سياسة عربية

يوسف ندا: الحوار مستمر مع من طلب رسالة "إنقاذ مصر"

ندا قال إن إقالة ضباط المخابرات لا علاقة لها بالرسالة - أرشيفية
قال يوسف ندا المفوّض السابق للعلاقات الدوليّة بجماعة الإخوان المسلمين، إن المحادثات مستمرة مع من طلب منه كتابة رسالته لإنقاذ مصر رغم حساسيتها، موضحًا أن له مرجعية واحدة مسؤولة في الإخوان تتابع تحركاته السياسية الأخيرة.

جاء ذلك في حوار عبر البريد الإلكتروني، حرص فيه ندا على تقديم توضيحات ومعلومات حول رسالته، الأسبوع الماضي، وناشد فيها المصريين والمخلصين من أبناء الجيش المصري، إنقاذ مصر، وأثارت جدلاً لدى الرأي العام.

ونفي ندا ما تردد عن وجود علاقة بين رسالته وإحالة تسعة من قيادات جهاز المخابرات المصرية على التقاعد، بقرار جمهوري مؤخرًا، مشيرًا إلى أن لا علاقة لرسالته بالموضوع.

وأصدر رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، قرارا جمهوريا حمل رقم 242 لسنة 2015، بإحالة تسعة وكلاء بجهاز المخابرات العامة إلى التقاعد، بناء على طلبهم، وقالت مصادر مسؤولة في تصريحات صحفية إن هذا إجراء دوري وطبيعي.

وعن موافقة قيادات الإخوان القديمة أو الجديدة على تحركاته، أوضح ندا أن له مرجعية واحدة مسؤولة داخل الجماعة تتابع تحركاته السياسية الأخيرة (دون أن يفصح عن هوية هذه المرجعية).

وتحفظ ندا على الإجابة عن ثلاثة أسئلة، أولها متعلق بالجهة التي يتواصل معها، وثانيها بشأن رده على الاتهامات التي تلاحق رسالته بأنها تهيئ البلاد لـ"انقلاب". أما السؤال الثالث، فكان متعلقًا بوجود علاقة بين رسالته وأحكام الإعدام التي صدرت الثلاثاء الماضي بحق محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب، مكتفيًا بالقول إنه "لن يجيب عنها في الوقت الحاضر".

وفي ما يأتي نص الحوار:

س: اعترض كثير من الإخوان على المبادرة التي أطلقتها مؤخرا، فهل رسالتك تعني أنك تعترض على القيادة الحالية؟

ج: أنا لم أطرح مبادرة، ولكن أعلنت رسالة طلب مني أن أعلنها، والتزمت وما زلت بأن أكون عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين، منذ 68 عامًا، وأسأل الله أن أظل كذلك حتى ألقاه، وليس من العقل أو الحكمة أو الوفاء أن أتدافع تنظيميًا مع جسم الجماعة، ولو أردت أن أفعل ذلك، فكريًا وإجرائيا مع أي من أفرادها عضوًا كان أم قائدًا، فهذا حق لكل عضو يفهم هذه الجماعة.

س: هل قيادات الجماعة الحالية سواء القديمة أم الجديدة توافق على تحركاتك السياسية؟

ج: منذ عملت في السياسة وأنا لا أقبل أن يكون لي إلا مرجع واحد مسؤول من الإخوان، وليس عدة مراجع أو أشخاص مهما كانت أوضاعهم في الجماعة.

س: هل تبنت الجماعة "الإسلام السياسي" على حساب "الدعوي"؟

ج: هذه الجماعة لا علاقه لها بتعبير "الإسلام السياسي"، الذي أطلقه من لم يفهم رساله الإسلام، ورددها من غير فهم أو دراسة، نحن نفهم أن الإسلام دين، ولكن السياسة هي وسيلة من الوسائل التي يستعملها المتدين وغير المتدين لتحقيق التوازن، والعدل، والسلام بين البشر، فإن استعمل الإسلاميون وسائل مثل السياسة  والاقتصاد وغيرها لتحقيق العدالة، فلا يعني ذلك أن الإسلام تحول من دين إلى وسيلة من الوسائل، أو أنه نسب إليها وسمي باسمها، وأصبح (الإسلام السياسي).

الإسلام في فهم الإخوان، هو دين حدد خطوطًا ووسائل تستعمل لتحقيق العدالة والسلام بين البشر، فإن كانت الخطوط التي وضعها غيرهم تتلاقى مع فهمهم، تعاونوا معه، وإن كان غير ذلك حاولوا الدفاع عن فهمهم، وتركوا غيرهم يدافع عن فهمه مثلهم، وقد نهى الله عن إجبار الناس على اعتناق الإسلام (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟)، (ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

وأعتقد إن كان من الإخوان أو من غيرهم من يختلف فهمه عن ذلك، فعليه أن يسأل نفسه: هل فهم هذه الجماعة أم اندفع بفهم منقوص لاستعراض فهمه؟

س: المبادرة التي خاطبت فيها المخلصين من الجيش، وأثارت زوبعة عقب نشرها، قيل إنها تسببت في خروج تسعة وكلاء من جهاز المخابرات العامة، وأنت قلت لقناة الجزيرة القطرية، إنه طلب منك كتابتها.. فهل هؤلاء هم الذين طلبوا منك كتابتها، واكتشف أمرهم بعد التحقيق في أقوالك كما تردد؟

ج: أولًا، أنا لم أطرح مبادرة، وكما قلت وكما عنونت الرسالة، إنها "رسالة"؟ وهناك من ترجموها خطأ أو قصدًا بأنها مبادرة.

ثانيا، أن الأسماء التسعة التي أقيلت بالمرسوم  رقم 242 لسنة 2015، لا علاقة لها بما كتبت.

ثالثا: كيف يعقل أني أتحدث في الرسالة وأقول (أنا لا أدّعي أن الجيش المصري فاقد الوطنية، وفاسد ولكن أقول بوضوح إن بعض قياداته، المتحكمة فيه، هي كذلك)، وقدم ذلك كمبادرة للتفاوض مع من هم كذلك!! وللأسف أن الترجمة كانت خارج الخريطة، سواء ممن يتربصون للاصطياد في الماء العكر، أم حتى الذين تغلب عليهم الأميّة السياسية، من الإخوان أو من غيرهم، فرددوا ما قاله الأوّلون، وعلقوا عليه بالاستهجان والرعونة.

س: هل ما زالت علاقتك مستمرة مع من طلبوا منك كتابة هذه الرسالة، بحسب تصريحك في "الجزيرة؟

ج : الديالوج (الحوار) لم يتوقف رغم حساسيته.


يذكر أن رسالة يوسف ندا، أثارت جدلاً واسعًا واهتمامًا كبيرًا مؤيدًا ومعارضًا، في أوساط الرأي العام المحلي والعربي.

وكان ندا أعلن في رسالة استعداده "لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها"، موضحًا أن النظام المصري غير قادر على معالجة أزمات البلاد، وأن الوضع مرشح للانفجار مرّة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة على مصر لعقود، وهي تنحدر في طريقها للتحول إلى دولة فاشلة.

وحث مفوض العلاقات الدولية السابق في الإخوان المسلمين، من سماهم المخلصين من الجيش المصري على إعادة ترتيب الأوراق، والتجاوب مع حقوق الشعب، ومصالحه، لكي تتجنب مصر، مصير بلدان كسوريا والعراق وليبيا واليمن.

ولتوضيح ما جاء في الرسالة، فقد قال ندا في اتصال مع الجزيرة من لوغانو، جنوب سويسرا، إن جهة -لم يسمها- طلبت منه كتابة هذه الرسالة، وقال إنها موجهة إلى تلك الجهة وليست إلى الإعلام، من دون أن يقدم مزيدًا من الإيضاح، لكنه أكّد في الوقت نفسه، أنه لا يقصد بأي حال من الأحوال التفاوض مع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.