قالت صحيفة "
التايمز" البريطانية في افتتاحيتها إن نظام الرئيس عبد الفتاح
السيسي في مصر يدعي أنه صديق للغرب، ولكنه في الواقع يقمع حقوق الإنسان بوحشية.
وتشير الصحيفة إلى أنه من بين عمليات سلبه للحرية هي إبقاؤه على الصحفي الأسترالي بيتر غريستي مع زميلين مصريين له، هما محمد فهمي وباهر محمد، قيد الاعتقال. ويعمل
الصحفيون الثلاثة لدى قناة
الجزيرة، التي تتخذ من قطر مقراً لها، وتعد معاناتهم هجمة غير محتملة على حرية الإعلام من نظام السيسي.
وتذكر الافتتاحية أن غريستي وفهمي ومحمد قد اعتقلوا في القاهرة في كانون الأول/ ديسمبر 2013 في القاهرة، ووجهت إليهم التهم بنشر تقارير كاذبة والتعاون مع منظمة إرهابية -الإخوان المسلمين.
وتضيف "التايمز" أنه تم سجنهم منذ ذلك الحين، وفي شباط/ فبراير رُفض طلب الإفراج عن غريستي بكفالة وتم تأجيل
المحاكمة، وفي آذار/ مارس استأنف الصحفيون الثلاثة الحكم مباشرة مع القاضي خلال المحاكمة، حيث قال غريستي للقاضي إن فكرة أن تكون لي علاقة بالإخوان المسلمين تتنافى مع المنطق.
وتستدرك الصحيفة أن هذا الاستئناف لم يكن ذا جدوى، فبعد محاكمة مسرحية تم الحكم على الثلاثة بأحكام سجن طويلة في حزيران/ يونيو الماضي. وأمس في محكمة الاستئناف تقررت إعادة المحاكمة، ولكن المحكمة رفضت إطلاق سراحهم بكفالة، ولذلك سيبقون في السجن بانتظار محاكمتهم من جديد، التي لم يعين لها تاريخ محدد، وواضح أنه فات أوان الضغط الصامت من الحكومات الغربية، فقد باءت المحاولات بالفشل.
وتلفت الافتتاحية إلى أن النظام المصري يقوم باحتجاز الرجال الثلاثة، متجاهلاً تماماً حقوق الإنسان والإجراءات القانونية القضائية، فمنذ أن تسلم السيسي السلطة، قبل ثمانية عشر شهراً، قامت حكومته بسجن 15000 شخص وأعدمت المئات، ولا ترى في ممثلي الإعلام الدولي الحر سوى بيارق.
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى أنه يجب إعطاء السيسي إنذاراً بإطلاق سراح الصحفيين على وجه السرعة، أو أن تفرض عليه عقوبات اقتصادية إن لم يلتزم.