واصلت النخب "
الإسرائيلية" حث صناع القرار في تل أبيب على تعميق استغلال مظاهر التقاء
المصالح بين "إسرائيل" والسعودية لخدمة المصالح "الاستراتيجية" للكيان الصهيوني.
وقال زلمان شوفال، السفير "الإسرائيلي" الأسبق في واشنطن إن كلاً من "إسرائيل" والسعودية تلتقيان في الموقف من "
الإخوان المسلمين" ومستقبل الأوضاع في مصر وإيران، مشدداً على أن هذا الواقع يسفر عن نتائج إيجابية.
وفي مقال نشره أمس في صحيفة "إسرائيل اليوم" حث شوفال الحكومة "الإسرائيلية" على إعادة تقييم موقفها من جديد من مبادرة السلام
السعودية، بشرط أن يتم شطب كل البنود التي تضمنتها وتمثل إملاء على إسرائيل.
وأكد شوفال أن السعودية تشارك "إسرائيل" القلق من توجه إدارة أوباما لتقليص تواجدها العسكري في العالم وفي المنطقة بشكل خاص، وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على حلفاء واشنطن في المنطقة.
ونوه شوفال إلى أن ما يثير حفيظة القيادة السعودية من السلوك الأمريكي حقيقة أنها ترى أن الولايات المتحدة لم تنتبه للمخاطر الناجمة عن الربيع العربي.
وأوضح شوفال أن السعوديين غاضبون من أمريكا لصمتها على خلع مبارك وعدم تأييد الانقلاب على مرسي بقوة، معتبراً أن سلوك الأمريكيين تجاه مصر مثل أحد مصادر تراجع منسوب الثقة السعودية بواشنطن.
وشدد شوفال على أن الأمريكيين توقعوا أن تقف واشنطن بدون تردد إلى جانب الجنرال السيسي بعد انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي، منوهاً على أن السعوديين معنيون بدعم حكم الجنرالات في مصر.
وأعاد شوفال للأذهان حقيقة أن العلاقة بين السعودية وإسرائيل أقيمت على أساس معادلة بسيطة: النفط مقابل الأمن، أي أن الولايات المتحدة تتولى الدفاع عن النظام السعودي في مواجهة التحديات الخارجية، مقابل أن تضمن الرياض تواصل إمدادات النفط السعودية.
وأشار شوفال إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة حسنت بشكل كبير من انتاجها من النفط، إلا أن 15% من احتياجاتها من النفط تحصل عليها من السعودية حتى الآن.
وشدد شوفال على أن ما فاقم اليأس والإحباط السعودي تجاه إدارة أوباما هو سياساتها تجاه البرنامج النووي
الإيراني، منوهاً إلى أن القيادة السعودية لاحظت أن هناك ما يؤشر على تسليم الأمريكيين بتحول إيران إلى قوة نووية.
وبيّن أنه على الرغم من أن الرئيس أوباما حاول خلال زيارته الأخيرة إقناع السعوديين بأن سياسته تجاه إيران تؤتي أكلها وأنه لن يسمح لها بتهديد السعودية، إلا أن السعوديين غير مطمئنين إلى هذه التعهدات، سيما وان الرياض تخشى أن تتحول إيران إلى قوة إقليمية تهيمن على المنطقة بأسرها.
وأوضح شوفال أن السعوديين يرون أن قدرة إيران على تعزيز مكانتها في المنطقة يتوقف على حصولهم على سلاح نووي وعلى تعزيز علاقتهم بالولايات المتحدة، مشيراً إلى أن السعوديين قلقون من إمكانية أن يعلن الأمريكيون عن اتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي دون أن يتأكدوا من أن الإيرانيين قد تخلوا تماماً عن طموحاتهم النووية.
وشدد على أن أي توافق أمريكي إيراني سيفاقم من حماس إدارة الرئيس أوباما لنقل ثقل تركيزها من الشرق الأوسط للشرق الأدنى، وهذا يمس المصالح السعودية لأنه سيمنح إيران منفذا لمواصلة "مؤامراتها ضد الدول الخليجية".
ونوه شوفال إلى أن السعودية ترى إنها تواجه محورين خطيرين، أحدهما المحور الشيعي بقيادة إيران، والآخر المحور السني الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح شوفال أن السعودية ترى أن المحور السني بقيادة الإخوان يهدد مكانة الأنظمة "السنية المعتدلة".
ونوه إلى أن الصراعات داخل "الحور السني" أدت مؤخراً إلى قرار إعادة سفراء كل من السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة، في أعقاب قيام قطر باتباع سياسة مساندة لجماعة الإخوان المسلمين، كما لفت إلى أنه على الرغم من الابتسامات التي ظهرت على وجوه الذين شاركوا في اجتماع أوباما مع الملك عبد الله، إلا أن هناك ما يؤشر على أن الخلافات الجوهرية بين الجانبين ظلت كما هي.
وفي سياق آخر، ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الليلة الماضي أن اليهود قدموا عام 1917 اقتراحاً لوزير خارجية بريطانيا بلفور يدعو لإقامة دولة يهودية في منطقة "الإحساء" شرق السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتبة الوثائق البريطانية كشفت النقاب عن أن مشروع الاقتراح تقدم به طبيب يهودي روسي كان مقيماً في باريس، مشيراً إلى أن الاقتراح رفض من قبل بلفور، الذي أصر على إقامة "الوطن القومي" لليهود في فلسطين.