قال الصحفي الأمريكي
كريس هيدجيز إن الغزو وعمليات القصف على
غزة، ليست من أجل القضاء على حركة حماس، وليست من أجل وقف إطلاق الصواريخ على
إسرائيل، وليست من أجل تحقيق السلام، إنما قرار إسرائيل بقتل وتدمير وهدم غزة.
وأضاف هيدجيز في كلمة له منشورة على يوتيوب أن إسرائيل تشن حربها على غزة من أجل استخدام أسلحتها الحديثة والمدمرة، للقضاء على السكان المدنيين الذين لا يستطيعون القتال، هي المرحلة النهائية من حملة استمرت لعقود طويلة، لإبادة الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الاعتداء على غزة هو من أجل إنشاء أحياء يهودية قذرة ينعدم فيها القانون في الضفة الغربية وفي قطاع غزة . حيث بالكاد تكون حياة الفلسطينيين فيه محتملة، هي من أجل بناء سلسلة مطوقة من المقاطعات الفلسطينية، حيث سيتمكن الجيش الإسرائيلي على الفور من إيقاف حركات النقل، وقطع الطعام والدواء والغذاء ليدوم عليهم الشقاء.
وشدد على أن الامتيازات والسلطة وبالأخص السلطة العسكرية، هي خطيرة وسامة، وأن أعمال العنف تقضي على جميع من يقف في وجه قواتهم أو يقاومها، وحتى من يحاول استخدامها لكي يصبح الطرف الأقوى.
وأجرى هيدجيز مقارنة بين ما تمتلكه إسرائيل والمقاومة الفلسطينية من أدوات قتالية، قائلا إن إسرائيل تستخدم طائرات هجوم متطورة وسفن بحرية؛ لقصف مخيمات اللاجئين المكتظة، والمدارس والمباني السكنية والمساجد، والأحياء الفقيرة، في مواجهة سكان ليست لديهم قوات جوية، ولا دفاع جوي ولا قوات بحرية، ولا أسلحة ثقيلة ولا وحدات مدفعية ليس لديهم مدرعات ولا آليات ولا قيادة عسكرية وليس لديهم جيش.
وتساءل كيف تسمون هذه حربا، لا هذه ليست حربا، هذا اغتيال، مضيفا أن الأطفال الفلسطينيين القتلى مصطفون بشكل وكأنهم يغطون في النوم، على أراضي المستشفيات الرئيسية في غزة.
وأضاف كناية عن المستقبل لن تتحدث إسرائيل إلى فلسطين من الآن فصاعدا إلا بلغة الموت.
وأكد أن الذين يرتبون مثل هذه الحصارات لا يدركون كمية الغضب الرهيبة، التي تتولد عن الذل والعنف العشوائي والظلم، فالآباء والأمهات يموت أطفالهم، بسبب قلة اللقاحات أو ندرة الرعاية الصحية لا ينسون ذلك، والطفل الذي تموت جدته أثناء احتجازهم في نقطة تفتيش إسرائيلية، لا ينسى ذلك، عوائل تحمل أجساد أطفالها المصابة للمستشفيات لن ينسوا ذلك أبدا، كل من تحمل الذل والظلم وموت أحبابهم، لن ينسوا ذلك أبدا، فهذا الغيظ أصبح فيروسا للذين يتخبطون في وضح النهار.
وتساءل الكاتب ألم يتعجب أحدكم من أن 71% من طلبة المدارس في غزة بعد إجراء مقابلة معهم صرحوا بأنهم يريدون أن يصبحوا شهداء، فالامتناع الذي صدر بدائة من قائدنا السياسي باراك أوباما والأعضاء الخمسة من مجلس الكونجرس دفاع الإعلام الرئيسي عن سلطة القانون ومبدأ حقوق الإنسان الأساسية، تظهر لنا كم نحن جبناء ومنافقين.
وشدد على أن الحوارات العامة بشأن الهجمات على غزة تناقش ادعاءات منافية للعقل تخص الإسرائيليين، وليس الفلسطينيين الذين تهدد كرامتهم وأمنهم.
ونوه إلى أنّ الدفاع الأعمى عن إسرائيل مؤلم حد الوجع للفلسطينيين، فهذه خيانة لذكرى الضحايا الذين قتلوا في عمليات الإبادة الجماعية في أوقات سابقة.
وتحدث عن الهولوكوست قائلا فما نستفيد منه من محرقة الهولوكوست، هو أن اليهود ليسوا مميزين ولا فريدين من نوعهم ، ولا ضحايا مستهدفين أبديا، وما نستفيده من محرقة الهولوكوست هو أنه عندما تكون لديك القدرة على وقف الإبادة الجماعية, ولكنك لا تفعل ذلك بغض النظر عن من يقود تلك العملية، أو لمن هي موجهة له فأنت جدير بالملامة.
وخلص هيدجيز إلى أنّ الأمريكيين هم الملامون بما يحصل قائلا "نحن الملامون لأننا نملك مقاتلات نفاثة طراز إف 16، وطائرات مروحية مقاتلة من طراز أباتشي، وقنابل ذكية يصل حجمها إلى 250 رطل من نوع جي بي يو 39، وهذه كلها جزء من ثلاثة مليارات من المساعدات العسكرية التي نمد بها إسرائيل، الفلسطينيون يقتلون في هذه الأثناء بأسلحة صنعت في أمريكا، لكن أعتقد أن قسوة قلوبنا وعدم اكتراثنا لمعاناتهم هي أمر متوقع ، لأنه وفي نهاية المطاف نحن من نقتل النساء والأطفال ، وعلى صعيد أسرع في العراق وأفغانستان".