قالت المحللة
الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية سمدار بيري، إن إسرائيل لا تأبه بوضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر، وما يهمها هو وجود رئيس قوي، لأن أعداء
السيسي في نهاية المطاف هم أعداء إسرائيل.
وأشارت بيري في مقالتها بصحيفة "يديعوت"، إلى أن هذا هو لسان الحال في كل من القاهرة وتل أبيب، والموال الذي تردده كل من مصر وإسرائيل بأن عدوهم المشترك هو "
حماس" و"كتائب القسام".
وأضافت أن هناك سبيلين للنظر إلى شخصية وأسلوب الجنرال السيسي، الرئيس المصري: إما أنه دكتاتور عصبي يأخذ القانون بين يديه ويكمم الأفواه ويلقي بمعارضيه في السجون ويفرض عليهم عقوبات الموت بلفظة لسان، أو أنه زعيم وطني جاء ليفتح صفحة جديدة لاستقرار الوضع الأمني المعقد لخلق حلول اقتصادية ولإعادة ثقة العالم وثقة نحو مئة مليون مصري.
ونوهت إلى أن تصفية النائب المصري العام هشام بركات الأسبوع الماضي، تنطوي على رسالة تهديد بالوصول إلى أبعد من ذلك، وصولا إلى قصر الرئاسة. ولكن السيسي قرر استعراض العضلات ووقف في جنازة بركات، وصنع تاريخا حين قفز ببزة عسكرية، رفعا لمعنويات الجنود في
سيناء.
وقالت إن رسالة السيسي حادة وقاطعة: الحرب هي الحرب، ومن تلقى عقوبة الموت على مساهمته في عمليات إرهابية فإنه لا ينبغي له أن يحلم بالفرار من حبل المشنقة.
وزعمت بيري أن الكاميرات التقطت الرئيس مرسي الذي وصفته بالمخلوع، وراء قصف الاتهام يؤشر إلى رقبته بإشارة "ذبحناه"، فمن يحتاج أكثر من ذلك إلى أدلة على دور الإخوان المسلمين في التسونامي الذي يمر الآن على مصر.
وشددت على أن التنسيق جار على قدم وساق بين المخابرات في كل من القاهرة وتل أبيب، بعد اتهام "حماس" بأنها تقف وراء الأحداث في سيناء لهز أمن مصر.
وأكدت بيري أنه على الرغم عمق التعاون بين إسرائيل ومصر، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن يستقر مثلث الإرهاب، المتمثل في الفرع المحلي الجديد لداعش، والذي يشكله المتطوعون من الإخوان والمتسللون من غزة على جدارها.
وتابعت بالقول: "عندما يظهر هذا المثلث قدرة تنفيذية مفزعة حيال أجهزة الأمن المصرية في سيناء ويهاجم في الوقت نفسه 19 تجمعا للجيش، تشتعل عندنا أضواء حمراء. وعندما يطلقون صاروخا (وحسب المنشورات في الجانب الآخر، يدور الحديث عن ثلاثة صواريخ) إلى الأراضي الإسرائيلية، ينشأ السؤال: إلى متى يمكن الاعتماد على المصريين فقط؟".
ونوهت إلى أن إسرائيل تعتقد أن الجيش المصري يمكنه أن يفعل أكثر وأن يدخل إلى مراكز الإرهاب الحقيقية في جبل هلال وفي كهوف سيناء.. مشددة على أنه يجب على مصر أن تختار إما الصدام مع عصابات إرهابية تتسلل من ليبيا، أو مع الأذرع العسكرية للإخوان و"حماس".
وأشارت بيري إلى أن موجة الإرهاب قوضت احتفالات يوم الذكرى الأولى للسيسي في الرئاسة، والإخوان في أقفاص الاتهام لا يخافون التباهي: "نحن لم نقل بعد الكلمة الأخيرة". وفي القاهرة يستعدون لمنع العملية التالية، ولا أحد يمكنه تخمين أين ومتى ستزرع العبوات.
وختمت بالقول إن الاختبار الكبير للسيسي سيكون خلال الشهر القادم، إذ إن هناك سلسلة طويلة من المناسبات والشخصيات الهامة المدعوة للاحتفال بتدشين قناة السويس الجديدة، مشككة في إمكانية حضورهم، وذلك لأن عصابات الإرهاب وأذرعها مستعدة للتخريب بأي طريقة.