بجانب الإعلان عن طرح شهادات استثمار لمشروع القناة الجديدة، هيمن على الصحف
المصرية الصادرة الجمعة (15 آب/ أغسطس 2014) خطاب انتقائي، ولغة موجهة، في تغطية
المظاهرات التي خرجت إحياء لذكرى مذبحة
رابعة، الخميس، بمعظم المحافظات.
وانطلقت هذه التغطية من ترديد لمزاعم حول فشل المظاهرات، ووصمها بالعنف والإرهاب، بالتركيز على صور منتقاة، وأحداث فردية لمجهولين، للقول إنها أعمال تخريبية، وليست مظاهرات سلمية، وبالتالي يسهل حصارها سياسيا، وخنقها شعبيا، وتشويهها مجتمعيا.
والواقع أنها لم تفشل المظاهرات التي خرجت إحياء لذكرى مذبحة "رابعة"، كما ادعت صحف الجمعة، حيث لم تكن مظاهرات شهدت عنفا أو سلاحا، وإنما أريد لها -بالمعالجة الإعلامية الموجهة- أن تكون كذلك، وأن يراها الشعب كذلك، ما يعني أن الإعلام، وفي القلب منه الصحافة المصرية، باتا الأداة الرئيسة للسلطات القائمة في سعيها نحو التمكين لنفسها، والنيل من المعارضة السلمية، وفق مراقبين.
وبدا ذلك جليا في تغطيات صحف الجمعة لتلك المظاهرات. فقد مارست الصحف تعتيما على المطالب المشروعة التي رفعها المشاركون في المظاهرات، ولم تصرح بعدد الشهدء الذين ارتقوا من المتظاهرين السلميين (قال التحالف الوطني لدعم الشرعية إنهم ستة على الأقل)، بينما حرصت على إظهار أن أحد القتلى شرطي، وأسبغت عليه وصف "شهيد"، دونا عن بقية القتلى.
واستخدمت الصحف صورا منتقاة بعناية من الأحداث، لتحقيق هدف شيطنتها للمظاهرات، فنشرت صورا تقول: "جانب من شغب الإخوان في الطالبية" (الأهرام)، و"قوات الأمن تتصدى لأعضاء الجماعة الإرهابية في شارع الهرم" و"أتوبيس نقل عام أحرقه الإخوان بمظاهرات ميدان لبنان" (الأخبار)، و"عناصر الجماعة يقطعون الطريق في المطرية" (الشروق).
وعلى مستوى التغطية الصحفية للصحف المختلفة، لوحظ أن الصحف استخدمت تعبير "الجماعة الإرهابية" للإشارة إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، في إطار حرب المصطلحات التي تمثل جانبا من الجوانب التي يعتمد عليها إعلام الانقلاب.
ولوحظ أن مانشيت الأهرام جاء فيه عبارة عن "رأي"، حيث قالت: فشل مخطط التخريب الإخواني.. استشهاد شرطي ومقتل 3 أشخاص (في حالة الشرطي قيل إنه استشهاد، وفي حق المتظاهرين قيل إنه مقتل، في إعلاء لشأن الشرطي على المواطنين العاديين، وق
ال "أشخاص" هربا من القول إنهم "متظاهرون"، وذلك حصارا لثقافة "التظاهر" التي لا يعترف بها إعلام مصر فيما يبدو.
أما "الأخبار" فاستخدت كلمة واحدة ذات دلالة باللون الأحمر في المانشيت هي: "فشلوا"..". وأضافت: "إحباط مخطط الفوضى الإخواني.. وإبطال مفعول قنابل بالمحافظات".
وفي قلب تام للحقائق، قالت الأخبار: "إرهابيو الجماعة قتلوا 4 مواطنين وحاولوا قطع الطرق وأحرقوا مقرين للأحياء"، علما بأن المواطنين الأربعة القتلى هم من المتظاهرين السلميين أساسا، ، وقد لقوا مصرعهم في المواجهات مع قوات الأمن.
الكلمة نفسها استخدمتها الجمهورية، إذ قالت في مانشيتها باللون الأحمر: "فشلوا.."، مضيفة (في أسلوب دعائي، وحكم مرسل ، ورأي غير مهني): "الشعب انتصر.. ورابعة لن تعود".
وأضافت الجمهورية: "المترو منتظم.. تأثير محدود بالقطارات".
وفي ترويج واضح لفكرة فاسدة تقوم على ربط المظاهرات السلمية بالعمل المسلح، والتشويش على الإدراك العام، وشيطنة رابعة بربطها بالمسلحين، نشرت المصري اليوم (مع مانشيتها) صورتين قالت تحتهما: "المسلحون كما ظهروا في فيديو "كتائب حلوان، وأحدهم يرتدي قناعا باللونين الأسود والأصفر".. و"مسلح يرتدي القناع نفسه في المعادي أمس".
وقالت المصري اليوم (في مانشيتها على ثمانية أعمدة): أول ظهور علني لتنظيم مسلح بالقاهرة في ذكرى رابعة.. 4 قتلى وعشرات المصابين في هجمات على الشرطة ومسيرات مسلحة وأعمال تخريبية.
ويُلاحظ هنا أن "المصري اليوم" تضع "الشرطة" في ثوب الضحية، والمجني عليه الذي يدافع عن نفسه.
بينما تضع المتظاهرين السلميين في موقف الجاني والقاتل والمعتدي.
وفي ربط ذي مغزى، قالت الوطن في المانشيت: "مصر تحارب الإرهاب.. وأمريكا تقمع المتظاهرين".
وأضافت الوطن: "استشهاد رقيب شرطة.. وإحباط عملية إرهابية كبرى في القاهرة.. وإبطال مفعول 11 قنبلة وانفجار واحدة.. (في وقت ذكرت فيه استشهاد رقيب شرطة لم تأت الوطن على ذكر استشهاد خمسة متظاهرين على الأقل)".
وتابعت الوطن: "الأمن الأمريكي يقمع مظاهرات غاضبة لمقتل شاب أسود برصاص الشرطة ويستخدم الغازات وقنابل الدخان. وهكذا، في وقت تبرز فيه الوطن هذه المفارقة تفضح موقفها العنصري مما يجري في مصر، إذ يبدو تعاطفها مع المظاهرات التي خرجت احتجاجا على مقتل شخص أمريكي واحد، بينما لا تعترف بالمظاهرات التي تخرج في مصر احتجاجا على مقتل ليس شخصا، وإنما الآلآف.
وقد استعانت "الوطن" في مقارنتها هذه بصورتين، الأولى لـ"عناصر جماعة الإخوان الإرهابية أشعلوا النيران في أتوبيس نقل عام بحلوان أمس"، و""أمريكيون يقذفون الشرطة أمس بقنابل دخان في ولاية ميزوري احتجاجا على قتلها شابا بالرصاص"، حسبما قالت.
وغير بعيد عن السياق، قالت الوطن أيضا: "لقطات عن قرب من الميدان تكشف "السلاح في يد الجميع".. والقناصة في كل مكان.. صور تُنشر لأول مرة: هذا ما حدث في رابعة".
وأضافت الوطن: "4 شهادات من التيار الإسلامي تحمل التفاصيل.. عبدالحليم: رفضنا دعوة الجماعة لحمل السلاح.. ونشر موجات تكفير الجيش والشرطة.. القوصي: حشود رابعة اتخذوا قياداتهم أربابا من دون الله.. وأبو سمرة: الجماعة أفشلت مفاوضات إنهاء الأزمة قبل الفض".
ويُلاحظ على الصور المنشورة في التقرير السابق (على صفحتين) أنها ملفقة، وغير موثقة.
وفي سياق متصل، قالت الشروق: "الإخوان تحيي ذكرى رابعة بالقنابل وقطع الطرق.. مقتل رقيب شرطة ومتظاهر ومواطن في مواجهات الأمن والجماعة.. إصابة طفل في انفجار عبوة ناسفة بالفيوم.. وإبطال مفعول عبوات بالقليوبية والدقهلية والهرم".
ويلاحظ على هذا المانشيت الادعاء أن المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت إنما هي "مظاهرات الإخوان"، بينما هي مظاهرات رافضي الانقلاب.. وكذلك استمرار التلفيق بالقول: "تحيي ذكرى رابعة بالقنابل" لنزع السلمية عن مظاهرات مؤيدي الشرعية، ورافضي الانقلاب.
كما لوحظ التقليل من عدد الضحايا، والزعم أنهم متظاهر واحد.
وكتبت "اليوم السابع" بمانشيت تحريضي يقول: "جماعة قطاع الطرق الإخوانية.. الإخوان تفشل في نشر الفوضى في ذكرى فض رابعة.. وملثمون يحرقون حي عين شمس وأتوبيسا بحلوان.. ومحاولات فاشلة لقطع الطرق بالقليوبية والشرقية والفيوم والمنيا والغربية".
ومن جهتها، قالت الوفد: "التخريب سلاح الإخوان العاجزين.. الإرهابية فشلت في الحشد وشنت هجمات يائسة على المرافق والمنشآت العامة.. الإرهابيون أحرقوا حي عين شمس ونقطة شرطة العاشر، وحاولوا تفجير قسم العمرانية.. الجماعة استخدمت النساء والأطفال بعد فرار الرجال من مواجهة الأهالي.. وفاة الإرهابي المتهم بحرق قطار أبو قير متأثرا بجراحه.. اشتباكات محدودة وإبطال مفعول 8 قنابل بالمحافظات.. 5 قتلى في اشتباكات الإرهابية وإحباط مخطط الوصول إلى رابعة والنهضة والتحرير.. الداخلية: الضربات الاستباقية أعجزت المحظورة وأصابتها في مقتل".
وعلى الشاكلة نفسها، قالت "الدستور" في عناوينها -بجانب صور الخراب، والحرائق-: "مصر تنتفض ضد الخونة والعملاء.. الإخوان المجرمون قطعوا الطرق وأشعلوا الحرائق وزرعوا القنابل لترويع المصريين. الأهالي يحرقون شارات رابعة.. ويطاردون الإرهابيين في الشوارع".
وقالت التحرير: "الإخوان فشلوا في الحشد. ونجحوا في العنف والإرهاب.. ميليشيات التنظيم تقتل رقيب شرطة في حلوان.. ويزرعون القنابل بالقطارات ويقطعون الطرق ويشعلون الحرائق.. عنف محدود ومتغرق للإخوان.. والداخلية: "الجزيرة" ساعدت الشرطة في القبض على المتهمين".
شهادات استثمار لمشروع القناة
قالت الأهرام: "شهادات استثمار لتمويل مشروع قناة السويس الجديدة". وقالت الأخبار: "شهادات استثمار لتمويل مشروع قناة السويس بعائد 12% سنويا.. فرص عمل للشباب والخريجين بالمشروع.. محلب يعلن التحالف الفائز بتنمية قناة السويس الاثنين".
وقالت المصري اليوم: "تمويل قناة السويس الجديدة بشهادات الاستثمار.. تكليف الحكومة بجدول زمني لاستصلاح مليون فدان خلال عام.. وتوزيع 30 ألفا بالفرافرة الشهر المقبل".
وقالت اليوم السابع: "إعلان التحالف الفائز بمشروع القناة الجديدة الاثنين.. القوى العاملة تتولى التنسيق لتوفير فرص العمل.. وتتلقى الطلبات على الموقع الإلكتروني".
وقالت التحرير: "هيئة قناة السويس مستقلة.. ومميش: إعلان التحالف الفائز الإثنين القادم". وقالت الجمهورية: "الطائرات تحمي القناة.. شهادات استثمار قناة السويس بفائدة 12%".
وقالت المصري اليوم: "قاهر خط بارليف يروي ذكرياته من موقع حفر القناة الجديدة".
التهدئة في غزة
قالت الأهرام: "حماس: نحترم الضمانات المصرية للتهدئة بغزة".
وقالت الشروق: "الشروق" تنفرد بنشر 11 بندا وضعتها مصر لتثبيت الهدنة في
غزة.. فتح المعابر.. إنهاء الحصار.. وقف حفر الأنفاق.. وحماس تشيد بدور مصر".
وقالت "اليوم السابع": "هدنة ثالثة في غزة بجهود مصرية.. نتنياهو يرفض إطلاع وزرائه على تفاصيل المحادثات.. ويديعوت: اقتراح مصري بإقامة ميناء ومطار في القطاع".
وقالت التحرير: "توقعات فلسطينية بتهدئة دائمة في غزة".
أزمة انقطاع الكهرباء
قالت الأهرام: "شلل بمصانع المحلة لانقطاع
الكهرباء". وقالت الأخبار: "وزير الكهرباء: المشكلة تنتهي في سبتمبر". وقالت التحرير: "حكومة محلب تتعثر في امتحان "المية والنور".. وزير الكهرباء: ستنخفض حدة الانقطاعات في سبتمبر.. والمتحدث الرسمي للوزارة: لا.. في ديسمبر".
وقالت الجمهورية: "بعد تزايد الهجمات على منشآت الكهرباء: إعلان الحرب على ثوار الظلام.. نقاط أمنية ثابتة.. كمائن لاصطياد الإرهابيين.. تأمين 200 ألف برج".
وقالت الشروق: "الضلمة تعم مصر.. انقطاعات الكهرباء أكثر من ضعفي قدرات السد العالي.. والعسيري: ملف المحطة النووية أمام الرئيس.. والوزارة: نقص الوقود وارتفاع الاستهلاك والتخريب وراء الأزمة".
وقالت الوطن: "الأمن الوطني: موظفون ينتمون للإخوان وراء استهداف أبراج الكهرباء".
وقالت الوفد: "أزمة الوقود تضرب محطات الكهرباء و40% عجزا في التيار". وقالت الدستور: "الظلام يضرب مصر 18 ساعة ومخاوف من الظلام الكامل".
شعبيات
قالت الأخبار: "الهاربون من جحيم ليبيا: عوضنا على الله". وتساءلت الجمهورية: "طوابير السلع التموينية.. متى تختفي؟". وقالت الوطن: "بعد يومين فقط من تطبيق النظام الجديد.. أهالي الجيزة يشتكون: خبز المنظومة رديء وقليل.. ومندوب التموين: احمدوا ربنا".
وقالت الجمهورية: "سوق الكشافات ولعت".
حكوميات
قالت المصري اليوم: "محلب: اللجنة ستيدأ العمل بسرعة جبارة.. والهنيدي: لدينا أجندة تشريعية مهمة.. لجنة الإصلاح التشريعي العاجل تجتمع مرة واحدة قبل نهاية عملها اليوم".
وقالت المصري اليوم: "12 مليار دولار من الخليج لمصر في أكتوبر.. المساعدات الجديدة تصل على مراحل .. و"بيومي": الدولة تسعى لجذب استثمارات".
وقالت "المصري اليوم": "التخطيط: 17 مليار جنيه لتنفيذ المشروع القومي للطرق". وقالت الشروق: "الحكومة تنفق على التأمين الصحي الاجتماعي من عائدات القمار والخمور والسجائر والملاهي".
وتساءلت التحرير: "لماذا تأخرت حكومة محلب في إعلان حركة المحافظين؟". وقالت الجمهورية: "ليلى إسكندر: المواطن محور تطوير العشوائيات".
وقالت الأخبار: "مشروع المليون فدان يبدأ في توشكى والواحات الشهر القادم". وقالت الأخبار: "القاهرة تطالب إثيوبيا بخفض ارتفاع سد النهضة". وقالت الأخبار: "افتتاح منفذ قسطل الحدودي مع السودان".
انفرادات وموضوعات متنوعة
بجانب الموضوعات السابقة، اهتمت صحف الجمعة بإبراز عدد من القضايا المتنوعة كالتالي:
قالت الأهرام: "حصاد زيارة الرئيس لروسيا.. علاقات دولية متوازنة.. آفاق اقتصادية جديدة.. تنويع مصادر السلاح.. مكاسب قياسية للبورصة في ذكرى فض رابعة".
وقالت الأخبار: "الأخبار تنشر الشهادات السرية لطنطاوي وعنان والرويني في محاكمة مبارك".
وقالت الوطن: "هيومان رايتس" تواصل تجاهل إرهاب الإخوان وتنشر فيديو جديدا عن الفض.. تقصي الحقائق: السيسي يتسلم تقرير فض اعتصامي رابعة والنهضة 21 سبتمبر.
ومن جهتها، قالت اليوم السابع: الطب الشرعي يرد على فضيحة "رايتس ووتش".. و17 منظمة تدين تقريرها عن رابعة.. عبدالحميد: تشريح 627 جثة فقط.. و11 حالة تعذيب في الاعتصام.. ولا صحة لقرارات الانتحار.
وقالت الشروق: "طائرة السيسي تمر ب7 دول لتجنب الأجواء التركية".
وأخيرا، قالت الشروق: "قاضي مبارك للمصريين: ادعوا لي أن أحكم بالعدل.. رئيس محكمة القرن لـ"الشروق": علنية الجلسات حق للشعب.. وطبقت القانون في كل إجراءاتي".