قال شهود إن انفجارات ومعارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات سمعت بالقرب من معسكرين للجيش في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة الأربعاء.
جاء ذلك بعد يومين من اقتحام مسلحين البرلمان في آخر محاولة
انقلابية تشهدها البلاد.
وقال سكان إن عدة انفجارات مدوية وقعت بالقرب من ثكنة اليرموك في حي صلاح الدين لكن لم يتضح السبب. ويبدو أن إطلاق النار والانفجارات خمدت فيما بعد.
ووقعت أيضا معارك ضارية بالقرب من معسكر للجيش في ضاحية تاجورا الشرقية. وقال أحد سكان تاجورا "إننا نسمع انفجارات مدوية وطلقات نارية بالقرب من المعسكر لكننا لا نعرف من يطلق النار".
وكانت المناطق الأخرى من المدينة هادئة فيما يبدو.
وكانت طرابلس أصبحت أهدأ في اليومين الماضيين بعد أن اقتحم رجال ميليشيا تابعين للانقلابي اللواء خليفة
حفتر البرلمان، واشتبكوا لساعات مع الجيش الليبي على طريق المطار الأحد.
وبدأ الجمعة، اللواء المنشق حفتر ما سماه حملة عسكرية على الجيش الليبي في بنغازي بشرق البلاد وأعلن أيضا المسؤولية عن الهجوم على البرلمان في طرابلس.
وكان حفتر وميليشيات أخرى طالبوا باستقالة البرلمان.
وكان البرلمان قال في شباط/ فبراير إنه سيجري انتخابات مبكرة بسبب الضغوط التي فرضها الانتقال الفوضوي لليبيا إلى الديمقراطية منذ ثورة عام 2011 التي أطاحت بالقذافي.
رئيس الحكومة الليبية المقال علي زيدان يعلن دعمه لـ"حفتر"
من جهة أخرى أعلن رئيس الحكومة الليبية المقال علي زيدان، الثلاثاء، دعمه للواء المنشق حفتر، في العملية العسكرية التي أعلن عنها.
ودعا زيدان، في مداخلة له عبر فضائية "
ليبيا لكل الأحرار" وهي فضائية خاصة، كافة الضباط الليبيين إلى "الانضمام لزملائهم في معركة الكرامة وهو الاسم الذي أطلق على العملية العسكرية"، داعيا الليبيين إلى "الالتحام مع الجيش بمدينة بنغازي في حربه على الإرهاب".
وأشار زيدان إلى "إجراء اتصالات مع المجتمع الدولي، وطلب الدعم من أجل استعادة الدولة في ليبيا"، متابعا أن "العالم لن يقف موقف المتفرج"، دون بيان كيفية التحرك الدولي.
ووصف رئيس الحكومة السابق، المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي أقاله في آذار/ مارس الماضي بـ"الجسم العاجز"، مضيفا أنه "لن تتحسن الأوضاع في ليبيا إلا بإزالته"، دون إعطاء خارطة طريق لما بعد إزالته.
مدير مديرية الأمن الوطني بالعاصمة طرابلس ينفي الالتحاق بحفتر
وفي سياق متصل، نفى مدير مديرية الأمن الوطني بالعاصمة طرابلس، العقيد محمد السويسي، انضمام قوات الأمن بالمديرية إلى ما تعرف بعملية الكرامة التي يقودها حفتر، واصفاً ذلك بأنها "إشاعات هدفها خلط الأوراق".
وقال السويسي، في تصريحات لوكالة الأناضول، الثلاثاء، إنه "لن يخون الأمانة أو ينقلب على إرادة الشعب الليبي".
وكانت وسائل إعلام محلية وإقليمية قد نقلت معلومات حول انضمام مديرية الأمن في طرابلس للعمليات العسكرية التي يقودها اللواء حفتر المتهم بمحاولة الانقلاب على السلطة.
وناشد السويسي الشعب الليبي "ضرورة التظاهر والتعبير عن رأيهم لما يحدث"، مضيفا "نحن سنضمن الوقوف مع الشعب، ما إذا كانوا مع العمليات العسكرية أو ضدها".
وأبدى السويسي خشيته من تحول العاصمة طرابلس، المكتظة بالسكان، لساحة حرب مفتوحة بين الأطراف المتنازعة ما لم تستطع التوصل لتوافق وطني يضمن الاستقرار وعودة الهدوء الدائم.
جاء ذلك في وقت أعلنت فيه مديرية الأمن الوطني بمدينة بنغازي الليبية، الثلاثاء، انضمامها لقوات حفتر.
وتعيش مدينة بنغازي، منذ الجمعة الماضية، على وقع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للواء المنشق حفتر مما خلف 75 قتيلا و136 جريحا، بحسب وزارة الصحة الليبية.