سياسة عربية

فنانون فلسطينيون: عدوان الاحتلال لا يقف عند البشر بل يطال الهوية والتراث

الفن والسينما يلعبان دورًا حاسمًا في إعلاء صوت الفلسطينيين وتحقيق التغيير. (فيسبوك)
حذر فنانون ونقاد فلسطينيون من أن الاحتلال لا يكتفي في حربه ضد الفلسطينيين باستهداف البشر، وإنما يسعى لطمس هويتهم ومعالمهم الثقافية كذلك.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية استضافها مركز العودة الفلسطيني في لندن الأسبوع الماضي عبر الإنترنت جمعت نخبة من الفنانين الفلسطينيين الذين قدموا رؤى حول الدور القوي للفن كوسيلة للمقاومة وأداة للتضامن. لم تقتصر الندوة على مناقشة دور الفن فحسب، بل سلطت الضوء على الاستهداف الممنهج للمبدعين الفلسطينيين والدور الحيوي للفن كأداة للمقاومة والتضامن.

بدأت المناقشات بالحديث عن إرث الفنانين الفلسطينيين المؤثرين، بدءًا من ناجي العلي، الذي أصبحت شخصيته الكرتونية الأيقونية "حنظلة" رمزًا للتحدي والصمود الفلسطيني، إلى أعمال الأديب المعاصر رفعت العرعير، المعروف بإسهاماته الأدبية المؤثرة وتصويره للحياة تحت الحصار في غزة، مسلطة الضوء على كيفية استهداف الاحتلال الإسرائيلي للتراث المادي والثقافي للشعب الفلسطيني.

شارك في الندوة ثلاثة متحدثين بارزين: سليمان منصور، وفرح النابلسي، ونادين برقان. حيث قدم كل منهم رؤى فريدة حول كيفية استخدام الفن كقوة دافعة في النضال من أجل التحرر الفلسطيني وحركة إنهاء الاستعمار الأوسع.

يُعد سليمان منصور أحد أشهر الفنانين الفلسطينيين، وقد اشتهر بعمله "جمل المحامل" الذي يرمز إلى العبء الذي يحمله الشعب الفلسطيني. أكد منصور على أن الفن يلعب دورًا حيويًا في استمرار وإحياء الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات التدمير الممنهج للتراث الثقافي. خلال الانتفاضة الأولى، استخدم منصور مواد محلية في عمله الفني، في رسالة تحدٍ للاحتلال.

من جهتها، تناولت فرح النابلسي، المخرجة الفلسطينية البريطانية المرشحة لجائزة الأوسكار والفائزة بجائزة BAFTA، الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية التي لا تستهدف الإنسان الفلسطيني فقط، بل تمتد لتطال تراثه الثقافي. واعتبرت أن الفن والسينما يلعبان دورًا حاسمًا في إعلاء صوت الفلسطينيين وتحقيق التغيير.

أما نادين برقان، المغنية وكاتبة الأغاني الفلسطينية المستقلة، فقد تحدثت عن تجربتها كموسيقيّة تعكس موسيقاها الواقع الثقافي والسياسي للحياة الفلسطينية، مشددة على أهمية الفن في التعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال.

خلال الندوة، أكد المتحدثون على التأثير المدمر للعدوان الإسرائيلي على كافة جوانب الحياة الفلسطينية، وخاصة في غزة. وناقشوا كيف تستهدف الحملة العسكرية الإسرائيلية الإنسان والتراث الثقافي الفلسطيني على حد سواء. ورغم ذلك، يبقى الفن وسيلة حيوية لاستعادة الهوية الثقافية ومقاومة القمع وبناء تضامن عالمي.

تأتي هذه الندوة ضمن جهود أوسع لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة، وفظائع الحملة العسكرية الإسرائيلية، والتدمير الممنهج للتراث الفلسطيني، وللدعوة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة كرامة الشعب الفلسطيني.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. ‏