قضايا وآراء

مذيع يهزم انقلابا فكيف بالشعب؟

1300x600
يهزم الانقلاب في كل محفل محلي ودولي، وتبقى الصيغة الشكلية له قائمة بضعف وتمايل، هي حقيقة من يخرج على إرادة الشعوب ويقهرها فكان الخزي يلاحق السيسي في ألمانيا، وحتى وبعيد ما عرف بمهزلة احتجاز المذيع في قناة الجزيرة أحمد منصور تلقى الانقلاب في مصر صفعة كبيرة وسياسية أخطر مما يتلقاه من الرفض الداخلي له. فأحمد منصور انتصر على الانقلاب بإرادته، وكلمته ليفتح الباب أمام تساؤل كبير ومهم حول هشاشة الانقلاب الذي لم يستطع على مدار عامين أن يفتح قنوات مع دول كبرى كي يبرم معها اتفاقيات أمنية تتيح له أن ينقل مرض الدكتاتورية والاستبداد لها.

خطيئة ألمانيا ما زال صداها في كل زاوية، وعلها درس استباقي لكل الدول التي تفكر بأن تجامل الانقلاب على حساب الحريات والقوانين، هو انتصار من نوع آخر ذلك الذي حدث في ألمانيا فبعد زيارة أقل ما يقال فيها "مسخرة" قام بها فريق الطبالين والانقلابيين تكللت بكثير من الصفعات اكتملت بحرية أحمد منصور بات في الواجهة ملف مهم، وهو أن مذيعا انتصر على انقلاب فكيف بالشعب المصري بأكمله ومنصور واحد منهم، إنها حقيقة مرة سيعيشها الانقلاب في المرحلة المقبلة لتكون له في كل يوم لعنة تطارده، فلم تنس رابعة العدوية وأصوات النساء والأطفال يصرخون ألما تحت جنازير دبابات الإرهاب والانقلاب، ولم يكن ذلك ببعيد عن علماء يقتلون في السجون لا في ميادين الرياضة، وغيرها من محطات الفشل التي تتوالى على الانقلاب.

قضية منصور عرت الانقلاب الذي بات يتصرف كثور هائج يعدم المنتخبين ويحرر المجرمين أمثاله، يد تبطش بالشعب، وتدمر مصادر قوته يعبث بأمنه القومي ويرضي الصهاينة الذين حلموا طويلا بتطبيع مع الشعب المصري العظيم.

هي نوافذ وأبواب كانت مفتوحة للانقلاب كي يحول مصر إلى متسول على أعتابها لكنها أغلقت رغما عن أنف حتى حكامها؛ بل وكانت نموذجا ستبنى عليه الكثير من المواقف في المراحل المقبلة، وهذا سينعكس على الحراك الداخلي الشعبي والحزبي في مصر بأنه لا مستحيل أمام الحرية والكرامة، وأن الانقلاب إلى زوال وما ديمومة المناهضة له إلا ولادة الحرية، ووأده قبل أن يكون موضة المهزومين والتابعين في العالم العربي والإسلامي، فالشعب المصري يقف أمام مفترق طرق خطير فيه يحدد مصير خريطة السياسة كلها؛ ولأن الثقة بالله أولا كبيرة، وبإرادة الشعوب فإن التاريخ لن يسجل فقط أن مذيعا انتصر على انقلاب الأقزام بل إن شعبا عملاقا مستمر في ثورته سينتصر ولو بعد حين.