اعترفت صحيفة مصرية، لأول مرة، بأن
الجيش المصري يشق "
قنوات مائية" على الحدود مع
غزة، زاعمة أن ذلك يأتي بهدف قطع يد حماس، كاشفة عن تفاصيل جديدة يطالعها القارئ المصري لأول مرة عبر صحيفة مصرية، وذلك على الرغم من أنها صارت معروفة في العالم الخارجي، وبالطبع في "
إسرائيل".
فقد قالت صحيفة "البوابة"، الصادرة السبت، إن الجيش المصري أتم المرحلة الأولى من مشروع إنشاء قناة مائية على الحدود مع قطاع غزة لضبط المنطقة الحدودية، وتحويلها إلى مصدر للتنمية بإنشاء مزارع سمكية، على أن يبدأ ضخ مياه البحر المتوسط بها، واستزراع الأسماك فيها، في وقت لاحق!.
وصحيفة "البوابة" صحيفة موالية لرئيس الإنقلاب عبد الفتاح
السيسي، وتأتمر بأمر أجهزته الأمنية والمخابراتية، ويرأس مجلس إدارتها الصحفي عبد الرحيم علي، الذي يعد أحد الأذرع الإعلامية للسيسي.
وتفرض الصحف المصرية أجواء من التعتيم على عمليات الجيش في سيناء، ولا تستطيع أن تنشر كلمة تخص الوضع هناك دون الرجوع إلى المخابرات، وإدارة الشؤون المعنية.
وفي تقريرها غير المعهود بالصحف المصرية، قالت الصحيفة إن السلطات المصرية أخلت الشريط الحدودي مع غزة منذ أشهر للتصدي لاستغلال حركة "حماس" المنازل المجاورة للحدود في حفر الأنفاق، وتسلل "الإرهابيين" إلى سيناء، ووقف تهريب السلاح إلى التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "أنصار بيت المقدس"، بحسب مزاعم الصحيفة.
وأضافت أن مصر فاجأت الجميع بالمشروع الذي أعلنت عنه مع اقتراب مراحله النهائية، ولم تدرك "حماس" ما يجري إلا بعد الإنتهاء من نحو 80 بالمئة من المشروع. (لم تعلن مصر حتى الآن عن المشروع!).
وأردفت "البوابة" أن الجيش (المصري) فرض طوقا حديديا على المنطقة، وأرسل معداته الثقيلة والحفارات للعمل بها مع وضع أسلاك شائكة وسياج حديدى حولها، ومنع أي شخص من الاقتراب، وهو ما كان عاملا حاسما في نجاح المشروع!.
وكشفت أن مصر مدت أنابيب لنقل مياه البحر مباشرة إلى القناة المائية، وأنه ستكون هناك أحواض للمياه العذبة وأخرى للمالحة لزراعة أنواع مختلفة من الأسماك، إلا أن أحدا لا يستطيع تحديد الموعد الفعلي للانتهاء من المشروع، نظرا للطوق الأمني الشديد الذي يفرضه الجيش على المنطقة، على حد قولها.
وأكدت "البوابة" أن مصر بدأت العمل في مشروع القناة المائية الجديدة بعد استنفاد جميع الوسائل لإقناع غزة بوقف حفر الأنفاق، وانتهاك السيادة المصرية، والتعاون مع التنظيمات "الإرهابية"، وتوفير الملاذ الآمن "للإرهابيين"، وتوفير مراكز التدريب، والسلاح، والعلاج أيضا داخل غزة.
وأشارت إلى أنه فور نشر وسائل الإعلام العالمية تقارير عن المشروع شنت حركة "حماس"، ومواقع إخبارية تابعة لها، وكذلك قناة "الجزيرة"، هجوما على مصر، واتهمتها بتشديد الحصار على الفلسطينيين (!).
وتابعت أن القاهرة اتخذت -ردا على "تعنت حماس"- قرارات تضمنت وقف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية من أجل المصالحة، وكذلك الإنسحاب من رعاية مفاوضات الهدنة طويلة الأجل التي طلبتها حماس مع "إسرائيل"، وفق مزاعمها.
كما قالت الصحيفة المصرية إنه وفقا لتقارير إسرائيلية؛ فإن الجيش المصري أنهى في زمن قياسي، حفر خندق بطول 13 كيلومترا، وعمق 9 أمتار، خلال أسابيع قليلة.
وفي إقرار بما تقوله، نقلت "البوابة" عن القناة السابعة الإسرائيلية قولها: إنه إضافة إلى الحفر وضخ مياه البحر، حفر الجيش المصري آبارا عدة للمياه في المنطقة، وإنه من المتوقع رفع المياه من هذه الآبار، وضخها في قنوات جديدة جار تجهيزها لاستخدامها في الزراعة، والشرب.
وأضافت أن القناة نقلت عن خبراء إسرائيليين قولهم إن أفضل وسيلة للتعامل مع الأنفاق التي تحفرها حماس هو استخدام المياه والمجاري المائية، لأنها تحول التربة المحيطة بها إلى تربة مشبعة، وبالتالي يصعب الحفر بها أو إقامة منشآت تحتها.
ووفق مراقبين يعني ما سبق أن هناك اتفاقا في وجهات النظر، في هذا الصدد، بين الجانبين المصري، والإسرائيلي.