحول الإسلام إلى دين وحسب، أو إلى غنيمة، أو مظلة، أو ذريعة.. وليت التحول من عبادة الرب إلى عبادة الحزب وقعت لأنصار حزب البعث العربي الاشتراكي، أو الحزب الشيوعي، فلو عبدوا الحزب بدلا من ربِ الحزب، لكنا بخير! وأخشى أن الأمر أسوأ من عبادة الإسلام، وأنهم يعبدون الإسلام... بالمرأة.
وفي الرغبة وتسويفها وتحليلها: أكبر خلافات السنة مع الشيعة هي زواج المتعة، فهو زواج موقوت مقابل مال، يحول الدنيا إلى جنة ببضعة دولارات!
تقول أشهر التفسيرات غير الإسلامية أن شجرة الخلد هي شجرة التفاح، وهي إشارة إلى الجنس، وكلاهما من أساسيات الوجود الدنيوي، التفاح رمز للبطن، ورمز لما تحت البطن بشبر.
وتقول دراسات أجريت على مساجين في سجن أمريكي، جُوّع نزلاؤه، ثم أُطلقوا على الطعام والنساء، ففضلوا النساء!
خلاصة المقال أن بعض المسلمين يكيلون بمكيالين، واحد واسع لرغباتهم، وثان ضيق لغيرتهم على دينهم.. النساء.
أنها عودة لعبادة عشتار، أو أفروديت.. أو اللات والعزى بأسماء مثل الشرف أو المتعة.
هل هذا يمكن أن نسميه " تأنيث الإسلام"؟!