سياسة عربية

رفض عربي وإسلامي واسع لدعوة ترامب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة

رفضت كل من مصر والأردن دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة- الأناضول
شددت دول ومؤسسات عربية وإسلامية على رفضها دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهجير فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه مصر والأردن، ودعت إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

جاء ذلك بحسب مواقف رسمية صادرة من مصر والأردن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأزهر، يومي الأحد والاثنين.

وفي وقت سابق، قال ترامب؛ إنه يضغط على الأردن ومصر ودول عربية أخرى لاستقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما رفضته كل من عمان والقاهرة.

منظمة التعاون الإسلامي
والاثنين، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن "رفضها وإدانتها المخططات الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو طويل الأجل، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية".

وجددت المنظمة، في بيان، تأكيد دعمها المطلق لحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته.

ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن "إنهاء الاحتلال والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير واستعادة حقوقه المشروعة بما فيها حقه في العودة وتجسيد سيادة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".

مصر
والأحد، شددت وزارة الخارجية المصرية على رفض القاهرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة أو نقلهم خارجه سواء "بشكل مؤقت أو طويل الأجل"، مؤكدة  "تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية".

وأكدت في بيان نشرته عبر معرفاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، "استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي إلى "العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني، وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967".

الأردن
بدوره، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، رفض بلاده لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مشددا على ثوابت الأردن في دعم حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.

وقال الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة الأردنية عمان، مع كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاخ؛ إن "ثوابتنا واضحة، وتثبيت الفلسطينيين على أرضهم ثابت أردني، لم ولن يتغير".

وأضاف أن "رفض الأردن للتهجير ثابت لا يتغير، وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام الذي نريده جميعا"، مشددا على أن "حل القضية الفلسطينية في فلسطين، والأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين".

الجامعة العربية
قالت الجامعة العربية؛ إن "محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان، ثبت فشلها في السابق، وهي مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي".

وأضافت الجامعة العربية، في بيان، أنه "لا يُمكن أن يُسمى ترحيل البشر وتهجيرهم عن أرضهم قسرا سوى بالتطهير العرقي"، بحسب وكالة الأناضول.

وشددت على أن "الالتفاف على هذه المبادئ الثابتة والمحددات المستقرة، التي حظيت بإجماع عربي ودولي، لن يكون من شأنه سوى إطالة أمد الصراع، وجعل السلام أبعد منالا"، مشيرة إلى أن "القضية الفلسطينية العادلة هي قضية أرض وشعب، وأن محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان، ثبت فشلها في السابق".

والاثنين، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن "الجامعة تقف بشكل قوي ومبدئي في مساندة الموقف المصري والأردني الرافض للأفكار التي يتم الترويج لها بخصوص تهجير الفلسطينيين".

وأضاف: "الموقف العربي لا يساوم في موضوع تهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء في غزة أو الضفة، والاصطفاف العربي المساند لموقف كل من مصر والأردن واضح ولا لبس فيه.. والأطروحات القديمة المتجددة بتهجير أصحاب الأرض من أراضيهم هي أطروحات مرفوضة ولا طائل من مناقشتها".

الأزهر 
وأعرب الأزهر، في بيان، عن "رفضه القاطع لكل مخططات ومحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، في محاولة بائسة وظالمة لتمكين الكيان المحتل من وطنهم ومقدراتهم، واغتصاب حقوقهم، بعد فشل هذا الكيان الغاصب في سلب أرض غزة الفلسطينية، لأكثر من خمسة عشر شهرا من جرائم ومذابح لم يعرف لها مثيل في التاريخ الحديث".

وشدد على أن "غزة أرض فلسطينية عربية، وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن المحتل الغاصب ومن خلفه يحاولون سلب الأرض بالقتل والتخريب وسفك الدماء البريئة، كما اعتادوا تزييف التاريخ ومحو الحقائق في ظل تواطؤ عالمي غير مسبوق".

الإخوان المسلمون
أدانت جماعة "الإخوان المسلمين" تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة، أسامة سليمان؛ إن الجماعة تدين تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن، مشددا على أن "الموافقة على التهجير مشاركة في جريمتي التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ارتكبهما الاحتلال ضد القطاع، وأدين فيهما قادته أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية".

وأضاف في بيان نشر عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للجماعة، أن "التهجير هو الحلقة المتممة للدمار والقتل والتجويع، وهدم المرافق والبنى التحتية؛ لإجبار السكان الأصليين على ترك أرضهم"، لافتا إلى أن الجماعة تعتبر أن "أي هجرة (عملية تهجير) بعدما فقد الناس أسباب الحياة هجرة (قسرية) وإن بدت طوعية".

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأمة الإسلامية والعربية "بالوحدة والوقوف أمام المؤامرات المستمرة على غزة العزة وآخرها محاولة تهجير أهلها إلى مصر والأردن".

ووجه الاتحاد دعوة إلى "الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وأحرار العالم لمنع الانتهاكات الخطيرة للمبادئ والقوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية، وبفرض العقوبات الدولية على الاحتلال الصهيوني على جرائمه الوحشية".