ملفات وتقارير

"ميدل إيست مونيتور" يعلن أسماء الفائزين بجائزته السنوية عن الكتاب الفلسطيني

حضور حاشد في حفل الإعلان عن جائزة الكتاب الفلسطيني باللغة الإنجليزية في بريطانيا للعام 2024.. عربي21
أعلن موقع "ميدل إيست مونيتور"، مساء أمس الجمعة، رسميا عن أسماء الفائزين بجوائز فلسطين للكتاب للعام 2024، في أمسية أقامها في أحد فنادق العاصمة البريطانية لندن، وحضرها عدد من الكتاب والإعلاميين والسياسيين يتقدمهم السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط.

وأقيم حفل توزيع الجوائز الثالث عشر في تاريخ هذه الجائزة التي دأب عليها موقع "ميدل إيست مونيتور"، في الليلة التالية لحدث غير رسمي في لندن، حيث تحدث فيه مؤلفو الأعمال المدرجة في القائمة المختصرة إلى جمهور من عامة الناس حول كتبهم ووجهوا أسئلتهم. وقد أتيحت الفرصة للحضور لشراء الكتب والحصول على توقيع المؤلفين عليها.

وفي حفل هذا العام، الذي خيمت عليه أجواء الحرب الحزينة، وطغت عليه حكايات الغياب والمعاناة التي أحدثتها حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني لأكثر من عام، تم تقديم أكثر من 50 كتابًا للنظر فيها من قبل المحكمين، حيث تم اختيار سبعة كتب من القائمة المختصرة وتمت تسمية ستة كتب فائزة في خمس فئات منفصلة.

افتتح الدكتور داود عبد الله، مدير موقع ميدل إيست مونيتور، الأمسية بتسليط الضوء على صراعات العام الماضي من غزو إسرائيل وجرائم الحرب في غزة، قائلاً: "لقد شهدنا أمثلة على أسوأ ما في الإنسانية وأفضل ما في الإنسانية"، وقد تجلى الأول "في المذبحة المروعة للنساء والأطفال على مدار العام الماضي".


                                  داود عبد الله.. مدير موقع ميدل إيست مونيتور

وقال إن هذه الجرائم أثرت حتى على موقع "ميدل إيست مونيتور" وموظفيه أنفسهم، حيث "قُتلت إحدى كاتباتنا مع زوجها وأطفالها" على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما فقدت موظفة أخرى في المملكة المتحدة "28 من أفراد أسرتها في ضربة واحدة".

وأشار الدكتور عبد الله بقوة إلى حقيقة مفادها أن "العديد من الحكومات الغربية أصبحت متواطئة في هذه الجريمة الضخمة، وبالطبع الحكومة البريطانية"، وقال: "إن وزير خارجيتنا ورئيس وزرائنا كلاهما محاميان في مجال حقوق الإنسان، لكنهما رفضا وصف الإبادة الجماعية في غزة بما هي عليه".

وأضاف: "إن جمعية المحامين الفلسطينيين وجهودها المستمرة تمثل عزم الشعب الفلسطيني على تحرير نفسه من هذا المشروع الاستعماري".

ثم صعدت الدكتورة غادة كرمي، الأكاديمية والطبيبة والمؤلفة الفلسطينية المولد، إلى المنصة لإلقاء خطابها الرئيسي. وقالت: "نحن نجتمع في وقت مظلم للغاية في تاريخ فلسطين"، وشكرت كل "أولئك الذين يحافظون على شرارة فلسطين مشتعلة". ورغم أن الدكتورة كرمي أعربت عن أسفها لأن "ما نمر به الآن أسوأ... ولم ينته بعد"، إلا أنها أشادت بمهرجان فلسطين الأدبي باعتباره حدثًا "يبرز كجهد آخر ضد إبادة الفلسطينيين وإبادة فلسطين".


                                             غادة الكرمي.. كاتبة فلسطينية

وقد تم تكريم كرمي لاحقًا بجائزة الإنجاز مدى الحياة لتفانيها وجهودها المستمرة لتسليط الضوء على محنة الفلسطينيين. وسلط الحكام الضوء على كيفية تقاطع عملها مع عدد من المجالات، من المقالات الإعلامية، إلى الروايات والمحادثات، كل ذلك في محاولة لمواصلة رفع صوت الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.

وأكد السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة، حسام زملط، على ضرورة الحفاظ على الأدب والثقافة الفلسطينية، وقال: "الثقافة هي ما يجمع الفلسطينيين، وأعتقد اعتقادًا راسخًا أن الانتفاضة الثالثة ستكون ثقافية".

وأصر زملط على أن الفلسطينيين يواجهون الإبادة الجماعية على يد إسرائيل، وأن الحكومات الغربية "تواصل تقديم الغطاء العسكري والقانوني والدبلوماسي لإسرائيل". وأشار إلى أن فلسطين في الدوائر الدبلوماسية "وسعت دائرة دعمنا في جميع أنحاء العالم"، وعلى المستوى العالمي، قال إنه لم ير أي حركة عالمية مؤثرة منذ الحركة ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.


                                     حسام زملط.. سفير فلسطين في بريطانيا

وأكد أن "المد يتحول"، وقال إن جهود التضامن مع فلسطين ليست مجرد جهد من أجل العدالة الفلسطينية، بل أيضًا العدالة العالمية، حيث تمثل الرموز الفلسطينية ذلك من الكوفية إلى البطيخ.

وقال زملط: "نحن لسنا وحدنا، نحن الحشد، نحن أصوات الكثيرين. سنخرج منها [هذه الإبادة الجماعية] شعبًا حرًا في فلسطين الحرة".

وتم تقديم أول جائزة في المساء، وهي الجائزة الأكاديمية، للدكتورة ليزا بهونجاليا عن كتابها "الإمبراطورية المرنة: إعادة تشكيل الحرب من خلال المساعدات في فلسطين".

وأصبحت رواية "لانا تصنع البيتزا الأرجوانية: حكاية طعام فلسطيني" لـ أماندا نجيب أول كتاب للأطفال يحصل على جائزة فلسطين للكتاب.

وقد أشاد المحكمون بالكتاب لكونه "الكتاب الخفيف المثالي لبدء محادثة حول فلسطين مع صغارك". وقالت نجيب عند استلامها الجائزة إن "قصصنا تستحق أن تُسلط عليها الأضواء، ليس فقط كشهادة على صمودنا، ولكن كاحتفال بوجودنا". وأهدت الجائزة "لأطفال غزة وجميع الأطفال الفلسطينيين الذين يحلمون بوطن حر"، قائلة إن مثل هذه القصص يمكن أن "تلهم أطفالنا لحمل إرثنا إلى الأمام، حتى تحت الحصار، حتى في مواجهة كل محاولات محونا".

وفازت ساندرا باريلارو وتيريزا أرانغورين بالجائزة الإبداعية عن كتابهما "ضد المحو: ذاكرة فوتوغرافية لفلسطين قبل النكبة" خلال حفل توزيع جوائز فلسطين للكتاب 2024

وفاز حازم جمجوم بجائزة الترجمة عن ترجمته لعمل الكاتب الفلسطيني الشهير غسان كنفاني "ثورة 1936-1939 في فلسطين"، وهو العمل الذي قال عنه الحكام إنه "يقدم تحليلاً فريداً لواحدة من أهم الثورات الفلسطينية ضد الاستعمار البريطاني والمستوطنين الصهاينة في فلسطين، وهي ثورة 1936، والتي تجسدت في العصيان المدني والإضراب العام والكفاح المسلح".


                                             حازم جمجوم الفائز بجائزة الترجمة

وقدم عضو لجنة التحكيم في جائزة ميمو للكتاب فراس أبو هلال جائزة التاريخ الشفوي التي حصلت عليها خديجة حباشنة عن كتابها "فرسان السينما: قصة وحدة الفيلم الفلسطيني"، ومع أن حباشنة لم تتمكن من حضور الاحتفال، فقد تسلم الجائزة نيابة عنها وجيه عمار، الذي ألقى كلمة أوضح فيها علاقة خديجة بالسينما وأن زوجها الراحل مصطفى أبو علي كان أحد أهم مؤسسي السينما الفلسطينية.


                                         فراس أبو هلال.. رئيس تحرير "عربي21"

وجوائز كتاب فلسطين (Palestine Book Awards)‏ هي جوائزٌ يمنحها موقع "ميدل إيست مونيتور" (MEMO)، وهي منظمةُ مراقبةٍ صحفيةٍ غير ربحيةٍ تأسست في 1 يوليو (تموز) 2009، وتركز على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تُمنح الجوائز سنويًا تقديرًا لأفضل الكُتب الجديدة باللغة الإنجليزية حول أي موضوعٍ مُتعلقٍ بفلسطين.

وتضم لجنة التحكيم هذا العام كلا من: بروفيسور نور مصالحة، والدكتورة عفاف الجابري، والدكتورة أشجان عجور، وسواد حسين، وفراس أبو هلال، والدكتور إبراهيم درويش.

وتأسست الجائزة في عام 2012 تشجيعًا لإبراز الجهود المبذولة حول المواضيع الفلسطينية باللغة الإنجليزية في الشعر والأدب والأبحاث، كما أنها تهدف إلى محاولة تشجيع المؤلفين والناشرين على إنتاج المزيد من الأعمال عن فلسطين.

يُفتح باب الترشيحات في شهر يناير (كانون الثاني) من كل عام، وعادةً ما يتم اختيار ستة أو سبعة كتب تُوضع ضمن قائمةٍ مختصرةٍ لثلاث فئات: أكاديمية ومذكرات وإبداعية. ثم تقوم لجنةٌ من الحكام باختيار الكتب الفائزة.

وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يحصل حدثان لتكريم المؤلفين المختارين؛ الحدث الأول يتضمن مناقشتهم لكتبهم معًا في أمسيةٍ مفتوحة، أما الثاني فيكون أمسية عشاء بدعوة يتم فيها إعلان الفائزين وتقديم جوائزهم. ويجمع العشاء ضيوفًا من العديد من المجالات المهتمة بفلسطين، بما في ذلك الأكاديميون والسفراء والكتاب والناشرون والصحفيون وأعضاء البرلمان وزوار فلسطين الدائمون.